أمريكا.. اكتشاف حالات جديدة مصابة بعدوى الإشريكية القولونية    مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يرحب باعتماد الجمعية العامة قرار سيادة الفلسطينيين على مواردهم الطبيعية    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على انخفاض    الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يدعو الدول الأعضاء إلى نشر مفهوم الحلال الأخضر    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمين الأمم المتحدة يؤكد في (كوب 29) أهمية الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية    إصابات بالاختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة الخضر جنوب بيت لحم    هيئتا "السوق المالية" و"العقار " توقعان مذكرة تفاهم لتنظيم المساهمات العقارية    جرائم بلا دماء !    «قمة الرياض».. إرادة عربية إسلامية لتغيير المشهد الدولي    الحكم سلب فرحتنا    الخرائط الذهنية    «خدعة» العملاء!    عبدالله بن بندر يبحث الاهتمامات المشتركة مع وزير الدفاع البريطاني    احتفال أسرتي الصباح والحجاب بزواج خالد    الشؤون الإسلامية في منطقة جازان تقيم مبادرة توعوية تثقيفية لبيان خطر الفساد وأهمية حماية النزاهة    6 ساعات من المنافسات على حلبة كورنيش جدة    عاد هيرفي رينارد    «السوق المالية»: تمكين مؤسسات السوق من فتح «الحسابات المجمعة» لعملائها    مدارسنا بين سندان التمكين ومطرقة التميز    لماذا فاز ترمب؟    في أي مرتبة أنتم؟    الشؤون الإسلامية بجازان تواصل تنظيم دروسها العلمية بثلاث مُحافظات بالمنطقة    باندورا وعلبة الأمل    علاقات حسن الجوار    الصين تتغلب على البحرين بهدف في الوقت القاتل    القبض على (7) مخالفين في جازان لتهريبهم (126) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر    خالد بن سلمان يستقبل وزير الدفاع البريطاني    فريق الرؤية الواعية يحتفي باليوم العالمي للسكري بمبادرة توعوية لتعزيز الوعي الصحي    هاتفياً.. ولي العهد ورئيس فرنسا يستعرضان تطورات الأوضاع الإقليمية وجهود تحقيق الأمن    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    مركز صحي الحرجة يُنظّم فعالية "اليوم العالمي للسكري"    إجتماع مجلس إدارة اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية    «الداخلية» تعلن عن كشف وضبط شبكة إجرامية لتهريب المخدرات إلى المملكة    أمير المدينة يلتقي الأهالي ويتفقد حرس الحدود ويدشن مشروعات طبية بينبع    انطلاق المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات "الوباء الصامت".. في جدة    الأمير عبدالعزيز بن سعود يرأس اجتماع الدورة الخمسين للمجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    انعقاد المؤتمر الصحفي للجمعية العمومية للاتحاد الدولي للخماسي الحديث    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    عصابات النسَّابة    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    الخليج يتغلّب على كاظمة الكويتي في ثاني مواجهات البطولة الآسيوية    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    198 موقعاً أثرياً جديداً في السجل الوطني للآثار    أفراح النوب والجش    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    استعادة التنوع الأحيائي    تعزيز المهنية بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.. وزير البلديات يكرم المطورين العقاريين المتميزين    حبوب محسنة للإقلاع عن التدخين    أهميّة التعقّل    د. الزير: 77 % من النساء يطلبن تفسير أضغاث الأحلام    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    فيلم «ما وراء الإعجاب».. بين حوار الثقافة الشرقية والغربية    أجواء شتوية    مقياس سميث للحسد    الذاكرة.. وحاسة الشم    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شيخ الأزهر:دورالمملكة في خدمة الدين ورعايتها للحرمين لا يمكن الشك فيه أو المزايدة عليه
علماء المسلمين يجددون تأكيد مشروعية توسعة المسعى
نشر في الرياض يوم 02 - 04 - 2008

جدد عدد من علماء المسلمين تأييدهم للخطوة التي قامت بها المملكة في التيسير على حجاج ومعتمري بيت الله الحرام في تنفيذ مشروع توسعة المسعى ليخفف الازدحام على ضيوف الرحمن ويسهل من قيامهم بأداء مناسكهم، مؤكدين أن جهود المملكة في خدمة الحرمين الشريفين تذكر فتشكر، فلم يأل قادة هذه البلاد جهداً في تنفيذ المشروعات الضخمة التي هدفها تمكين الملايين من المسلمين من زيارة الحرمين الشريفين وأداء شعائرهم بيسر وسهولة.
