كتب تشارلز كروثامر مقالاً نشرته صحيفة (واشنطن بوست) تحت عنوان "الكاذب والقديس"، تحدث فيه عما روته هيلاري كلينتون من وقوعها تحت نيران القناصة أثناء زيارتها للبوسنة عام 1996، رغم أن التسجيل الذي أذاعته محطة (سي بي إس) دحض روايتها، مما دعاها للاعتراف بأن ما روته سابقاً كان غير صحيح. ثم يوضح الكاتب أنه أحياناً ما يصدق المرء ما يوهمه به عقله الباطن بعد تكرار رواية نفس الأحداث، لكن في حالة كلينتون فمن الصعب نسيان أو اختلاق الهبوط تحت نيران القناصة، حتى أن باراك أوباما قد بدأ يتقدم على كلينتون في بنسلفانيا بسبب قصة القناصة التي تُذكر الديمقراطيين ببُعد كلينتون عن الحقيقة. وكان الكاتب ويليام سافير (بنيويورك تايمز) قد وصف هيلاري كلينتون بأنها "كاذبة بالفطرة" قبل فضيحة القناصة بسنوات. ثم يوضح كاتب المقال أن قصة القناصة كانت في صالح أوباما الذي كان يعاني من علاقته السابقة بتوني رزكو والقس جيريمي رايت، حتى أنها جعلت الصحافة تغلق ملف أوباما لتلتفت إليها، لاسيما بعد خطاب أوباما الذي دعا فيه إلى مناقشة قضية العنصرية في أمريكا لإيجاد حلول فعالة لمشاكل الشعب الأمريكي بدلاً من تكرار إذاعة مقتطفات من خُطب القس رايت لإلهاء الشعب عن مشاكله الحقيقية. بل ويتعجب الكاتب من أن الإشارة إلى تعصب القس رايت وعلاقة أوباما به قد أصبحت أفعالاً مشينة في رأي بعض الساسة، حيث أن بعضاً من مؤيدي كلينتون قد كرروها على شاشات التلفاز مما أثار استياء مؤيدي أوباما. والآن يبدو أن وسائل الإعلام، التي تزلفت لأوباما قبل نشرها خُطب القس رايت، قد عادت لتدافع عن أسطورة أوباما بعد الخطاب الذي ألقاه عن العنصرية وقصة القناصة التي روتها كلينتون. ثم يختتم الكاتب المقال بقوله إن الصحافة الأمريكية غالباً ما تُحول الرموز الديمقراطية الجديدة إلى قديسين، مثلما وصف الراحل مايكل كيلي السيدة الأولى هيلاري كلينتون بأنها "القديسة هيلاري" في بداية عهد زوجها الرئاسي، واليوم ينتظر أوباما مايكل كيلي آخر يصفه بالقداسة. (خدمة ACT)