تتمتع منطقة عسير بأماكن حضارية وتاريخية تمتد جذورها لآلاف السنين، وقد خلدت تلك الأمكنة والمواقع ذكرها في التاريخ المجيد، وسوق السبت ببني رزام له دلالة تاريخية وقيمة حضارية ذات أبعاد متعددة، وقد دلت الوثائق التاريخية انه من الأسواق القديمة والأثرية التي مدت الحياة الإنسانية بكل مقومات الحياة آنذاك حيث بدأ العمل فيه في 21محرم عام 1300فهو أقدم من سوق الثلاثاء بأبها الذي عمّر عام 1320ه بعده. وتأتي قيمة السوق الحضارية انه يتوسط منطقة عسير وبواديها وقراها وهجرها وكون سبت بني رزام يقترب من أبها شمالاً بحوالي عشرة أكيال فهو يقرب من سوق ثلاثاء أبها وخميس مشيط، ومحايل عسير وأحد الشعبين برجال المع وأسواق رجال الحجر بلحمر وبلسمر وأسواق بيشة نمران والروشن وتعد استراتيجية هذا السوق في التاريخ أنه يقف عند نقطة عقبة شعار الشمالية لعسير وهنا نقطة دفاع عن أبها خاصة وعسير عامة ضد الغزاة الطامعين عبر الدور السعودي الأول في عصور المصريين والأتراك الغزاة، ثم الدور الثاني في عهد الإمام تركي بن عبدالله بن سعود وفي الدور الثالث للدولة السعودية في بداية مسيرة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيّب الله ثراه. وتشير المصادر التاريخية إلى أن سوق بني رزام قدم حماية وطنية وشهد معسكرات لتجمع الجيوش لصد القوى المعادية والغزاة.. ففي عام 1218ه وفي عهد الإمام سعود بن عبدالعزيز آل سعود شهد السوق المذكور معسكراً للأميرين محمد بن عامر وعبدالوهاب بن عامر أبونقطة اللذين ساندا وسافرا إلى نجد والاستجابة لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وبثها في منطقة عسير والجنوب مع عرار الشعبي وأحمد الفلقي في جازان والجنوب.. كما شهد السوق في عهد الإمام عبدالله بن سعود آل سعود معسكراً بقيادة طامي بن شعيب العسيري عام 1230ه لصد قوات محمد علي باشا في باحة شعار كما شهد سوق بني رزام بعسير معسكر الأمير محمد بن أحمد المتحمي في قرية الطلحة ربيعة ورفيدة عام 1230ه. وفي عام 1230ه شهد السوق تجمعاً لصد وملاحقة فلول القوات المصرية وقوات الشريف محمد بن عون وأيضاً شهد السوق معسكر الأمير حمود أبو مسمار في الملاحة عام 1233ه، وفي عهد الإمام فيصل بن تركي آل سعود شهد السوق المذكور معسكراً لصد القوات التركية الغازية عام 1288ه.. ومع بداية الوحدة المباركة تم السوق مقراً دائماً لتجمعات القوات بعد رحيل الأتراك عام 1336ه، كما أن ابن عسكر جمع القوات لمساندة الجيوش الفاتحة في الرغامة عام 1346ه وبعد عام 1350ه بعد التوحيد الشامل للوطن تم إيراد الرسوم للسوق مع سوق أبها "ثلاثمائة وتسعة وخمسون ريالاً وسبع وثلاثون هللة" كما يفيد بذلك أ. عبدالله بن عفتان في كتابه بنو رزام تاريخ وحضارة. ويذكر ان السيرجون فلبي في مذكراته المرتفعات الجنوبية اوضح انه زار سوق السبت ببني رزام في جولته بالمملكة عام 1350ه إبان فترة الأمير تركي السديري يوم 1931/6/13م واستمر السوق يؤدي دوره الإعلامي وتوجيهات الحكومة الرشيدة والتعارف بين الناس وتأمين السلع التجارية ومعرفة العادات والتقاليد وبث الوعي إلى 1408/3/15ه حيث أمر صاحب السمو الملكي أمير منطقة عسير خالد الفيصل بن عبدالعزيز بإحياء هذا السوق المهم والقيام بكافة مهماته السابقة.