وليس بعيداً عن الأذهان ما قامت به قيادة هذه البلاد مؤخراً من تنفيذ مشروع الجمرات في منى الذي حقق انسيابية وسهولة في رمي الجمرات في حج العام الماضي بالرغم من أن المشروع لم ينته منه إلا المرحلة الأولى فقط.. وستستمر حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القيام بكل ما من شأنه القضاء على أي معاناة يواجهها الحاج والمعتمر، فقد شرَّف الله هذه البلاد بخدمة أقدس بقعتين على وجه الأرض، وهي ستواصل جهودها في هذا الشأن ابتغاء لمرضاة الله تعالى.
شيخ الأزهر: دور المملكة لا يمكن المزايدة عليه
ثمَّن فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي - شيخ الأزهر الشريف - الخطوة التي قام بها خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مشروع التوسعة، وقال: إن دور المملكة العربية السعودية في خدمة الدين ورعايتها للحرمين لا يمكن الشك فيه أو المزايدة عليه، فهو عمل ظاهر للعيان راه العالم كله ويشهد به كل منصف.
وأضاف شيخ الأزهر: إن رعاية المملكة وخادم الحرمين لم تكن مجرد رعاية بحكم ولايتها الشرعية عليها فقط، ولكنها رعاية من منطلق حب وعشق لهذا المكان، ويظهر ذلك واضحاً وجلياً في حجم هذه التوسعات من جانب، وكثرتها، وقال إن هذه التوسعة المباركة للمسعى تندرج في إطار حرص وسعي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لخدمة الإسلام والمسلمين وتلمس احتياجاتهم يؤكد ذلك دأبه الذي لا ينتهي لخدمة كل ما هو إسلامي من جانب آخر، ويك أن الله عز وجل اختار هؤلاء الرجال المخلصين لأن يكونوا حرساً وأمناء على بيته الحرام، فيسيرون بحبه ومدده وتوفيقه.
وذكر شيخ الأزهر أن الرأي الشرعي في هذه التوسعة يظهر من خلال رأي جمهور العلماء الذين يرون أن المصلحة المرسلة مصدر من مصادر التشريع، والمصلحة هنا مع هذه التوسعة الكبرى لأهميتها وضرورتها، ولأنه لا يوجد معوق ديني يمنع إنشاء المسعى الجديد ولا يوجد أي دليل شرعي من الكتاب والسُّنَّة يعضد رأي من يخالفها على الاطلاق، فأين الدليل؟ فبقي فرضاً على ولي أمر المسلمين القيام به وعليه أن يصدر القرار ويكلف بها وهو ما حصل، والغاية في كل هذا هو إرضاء الله عز وجل.
وعدَّ شيخ الأزهر ما قام به خادم الحرمين الشريفين خطوة مهمة على طريق الدعوة إلى الله عزَّ وجلّ، وتخفيف الآلام والمشقة التي كان يعاني منها المقبلون على بيت الله عزَّ وجلّ وقال إن ما قام به خادم الحرمين الشريفين هو عين الحق والصواب تعضده الأمة الإسلامية كلها في هذا التوجه الخيِّر المبارك، لافتاً النظر إلى أهمية التفكير في مسارات أخرى تخفف من الجهد وتقلل من المشقة التي يتعرض لها المسلمون من حجاج ومعتمري وزائري البيت الحرام.
واختتم بقوله: من اختلف مع إجماع الأمة في جواز هذه التوسعة بل مشروعيتها؛ فإن كلامه خال تماماً من الدليل الشرعي أو من الرؤية الدينية الصحيحة، فجاء كلاماً مرسلاً يعبِّر عن رؤية خاصة لا تستند إلى دليل شرعي، منطلقها أن يبقى الوضع على ما هو عليه كما كان أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن أيَّ تغيير يعد بدعة، وليس له علاقة بما استقر عليه الأمر وأمرنا به وهذا كلام غير مقبول ويخالف رأي جمهور علماء الأمة الإسلامية ولا يلتقي مع مصلحة الأمة.
