تنسق كل من إسرائيل والولاياتالمتحدة لنشر تفاصيل عن الضربة التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي ضد موقع سوري في سبتمبر الماضي، وبحسب تقارير أجنبية فان الضربة كانت تستهدف منشأة نووية أقامتها دمشق بمساعدة كوريا الشمالية. وينوي مسؤولون أمريكيون أن يكشفوا هذا الشهر المزيد من التفاصيل خلال نقاش في الكونجرس. وعلى الرغم من معارضة أجهزة الأمن الإسرائيلية يرى المسؤولون في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية و نظراؤهم في الإدارة الأمريكية بأنه بات ممكناً الكشف عن تفاصيل العملية لوجود احتمال بسيط في أن تصعد سوريا الوضع الأمني انتقاماً لهذه العملية. وسيكشف هذه التفاصيل مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية. وفي الأسبوع الماضي تحادث مستشارا رئيس الحكومة يورام تروبوفيتش وشالوم تروجمان في واشنطن مع مسؤولين في المخابرات الأمريكية ومستشار الأمن القومي ستيف هيدلي حول هذا الموضوع. وعلمت "هآرتس" أنه قبل سفر مستشاري رئيس الحكومة جرى نقاش سابق حول هذا الموضوع بين اولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك. وخلال اللقاءات التي جرت في الولاياتالمتحدة اتفق الجانبان على التفاصيل التي يجب الكشف عنها حول العملية والآثار المحتملة لذلك. وذكرت تقارير أجنبية أن إسرائيل نقلت للولايات المتحدة معلومات مفصلة حول المنشأة المستهدفة غير أن الدولتين اتفقتا على عدم نشر هذه التفاصيل بدون تنسيق مسبق. ويعتقد المسؤولون في واشنطن وتل أبيب أن الكشف عن هذه المعلومات يدعم قوة الردع الإسرائيلية ومن شأنها أيضاً أن تدفع سوريا الى تخفيف علاقاتها القوية مع إيران وكوريا الشمالية. وترى واشنطن أيضاً في الكشف عن هذه المعلومات دعماً لموقفها في محادثاتها مع كوريا الشمالية الرامية الى دفع الأخيرة الى التخلي عن السلاح النووي. مع ذلك يعارض المسؤولون في جهاز الأمن الكشف عن أية معلومات حول ظروف وملابسات الضربة الجوية للمنشأة السورية وأعربوا عن خشيتهم في أن يؤدي أي إعلان أمريكي عن تفاصيل المنطقة المستهدفة الى كسر التعتيم الكبير الذي فرضته إسرائيل على القضية. وقال مسؤولون في الجيش مؤخراً ان إسرائيل يجب أن تعمل عل إقناع الأمريكيين لعرض التقارير بهذا الشأن على مجلس النواب وراء أبواب مغلقة. من جانبها رأت عناصر في جهاز المخابرات أن الكشف عن معلومات كهذه سيزيد من حالة التوتر القائم بين سوريا وإسرائيل و أن أي إعلان رسمي عن ماهية المنشأة الهدف سيحرج الرئيس السوري ويجعله يفكر في بالرد بتوجيه ضربة لإسرائيل. (صحيفة هآرتس)