تعيش مصر هذا الأسبوع الذي بدءاً من اليوم (السبت) على صفيح ساخن جدا خاصة في الحياة السياسية، إذ من المقرر أن تبدأ الثلاثاء المقبل انتخابات المجالس المحلية (المحليات) في 26محافظة مصرية وسط توتر سياسي كبير بعد استبعاد أغلبية مرشحي الاخوان المسلمين والاكتفاء بتمثيل قليل لاحزاب سياسية تفتقد الأرضية في الشارع المصري. ويتخوف بعضهم من ان تشهد هذه الانتخابات اعمال عنف في محاولة لتغيير مسارها. ويقول المرشد العام لجماعة الاخوان مهدي عاكف ان الجماعة كانت تعتزم المشاركة في هذه الانتخابات ب 5754مرشحا اي المنافسة على قرابة 10% من مقاعد المجالس المحلية الا ان السلطات لجأت الى اساليب متعددة لاستبعاد الأغلبية العظمى من مرشحينا. وتأتي تلك الانتخابات في ظل ضغوط اجتماعية على الحكومة المصرية وتصاعد مطالب العاملين في الحكومة والقطاع العام بزيادة الاجور بما يتلاءم مع زيادة تكاليف المعيشة. ارتفعت اسعار السلع الغذائية بنسبة تزيد على 16% منذ بداية 2008وفقا للارقام الرسمية. خليك بالبيت من الملفات الساخنة ايضا خلال هذا الاسبوع بمصر دعوة للإضراب اطلقتها لجنة شكلها عمال مصانع الغزل والنسيج في مدينة المحلة الكبرى، وبعض الحركات السياسية منها كفاية وحزب العمل المجمد ودعت فيها الى إضراب عام وشامل في مصر غدا الاحد تحت شعار"خليك بالبيت" واعتبر المنسق العام المساعد للحركة المصرية من اجل التغيير "كفاية" جورج اسحاق في تصريحات له ان اضراب الاحد سيكون فرصة لغرس ثقافة العصيان المدني لدى الشعب المصري، وقال "سيكون هذا اليوم فرصة لتدريب الشعب المصري على التعبير عن غضبه بشكل مختصر، وبأسلوب يشعر الحكومة بالاحتجاج". واضاف اسحاق هذا الاضراب بدأ بالاستجابة لمطالب عمال غزل المحلة، وتحول الى يوم للتعبير عن الغضب الشعبي من كل ما يحيط بنا من فساد او غلاء معيشة، وصعوبة الحصول على رغيف العيش". واشار الى ان منسقي "كفاية" سينظمون وقفات احتجاجية في 23محافظة، اكبرها ستكون في محافظة الجيزة، "بعيدا عن وسط القاهرة وللاندماج بالشعب المصري"، على حد قوله. غياب الاخوان اما المثير والغريب في هذا الامر فهو رفض جماعة الاخوان المسلمين كبرى الجماعات المعارضة في مصر المشاركة في هذا الاضراب وبرر ذلك الدكتور محمود عزت الأمين العام للجماعة قائلا إن الفكرة لم تُطرح على الجماعة من الأساس، وإنما سمعنا عن هذا الإضراب من جهاتٍ مختلفة، وكل الدعوات التي وُجِّهت إلى الجماعة لم نعرفها إلا عن طريق وسائل الإعلام؛ ولذلك فنحن لا ندري ما هو الهدف من هذا الإضراب؟ ولماذا اختيار هذا الوقت له؟ وما آليات تنفيذه؟ وهل هناك تنسيق أم لا؟. ويضيف انه مع تأكيدنا أهميةَ الإضراب كوسيلةٍ من وسائل الاحتجاج، إلا أن إضراب الغد أشبه بدعوة دون تحديد مهامها ولا أهدافها، وإذا ما طبَّقنا عليه القواعد الذي سبق أن أوضحتها الجماعة نكتشف أننا لا نعرف الوسائل ولا الأهداف، ولم ينسِّق معنا أحد في هذا الشأن، ولا نعرف النتيجة التي ستئول إليه، وبالطبع لن نشارك فيه وفي نفس الوقت لسنا مسئولين عن إفشاله لأننا لسنا الجهة الداعية إليه، وعلاقتنا به من خلال وسائل الإعلام فقط. مغازلة النظام وحول ما تردد أن الجماعة تغازل النظام قبل الحكم في القضية العسكرية المتهم فيها 40من قيادات الإخوان على رأسهم المهندس خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد العام بهذه الخطوة الغريبة - عدم المشاركة- قال عزت هذا كلام مجافٍ للحقيقية ولواقع العلاقة بين الإخوان والنظام.. فأين هذه المغازلة ولدينا أكثر من 850معتقلاً في السجون بسبب المحليات. وأين هذه المغازلة وكل مرشَّحينا مُنعوا من التقدم للمحليات، وحتى الأحكام القضائية معرَّضة لعدم التنفيذ؟! ويكفي أن الأخوين اللذين نجحا بالتزكية وأُعلن ذلك بشكل رسمي قامت الحكومة بفتح باب الترشيح من جديد رغم إغلاقه وتقدَّم آخرون لمنافسة مرشَّحي الإخوان، ثم في النهاية استُبعِدا من الكشوف.. فهل هذه مغازلة؟.