مفتي القدس: كيف نضيق
ما اتسع على المسلمين
اشاد سماحة مفتي القدس وخطيب المسجد الأقصى ومفتي عموم الديار الفلسطينية ورئيس الهيئة العليا للعلماء في فلسطين سماحة الشيخ عكرمة صبري بالجهود العظيمة التي بذلها ويبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لخدمة أمته وقال: إن كل مسلم منصف يشهد لهذا القائد المسلم بالعمل الإسلامي الموفق وأثنى سماحته على التوسعات التي تجري في المشاعر المقدسة وعلى رأسها توسعة المسعى وقال إنه عمل إسلامي كبير يهدف للتيسير على الملمين ورفع المشقة والحرج عنهم مؤكداً أن كل مسلم يؤيد خادم الحرمين الشريفين على هذا العمل المبارك وقال: إنه حج أكثر من عام ووقف بنفسه هذا العام على التوسعات الجديدة وشاهد ما أسهمت به من التخفيف على الحجاج والمعتمرين والزوار.
نترك الحديث هنا لسماحة الشيخ عكرمة صبري مفتي القدس وخطيب المسجد الأقصى المبارك والديار الفلسطينية ورئيس الهيئة الإسلامية العليا ورئيس هيئة العلماء والدعاة ليحدثنا عن جهود خادم الحرمين الشريفين في خدمة الحرمين الشريفين وخدمة المشاعر المقدسة وآخرها توسعة المسعى فقال سماحته: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد النبي الأمي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
فإن هذه التعميرات وهذه التوسعات التي تتم الآن في المشاعر المقدسة في ظل رعاية واهتمام ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - لتدل على حرص خادم الحرمين والعائلة الحاكمة الكريمة على شعائر ومشاعر المسلمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وكذلك التوسعات العملاقة في جسور الجمرات لتساعد الحجاج على رمي الجمار بيسر دون مشقة.
وقال سماحته: إنه من المعلوم أن موسم الحج الماضي قد خلا بفضل الله من المشاكل والضحايا والتزاحم في رمي الجمرات وكنت من المشاهدين لهذه المشاعر، حيث رمى الناس بيسر وسهولة بفضل الله ثم نتيجة لهذه التوسعة فلخادم الحرمين الشكر والتقدير والعرفان، فالتوسعات يسرت على المسلمين وسهلت أداء الشعيرة.
والآن وقد أجريت التوسعات في المسعى بين الصفا والمروة وهي بلاشك تهدف الى التوسيع على الحجاج والمعتمرين لأن المسلمين بحمد الله في تزايد ويتدفقون على بيت الله الحرام على مدار السنة للاعتمار، بالإضافة الى موسم الحج فرأى ولي أمر المسلمين من منطلق مسؤولياته أن يخفف على الناس وأن يتمشى مع حاجة المسلمين ولاشك أن هذه التوسعة من المصالح الشرعية المطلوبة لتخفيف الزحام أثناء السعي بين الصفا والمروة، ومن المعلوم أن أرض مكة المكرمة كلها حرم وبالتالي فإن التوسعة تدخل ضمن هذا المفهوم الشرعي فكيف نضيق ما اتسع فالأمر واسع بفضل الله ومقتضى حال المسلمين يوجب ذلك.
وإنني هنا أؤيد وأفتي بما قاله العلماء بجواز هذه التوسعات في المسعى لأنها تدخل في إطار المسعى من الناحية الشرعية وهي جزء لا يتجزأ من المسعى والتوسعة جزء ظاهر واضح من المسعى، بل إن المسعى ممتد لأكثر منها هو ممتد لأكبر من التوسعة الجديدة وقد حجبت هذا العام كما قلت ووقفت على المسعى بنفسي.
وقال فضيلة الشيخ عكرمة صبري على هذه التوسعة كمطلب شرعي ومطلب إنساني أيضاً يحتاجه الحجيج في الأعوام القادمة، حيث يزداد عدد الحجاج في كل عام، إنه مما يسر ويثلج الصدر أن يقوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كل عام بالتوسعات في مجالات وشعائر ومناسك الحج والعمرة وأرض مكة كما قلت هي حرم وبالتالي فإن أي توسعة فهي تدخل ضمن الحرم وأفتي بجواز ذلك، وأؤيد رأي العلماء الأفاضل الذين أصدروا فتاوى بجواز هذه التوسعة وهو عين الحق وهو الرأي الصواب وبارك جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وبارك الله ذلك.
