تتوقع جهات عربية استضافة مصر فتح وحماس لتذليل العقبات التي ظهرت بعد لقائهما في صنعاء وتوقيعهما على إعلان اليمن الذي اختلفا على سبل تنفيذ بنوده. وأعلنت القاهرة انها تقوم بجهود مكثفة لإعادة الثقة بين حركتي فتح وحماس حتى يمكن الاتفاق على تنفيذ بنود المبادرة اليمنية في أسرع وقت ممكن للتغلب على ما تقوم به بعض الجهات الداخلية الفلسطينية، والخارجية الأمريكية وإسرائيل من محاولات تهدف إلى تفشيل المبادرة اليمنية الرامية إلى ايجاد لغة حوار وتفاهم بين فتح وحماس. وتجرى في هذه الأيام اتصالات موسعة بين القاهرة وصنعاء لدراسة الخطط الرامية إلى الوصول لاتفاق بين حركتي فتح وحماس لعقد لقاء بينهما في القاهرة تحت رعاية مصر واليمن. من المتوقع أن تسرع مصر خلال الأسابيع القليلة القادمة البدء في فتح حوار فلسطيني - فلسطيني يهدف في نتائجه إلى تنفيذ المبادرة اليمنية التي اختلف على طرائق تنفيذ بنودها، وأن هناك جهوداً تبذل لإعادة التفاهم بين الحركتين فتح وحماس وحتمية الاتفاق على تنفيذ المبادرة اليمنية لإغلاق الباب في وجه الجهات الداخلية والخارجية الساعية إلى تفشيل إعلان صنعاء، لما لها من مصالح في بقاء الأوضاع الفلسطينية على ما هي عليه من خصام وفرقة، وسوف تستضيف القاهرة حركتي فتح وحماس للبدء في فتح الحوار الفلسطيني - الفلسطيني بهدف تنفيذ المبادرة اليمنية التي تعثرت بسبب الخلاف حول الاتفاق يستلزم التنفيذ فوراً كما ترى فتح أو يفتح باب الحوار كما تدعو حماس ولقاء القاهرة بينهما يستهدف الجمع بين البدء بالحوار الذي يؤدي إلى التنفيذ لما تم الاتفاق عليه بدون أن يخل ذلك بالمواقف لكل من فتح وحماس حتى يكون هناك موقف فلسطيني موحد قادر على التفاوض مع إسرائيل تحت مظلة اتفاق أنابوليس الذي يدعو إلى الصلح بينهما وإقامة الدولة الفلسطينية قبل نهاية العام الحالي 2008م. ابدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" موافقته على رعاية القاهرة الحوار الفلسطيني - الفلسطيني الرامي إلى تنفيذ المبادرة اليمنية وأصبح من المتوقع ان يتخذ إعلان صنعاء مساراً عملياً على ما تم التوقيع عليه في يوم 23مارس من عامنا الحالي 2008م من اتفاق يفتح باب الحوار الفلسطيني - الفلسطيني بهدف الاتفاق على وحدة الشعب والأرض والسلطة الفلسطينية وقد وقع على هذا الاتفاق في صنعاء كبير مفوضي حماس موسى أبومرزوق، والمسؤول البارز في فتح عزام الأحمد واختلفا وهما في أرض اليمن حول الاتفاق الذي وقعا عليه هل هو يفتح باب الحوار كما ترى حماس؟! أم هو واجب النفاذ كما تذهب فتح، والقاهرة اليوم تحاول الجمع بينهما فهو يفتح باب الحوار بهدف الوصول إلى تنفيذ بنود الاتفاق في إعلان صنعاء. هذه الحقيقة تجعل القاهرة تبحث مع حركة فتح تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والخلافات الفلسطينية - الفلسطينية بالإضافة إلى مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية. وقد أكد عبدالله الأفرنجي من حركة حماس على ضرورة الوحدة الفلسطينية والتركيز عليها والعمل من أجلها على أرضية منظمة التحرير الفلسطينية التي تعبر عن الشرعية وما يرتبط بها من برنامجها السياسي وضرورة تهيئة الأجواء للانتخابات العامة. هناك اتفاق في الرؤية المصرية الفلسطينية حول الأوضاع على الساحة الفلسطينية حول العديد من القضايا منها ضرورة الحفاظ على حركة فتح وإعادة بقائها بشكل ثابت والسعي إلى عقد المؤتمر السادس لحركة فتح بصورة تعطيه قوة في مفاوضات السلام مع إسرائيل خصوصاً وانه لا يوجد مردود على أرض الواقع الفلسطيني لنتائج مؤتمر أنابوليس الذي يدعو إلى السلام الفلسطيني - الإسرائيلي، إن حركة حماس تواجه هذا الموقف بحذر شديد لأن الحوار الذي تسعى إليه مع حماس تحت مظلة إعلان صنعاء يستهدف الحفاظ على الحقوق للطرفين فتح وحماس لتقوم وحدة فلسطينية حقيقية قادرة على التفاوض السلمي مع إسرائيل. لا نستطيع أن نفصل هذه القيادات الفلسطينية - الفلسطينية عن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس إلى إسرائيل يوم السبت 29مارس من عامنا الحالي 2008م للبحث مع المسؤولين الإسرائيليين تطورات الاجتماع في الشرق الأوسط وهي ثاني جولة لها في منطقة الشرق الأوسط خلال ثلاثة أسابيع، وذكرت صحيفة هآرتس ان كونداليزا رايس تعتزم اجراء اجتماعات ثلاثية الأطراف أمريكية وإسرائيلية وفلسطينية للتعامل مع الوضع النهائي وما يترتب عليه من أوضاع فوق أرض الضفة الغربية بما يتفق مع التزاماتهما مع خطة خريطة الطريق للسلام في الشرق الأوسط. وذكرت الصحيفة ان الزيارة تهدف إلى تأكيد الاهتمام الأمريكي المتزايد بالمشاركة في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية بعد أن أحرز الجانبان مسارات للتفاهم يجب دعمها وتفعيلها على أرض الواقع قبل زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى منطقة الشرق الأوسط في شهر مايو من عامنا الحالي 2008م. وتصر كونداليزا رايس على القيام بمحادثات الوضع النهائي وإظهار تقدم حقيقي فيها ومن أجل هذا الغرض تعد إلى اجتماع ثلاثي يجمعها مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسبي ليفني ورئيس الوزارة الفلسطينية السابق أحمد قريع اللذين يرأسان فريقي التفاوض الإسرائيلي - الفلسطيني والتركيز على الخطوات العملية لتحسين الموقف في الضفة الغربية وفقاً لخريطة الطريق وتعتزم إلى عقد سلسلة لقاءات منفصلة مع وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك ورئيس الوزارة الفلسطينية سلام فياض ويتبعهما اجتماع مشترك مع الجانبين. واضح ان زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس إلى الشرق الأوسط في هذا الوقت بالذات يهدف إلى تفشيل الحوار بين فتح وحماس ومنع وحدة الشعب الفلسطيني بإبقاء حماس خارج اطار الاتفاق السلمي الفلسطيني - الإسرائيلي.