تحت "شعار حماية الصحة من تغير المناخ" تحتفي دول العالم باليوم العالمي للصحة اليوم الاثنين. هذا واوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة ان العالم الآن يشهد تغيرات شديدة في المناخ ولهذه التغيرات اثارها الاكيدة على صحة البشر وبيئتهم، حيث تتمثل التغيرات المناخية في موجات الحر غير المسبوقة وتطرف المناخ بين برد قارس وحر شديد، مما ينجم عن ذلك زيادة التلوث الجرثومي، وتغير انماط انتقال العدوى، واختلاف الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسكانية، كما تمثل الآثار الصحية لهذه التغيرات في ارتفاع معدلات الاصابة والوفيات الناجمة عن الأمراض المرتبطة بالحرارة، وارتفاع معدلات الامراض المنقولة بالمياه والغذاء، وتلك الناجمة عن تلوث الهواء. وبين خوجة ان العلماء والباحثين يعتقدون ان التغيرات المناخية تجعل العالم اكثر تعرضا للأمراض حيث ساعد ارتفاع درجات الحرارة على نشاط الكائنات الحية المسببة للعدوى، واثارت هذه النتائج التي استغرقت عامين صدمة للعلماء الامريكيين، حيث ان التغيرات المناخية تسبب اضطرابا في الأنظمة البيئية الطبيعية على نحو يجعل ظروف الحياة افضل بالنسبة للأمراض المعدية، كما قدم فريق من الباحثين نماذج موثقة لكائنات وفيروسات مسببة للعدوى وترتبط بامراض تنمو بشكل اسرع عندما ترتفع درجة الحرارة بمعدلات طفيفة. وقال المدير العام للمكتب التنفيذي ان الحقائق العلمية واضحة، فكوكب الارض اخذ في الاحترار، والاحترار اخذ في التسارع، والأنشطة البشرية مسؤولة عن ذلك، واذا استمرت اتجاهات الاحترار الحالية من دون ان يتم كبحها ستواجه الانسانية المزيد من الاصابات والأمراض والوفيات ذات الصلة بالكوارث الطبيعية وموجات الحرارة وارتفاع معدلات الاصابة بالامراض المنقولة بالأغذية والمياه والامراض التي تحملها النواقل، والمزيد من الوفيات المبكرة والأمراض ذات الصلة بتلوث الهواء، وبالاضافة الى ذلك ففي كثير من انحاء العالم ستنزح اعداد غفيرة من السكان بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر ومن جراء نوبات الجفاف والمجاعات، ومع ذوبان الانهار الجليدية ستطرأ تحولات على الدورة الهيدرولوجية وتغيرات على انتاجية الاراضي الزراعية. لذا فان تغير المناخ يمكن ان يحدث على نطاق واسع ويقتضي التكيف الفعال اقامة شراكات من أجل تعزيز خبرات الوكالات الحكومية والمنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية ودوائر الصناعة ومجموعات المهنيين والمجتمعات المحلية كما ان القرارات التي تمس التخطيط العمراني والنقل وامدادات الطاقة وانتاج الأغدية واستخدام الاراضي وموارد المياه تمس كلا من المناخ والصحة على السواء، ومن الضروري التعاون فيما بين كل هذه القطاعات من أجل ايجاد حلول ابتكارية وناجعة تحقق استقرار المناخ وتحمي الصحة. وأود أن لا يفوتني في هذا المقام ان انوه واشيد بالمبادرة واللفتة الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله نحو تخصيص 300مليون دولار تكون نواة لبرنامج يمول البحوث العلمية المتصلة بالطاقة والبيئة والتغير المناخي.