ومن المعلوم أن مناسك الحج من حيث الأمكنة غير مقيدة بمسافات معينة فمن الذي حدد المسعى بهذه الحدود؟ ومن الذي أوقف عرض المسعى بحيث لا يتسع للزيادة؟ أين الدليل الشرعي لذلك؟ هل لديهم دليل شرعي، وبالتالي فالسعي بين الصفا والمروة هو مكان فسيح يمكن أن نتوسع من خلاله حتى ييسر ذلك على الحجيج ونمنع الازدحام وخاصة في مناسك الحج حيث إن أعداد الحجيج في تزايد.
إنني هنا يجب أن أثني على دور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في هذه التوسعات وما قدمه من جهد عظيم في توسعة المسعى همّه وهاجسه ودافعه خدمة أمته وخدمة الدين وهو إنسان نفع الله به الإسلام وكان حريصاً على المسلمين وحريصاً على حل مشاكلهم وتلمس همومهم وهو قريب منهم.. فبمبادرته بتوسيع المسعى هو عمل إسلامي كبير وجهد سيسجل له في التاريخ الإسلامي كما سجل للقادة الكبار وهو عمل شرعي صحيح لا لبس فيه يعضده الدليل الشرعي ونحن هنا نقول به ونجيزه ونؤيد خادم الحرمين الشريفين في هذا الاتجاه وفقه الله وأعانه وسدده، والحمد لله وحده وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
مفتي جبل لبنان: خادم الحرمين مؤتمن
على أمته وقد أدى واجبه الشرعي
وتحدث فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن علي الجوزو مفتي جبل لبنان عن جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خدمة الإسلام، وقال انه - حفظه الله - نذر نفسه يوم تولى القيادة بأن يخدم أمته أمة الإسلام فأوفى بما عاهد الله به.. وقال ان ما يجري من توسعات وأعمال جليلة في المشاعر المقدسة شاهد على هذا الوفاء وشاهد على حرصه - حفظه الله - على خدمة أمته أمة الإسلام.
وفيما يلي نص حديث سماحة مفتي جبل لبنان:
لاشك أن ما قامت به المملكة العربية السعودية من منجزات في المشاعر المقدسة وتوسعات هو من أجل خدمة حجاج بيت الله الحرام، فالتوسعة في المسعى والجمرات والحرم كان عملاً إسلامياً كبيراً لم يشهد له التاريخ مثيلاً.
أما توسعة مكان الجمرات فهو عمل إنساني كبير لأن الحجاج كانوا يضيقون ذرعاً بهذا الزحام الشديد الذي كان يواجههم أثناء رمي الجمرات. وبهذه التوسعة تحولت الجمرات إلى مكان منظم ومتسع له أبعاد إيمانية وأخلاقية وإنسانية أنقذت الناس من كوارث كثيرة كانت تقع خلال رمي الجمرات.
وكانت الفواجع تحدث في هذا المكان، فإذا به اليوم على أفضل ما يكون وإذا بالناس يذهبون إلى هناك ويشعرون بالراحة والسهولة واليسر وهم يؤدون هذه الشعيرة ولا يقع لهم من المشاكل ما كان يقع في الماضي.
فتوسعة المسعى وتوسعة الجمرات تعد كلها من مآثر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله جزاه الله كل خير، ولاشك انها تضاف إلى المآثر الكبيرة التي قام بها خادم الحرمين في الماضي ولا تزال هذه المآثر تتوالى على أرض مكة المكرمة والمدينة المنورة من أجل أن يجد الحجاج عند أداء فريضتهم ما يساعدهم على التوجه إلى الله عز وجل دون أن تعترضهم مشكلات تسبب لهم الانزعاج وتسبب لهم البعد عن أداء العبادة بشكل جيد فهذه مكرمة كبيرة تذكر بالخير.
