سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التقنية أداة استراتيجية للدولة تستخدمها لتنويع مصادر الدخل وتوفير مبالغ ضخمة في التشغيل وزيادة رفاهية المواطنين نائب مدير هيئة تطوير تقنية المعلومات والاتصالات السنغافوري سوان: ل"الرياض"..
بمناسبة المعرض الدولي للحكومة الإلكترونية والذي القت فيه سنغافورة بثقلها فيه بمشاركة عدد كبير من الشركات التقنية المتخصصة في هذا المجال، التقينا في حوار طويل مع السيد تان وينغ سوان وهو نائب المدير لاستشارات الحكومة الالكترونية بهيئة تطوير تقنية المعلومات والاتصالات في الحكومة السنغافورية والذي يحمل في جعبته الكثير حول تقنيات الحكومة الالكترونية وتطوراتها وكان لنا معه هذا الحوار: @ ماهي مهمات واهداف هيئة الاتصالات السنغافورية؟ - هيئة تطوير تقنية المعلومات والاتصالات السنغافورية ويرمز لها (IDA) وهي وكالة حكومية له مهمات متعددة منها التخطيط الرئيسي لعملية التطوير التقني والصناعي وإجتذاب رؤوس الأموال والمستثمرين في هذا القطاع الناشيء والسعي لتحقيق الخطط والبرامج الحكومية في جميع الوزارات وهي قريبة جداً في مهامها وتركيبها الإداري لما هو موجود لديكم في السعودية وأقصد بذلك هيئة الاتصالات بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مع اختلافات بسيطة. @ ما هي استراتيجية الدولة في اتجاه التقنية؟ - نحن ننظر إلى التقنية عموماً كأداة استراتيجية داعمة للدولة لتحقيق أهداف يصعب تنفيذها لولا التقنيات الحديثة، حيث مع تزايد اعداد السكان في مواجهة دخل ضعيف وننظر إلى تقنيات الحكومة الإلكترونية خصوصاً من زاويتين، أولاً ان تطوير هذه التقنيات تعتبر وسيلة لتنويع مصادر الدخل للدولة، حيث يمكن من خلال تعميق عمليات البحث والتطوير الحصول على تقنيات وحلول متطورة تساعد الدول على تخطي عقبات وحواجز التحول من النظام الحكومي المعتاد إلى دول إلكترونية يمكنها تقديم خدماتها باستغلال وسائل الاتصالات الحديثة من انترنت وغيرها مع البقاء على مستوى المنافسة مع الآخرين حتى مع عدد السكان القليل لسنغافورة فنحن مانزال قادرين على المنافسة في هذا المجال مع الامم الأخرى الأكثر تطوراً، لقد وجدنا أن العولمة تفرض على الشركات والدول العمل بإتقان وبسرعة لكي يمكنهم المنافسة في السوق الدولي، وثانياً الفائدة التي تعود في نفس الوقت للمواطن السنغافوري حيث ان تطوير هذه النظم سيساعد على رفاهية المواطن وتقديم خدمات حكومية واجتماعية راقية وخاصة في مجال التعليم والصحة والاقتصاد وما يعود أيضاً على الدولة من توفير مبالغ تشغيلية ضخمة نتيجة استخدام هذه التقنيات. @ متى بدأتم أول خطواتكم نحو الحكومة الإلكترونية وماهي أهدافكم التي تودون الوصول لها؟ - لقد بدأنا برامجنا التطويريهم منذ عام 1980م ومع ذلك فقد تعلمنا الكثير من تجاربنا وأعتقد انها رحلة مستمرة لا نهاية لها، لأننا كلما حققنا هدفاً نكتشف المزيد الذي يمكن ان نقوم به لمجتمعنا حيث يتغير العالم بسرعة كبيرة وتتطور التقنيات ونحن أيضاً نطور انفسنا حيث لا يمكن أن يقول شخص أو دولة أنها وصلت إلى خط النهاية في التقنية، ولهذا نستغل دائماً ما تعلمناه وما قدمناه ونقييم ذلك لنحصل على تقنيات جديدة ذات آداء أفضل وأقل تكلفة، ولهذا فإنها عملية مستمرة وكلما وصلنا إلى نقطة نكتشف اهدافاً أخرى يفرض بعضها التطور في الخارج وأخرى يكتشفها خبراؤنا لنواصل العمل للوصول إلى اهداف أكثر رقياً وتطوراً. @ ماهي مشكلات ومعوقات التوجه نحو تطبيق الحكومة الإلكترونية؟ - أعتقد أن العملية تبدأ بالتخطيط الجيد ثم التنفيذ ولكن هذه تحتاج إلى دعم قوي من القادة السياسيين ومتخذي القرارات، فمثلاً هنا في السعودية نرى دعماً كبيراً من الدولة نحو التوجه في استخدام احدث التقنيات لخدمة قطاعات الدولة والمواطن وسيشعر المواطن قريباً بفوائد هذا التوجه وعندها سيطالب بالمزيد، ولكن التحدي الحقيقي دائماً هو الناس، فالحكومة الإلكترونية ليست مجرد إنشاء موقع على الإنترنت وربط أجهزة الكمبيوتر ولكنها عملية تغيير شاملة في الإدارة وفي طريقة الحياة العملية حيث يجب ان يكون الناس مدركين لما يقومون به، بمعنى ماذا يحتاجون وماذا يفعلون لتحقيق ذلك وكيف يمكنهم فعل ذلك بالوسائل التقنية الحديثة، وهذا يتطلب الكثير من التدريب والتوعية والكثير من التواصل أيضاً مما يساعد المجتمع على التفاعل مع هذا التطور الحاصل، وكيفية إقناع المجتمع بالفوائد التي ستعود عليهم، وعندما يتذوق المجتمع هذه الفوائد وتنجح التقنيات في تحقيق الأهداف الموضوعه لها ويعود عليها الناس فستلاحظ انهم يألفونها ثم يطلبون المزيد وسيكون لهم آرائهم الشخصية حول تطوير هذه التقنيات، ولهذا لا ينظر إلى الحكومة إلاكترونية على أنه مشروع تقني بل هو تغيير شامل في نظم الإدارة وكيف تنفذ الحكومة أعمالها وتغيير طريقة تعامل الدولة مع المواطن وتقديم الخدمات له. @ إذا قررت إحدى الوزارات التحول الكامل إلى وزارة إلكترونية، فما هي الخطوات التي يجب اتباعها للوصول إلى هذا الهدف من واقع تجاربكم؟ - بالنسبة لنا فإن التغير يعتبر تغيراً كبيراً، ولكن الخدعة هنا هي في تحويل المشكلة الكبيرة إلى مجموعة مشاكل صغيرة أي تجزيء المشكلة ثم حلها على عدة خطوات تزيد او تنقص بحسب الأهداف وحجم المنظومة وهي خطوات متزايدة أي أن كل خطوة تبنى على ما يسبقها لتحقيق نتائج تعاظمية أكبر واكبر، وسيلاحظ الموظفين التغييرات الجديدة تتسلل إلى مكاتبهم وطريقة تنفيذ الأعمال اليومية، ثم نقدم لهم التغييرات الجديدة ثم الجديدة حتى تصبح مع الوقت عملية التطوير جزء طبيعي من العمل، وهذه في رأي الطريقة المعقولة للتحول، لأنها قفزة كبيرة يصعب القيام بها دفعة واحدة، كما ان الخطوات الصغيرة تساعد الموظفين والمراجعين على الوثوق في النظام والتعود عليها، ويجب ملاحظة ان الأنظمة في الدول مختلفة كما أن الثقافات تختلف ولهذا يجب النظر في ظروف كل بلد على حدة ودراسة ردود الافعال في تجارب سابقة إتجاه استخدام وسائل التقنية وبناء عليه تحديد تلك الخطوات، ويمكن للمنظومة أيضا التعاون مع جهات أو مؤسسات ذات خبرة في هذا المجال، وتقنياً فإن الأنظمة الحديثة استطاعت ان تحصل على ثقة مستخدميها وأن تقوم بالأعمال المناطة بها بالشكل المطلوب بحيث يمكن الاعتماد عليها بالفعل فتدفع الناس للبحث عن المزيد والبدء في الخطوة التالية لما تحققه لهم من جودة في العمل وسرعة في الآداء، وكلما كانت الجهة المستشارة والمنفذة ذات خبرة أكبر كانت النتائج أفضل. @ وماذا عن سلبيات استخدام التقنيات الحديثة هذه؟ - كما قلت فإن استخدام التقنية أمر استراتيجي لنا ولهذا عملنا بجد من أجل جعل التقنية قادرة على تنفيذ الاعمال بأقصى قدر من الكفائة والفاعلية وبالطبع لا تخلو أي عملية من ايجابيات وسلبيات سواء ورقية أو الكترونية ولكن إذا ما قورنت الإيجابيات في التقنية بالسلبيات فهي قليلة جداً، وقد تضيع أوراق أو معاملات أو قد تسرق كما ان الفساد الإداري من المشاكل الصعبة وأيضاً قد تنطفئ الكهرباء وتتعطل أجهزة الحاسب وتتعطل معه الأنظمة الآلية ولكن مع ذلك فقد تم وضع الحلول المناسبة، كما ان الأنظمة التقنية لها اهتمام كبير لتفادي السلبيات وتقليلها وتنفيذ العمليات بشكل سلس مع عمل الإجراءات الاحترازية ولاشك ان خبراتنا التي بدأت منذ أكثر من عشرين عاماً ساعدتنا على توقع المشاكل التي قد تحدث وستجد أن الحلول متوفرة مسبقاً كوننا مررنا بهذه التجارب، كما أن المستخدم أيضا يجب أن يتعلم كيفية الحفاظ على جهازه وكلمات السر وغيرها، ولهذا لا يجب توقع أن تكون السلبيات من النظام فقط بل أيضاً من المستخدم وهو بذلك عمل يحتاج إلى تعاون جماعي. @ كيف تقومون باعمال التوعية التي ذكرتها؟ - لقد قدمنا مجموعة أعمال التوعوية للناس عبر التلفزيون والراديو وأفلام كرتون للأطفال وللنساء في المنازل وغيره عبر رسائل موجهة عن كيفية الحفاظ على أجهزتهم من الفيروسات والحفاظ على كلمات السر ودخول الإنترنت وغيرها، كما اننا نقدم دورات مدعمة في مبادئ الحاسب للمواطنين حيث يجب نشر الثقافة الحاسوبية فيما يطلق علية المجتمع المعلوماتي. @ ماهي العوامل التي تساعد على نجاح أي مشروع مبتديء للحكومة الإلكترونية؟ - في الحقيقة لا توجد معادلة شاملة لكافة المشاريع يمكن تطبيقها لإنجاح أي مشروع من هذا النوع ولا تملك أي شركة في العالم مفتاحاً من هذا النوع يؤكد نجاح المشروع، ولا يمكن لاي دولة أن تنفذ مشروعات من هذا النوع ذاتياً بدون التعاون مع دول وشركات عالمية متخصصة فالكل يستفيد من الخبرات والتجارب المتنوعه حول العالم لتحقيق هذا الهدف ولهذا السبب تأتينا الدعوات بإستمرار لكي نعرض تجربتنا الناجحة في هذا المجال وفي بعض الحالات يطلبون منا تقديم الدعم، لهذا للأسف لا توجد خطوات أو مفاتي او معادلة ثابته لتحقيق النجاح بل هي عملية دراسة وحلول تتوافق مع احتياجات المجتمع وعاداته وتقاليده. @ ماهي توقعاتك للتقنيات القادمة فيا بعد الحكومة الإلكترونية؟ - نهاية الرحلة في عالم التقنية لا يمكن تحديدها أما الحكومة الإلكترونية فهي ليس عن الحاسبات بل ترتبط بالدولة بمعنى آخر هي كيف تريد الدولة أن تدير أمورها وأمور شعبها، ولا تبدو هناك أي علامات لما هو قادم لكن الأهداف واضحة وهي استخدام كل الوسائل المتاحة لإعطاء الدولة السبق والبقاء في المقدمة في مجال تسيير الاعمال ولخدمة المواطن في كافة القطاعات وربما تصبح هناك إتحاد بين المواقع الحكومية مع بعضها البعض عبر روابط دولية أو ماشابه ذلك، تساعد على توحيد الإجراءات الإدارية في العالم كلة، لا نعلم بالضبط ولكنها ربما تكون فكرة جديدة تتحق. @ هل لنا ببعض المعلومات عن التقنية والإتصالات في سنغافورة؟ - بالنسبة لاستخدام DSL في المنازل فنسبتها تقريباً 72% ويتصاعد باستمرار، ونسبة عدد المنازل التي بها أجهزة الحاسب هي 78% والتي تحتوي على الأقل جهاز واحد أو أكثر، وبالنسبة لاستخدام الجوالات فنسبتها 120% حيث يملك بعض الناس أكثر من جوال لاكثر من شركة، وعدد مستخدمي الإنترنت بشكل تقليدي يصل إلى 60% تقريباً لمن هم أعمارهم مابين 15إلى 50سنة، كما ان لدينا ثلاث شركات للإتصالات. واخيراً وللمعلومية فإن السيد تان وينغ سوان يشغل منصب نائب المدير لاستشارات الحكومة الإلكترونية في هيئة تطوير تقنية المعلومات والاتصالات في سنغافورة (IDA) ويقود سوان فريق من مهندسي النظم والمتخصصين في التخطيط الاستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات بالإضافة إلى فريق من الاستشاريين في مجال إعادة هندسة الإجراءات للمؤسسات الحكومية ويشرف أيضاً على مشاريع دولية في نفس المجال، وهو حاصل على شهادة الهندسة من جامعة سنغافورة الوطنية مع مرتبة الشرف كما حصل على شهادة IBM الذهبية بالإضافة إلى شهادات وجوائز أخرى كثيرة، كما أنه يقوم حالياً بجولة عالمية لنشر أحجث التقنيات التي أبتكرتها الشركات السنغافورية والتي لاقت استحساناً دولياً حيث تم تسويقها في أكثر من 21دولة آخرها البوابة الحكومية المركزية في قطر.