وبالنسبة لتوسعة المسعى فهذا المسعى الجديد الذي تنشئه المملكة سيكون له آثار بعيدة في تيسير أمر الحج لأن المسعيين أو الثلاثة التي كانت موجودة ضاقت بحجاج بيت الله الحرام ولم تعد تتسع لهم فبهذا المسعى سيكون هناك مجال كبير لانفراج هذه الأزمة أيضاً التي تعطل الحجاج، كنت منذ سنتين قد صعدت إلى المسعى لأداء ما عليَّ فكانت النتيجة أنني وقفت ساعة كاملة في شوط واحد، وشاهدت ما أصاب المسلمين من ضيق وزحام وأضرار بدنية لا يقرها الإسلام.
والآن هذا الأمر سينتهي بإذن الله وسنعود إلى اختصار الوقت واختصار المتاعب والمشاكل ووقف الفواجع والأخطار ورفع الضيق والحرج والمشقة، لأننا عندما نجد سهولة ويسراً في المسعى فإن جميع الأشواط تقضى في ثلاثة أرباع الساعة إذا كان الإنسان شاباً ونشيطاً ولديه من النشاط والحيوية ما يساعده على القيام بالسعي، هذه مكرمة أيضاً من مكرمات المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين لأن خادم الحرمين قد نذر نفسه ونذر إمكانات المملكة العربية السعودية من أجل أن ييسر على حجاج بيت الله الحرام دون مشكلات ودون متاعب، وقد فعل ما وعد به وأوفى بما عاهد الله عليه من خدمة المسلمين وخدمة الإسلام وهو - حفظه الله - جعل نصب عينيه عند ولايته للملك خدمة هذه البقاع المقدسة وخدمة المشاعر وخدمة من يقصدها فأوفى بهذا العهد على أحسن حال وسارع لخدمة أمة الإسلام، فجزاه الله خير الجزاء.
ولاشك ان هذا العمل عمل إسلامي شرعي موافق للشريعة الإسلامية وهو عمل يقول به كل فقهاء الشريعة ويسانده فيه كل مسلم وهو كما أسلفت من حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وغيرته على أمته.. ونحن باسم مسلمي لبنان وباسم كل مسلم نشكر خادم الحرمين الشريفين على توسعة المسعى وعلى التوسعات الأخرى في الجمرات وفي المسجد الحرام وهو عمل إسلامي صحيح موافق لشرع الله هدفه مرضاة الله وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله مؤتمن على الأمة، مؤتمن على هذه البقاع المقدسة وقد أدى واجبه الشرعي وقام بواجبه خير قيام وأبرأ ذمته، نسأل الله تعالى له الأجر والمثوبة.
مفتي أوغندا: توسعة المسعى إجراء شرعي صحيح
وقال فضيلة الشيخ شعبان رمضان مفتي الجمهورية الأوغندية: ان ما يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لخدمة الإسلام والمسلمين وجهوده في ذلك لا تقدر، وأن جميع المسلمين في شتى بقاع الأرض تتعلق أفئدتهم بهذه البلاد، مهبط الوحي، وأرض الحرمين الشريفين.
وعن التوسعات في المسجد الحرام قال الشيخ شعبان رمضان: ان هذه التوسعات لها هدفها وهو استيعاب أكبر عدد من المسلمين ولننظر إلى تعداد المسلمين اليوم وما كانوا عليه من قبل، وللنظر إلى ما سيكونون عليه في المستقبل، لندرك أهمية هذه التوسعات التي أنفقت عليها مليارات الريالات.
وأضاف مفتي أوغندا قائلاً: ان توسعة المسعى جاءت للتخفيف عن المسلمين، وهو قرار أنيط بولي أمر المملكة الذي يتحمل عبء المسؤولية، نسأل الله أن يعينه على ذلك ويجزيه خير الجزاء.
وقد قام بمسؤولياته تجاه أمته وعمل ما فيه مصلحة الإسلام والمسلمين وأمر بتوسعة المسعى من أجل التخفيف على المسلمين رأفة بهم وخوفاً عليهم فتحققت المصالح الشرعية من هذه التوسعة، كما أن التوسعة في المسعى نفسه هي امتداد له فلا ضير في ذلك والمسلمون كلهم شهود على هذا العمل الإسلامي الكبير وهم يدركون أهميته وأهمية أن تتم التوسعة ولا يتوقف الوضع في المسعى أو غيره على ما كان في السابق فالملايين تزداد تدفقاً على الحرمين ولابد من حل، فولي أمر المسلمين قام بواجبه الشرعي تجاه أمته، فجزاه الله خير الجزاء.
رئيس جامعة الأزهر
المسلمون كلهم يؤيدون خطوة خادم الحرمين
من جانبه ثمن فضيلة الدكتور محمد الطيب رئيس جامعة الأزهر الخطوة الرائدة التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسعى وقال انها تهدف لخدمة المسلمين ورفع الحرج والمشقة عنهم، وقال ان المسلمين كلهم يثمنون هذه الخطوة المباركة وكل الخطوات الاخرى التي تمت في الحرم الشريف وفي الأماكن المقدسة.
وقال فضيلة الدكتور محمد الطيب رئيس جامعة الأزهر ان هذه التوسعة الكبيرة في المسعى سوف تخفف على المسلمين الذين يقصدون بيت الله الحرام لاداء الحج والعمرة المعاناة في اداء المناسك، وهي جزء من التوسعة العملاقة للحرم المكي، واضاف: ان انشاء المسعى الجديد الذي تكلف اموالا طائلة جاء ليخفف المعاناة على زوار بيت الله الحرام، وثمن الشيخ الطيب الدور الكبير الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خدمة الإسلام والمسلمين وقال: لا توجد دولة في العالم تستطيع ان تقوم بما تقوم به المملكة لخدمة الإسلام والمسلمين في كل مجال وان المسلمين في شتى بقاع الأرض يثمنون هذا الدور لخادم الحرمين وسمو ولي عهده الأمين، ولحكومة وشعب المملكة، وقال ان المسلمين أجمع يؤيدون خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في هذه الخطوة المباركة توسعة المسعى التي تهدف لخدمة الأمة الإسلامية ورفع الحرج والمشقة عنها ومنطلقها وهدفها شرعي فيجب أن ندعمها ونساندها.
د. أحمد عمر هاشم: خادم الحرمين
انطلق في التوسعة من نفس
مسلم صادق غيور على أمته
ويتحدث فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق ورئيس لجنة الشؤون الدينية بمجلس الشعب المصري عن توسعة المسعى ودور خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في خدمة قضايا الأمة، كما يتحدث عن المنطلقات الشرعية التي اوجبت مثل هذا العمل المبارك.
وفيما يلي نص حديث فضيلة الدكتور أحمد عمر هاشم:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
بداية اسمح لي أن أقدم تحية تقدير واجلال ومحبة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد والمملكة ملكاً وحكومة وشعباً على ما قدموه - ليس للحرمين الشريفين والبقاع الطاهرة المقدسة، فحسب ولكن للعالم الإسلامي كله بأسره، نعم تحية اجلال وتقدير على ما قدموه من جهود ومن خدمات نفعت الإسلام والمسلمين وكانت لخيرهم.
الجهود والخدمات التي قدمت للحرمين الشريفين وللمدينتين المقدستين مكة والمدينة منذ العاهل الاول الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله وطيب الله ثراه - ثم أبناؤه الذين توالوا بعد ذلك إلى ان أفضت المسؤولية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - متعه الله بالصحة ومد الله في عمره - شخصية نحبها ونقدرها ويحبها ويقدرها كل مسلم فقام بالمسؤولية خير قيام وخدمة الإسلام خير خدمة.
فخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - شخصية يجب أن يحبها ويقدرها كل غيور على مهبط الوحي، ومنزل الملائكة ومطلع فجر الإسلام لانه قدم جهوداً تذكر فتشكر قدم للبقاع المقدسة العمارة الإسلامية بأبهى صورها، والنظافة، كل هذا نشاهده ونشاهد الجديد في كل عام.. مما يشهد لهذه الجهود الكريمة التي يبذلها خادم الحرمين وحكومته الرشيدة انهم مخلصون حقاً لدينهم وعقيدتهم ووطنهم وأمتهم الإسلامية أجمع.
والأمر يزداد قيمة وروعة حين نعلم أن ارض المشاعر هيئت لخدمة لضيوف الرحمن وضيوف الرسول عليه الصلاة والسلام وخدمة كل مسلم تطأ قدمه هذه الارض الطاهرة وهذه المشاعر المقدسة التي كلمها جئنا نرى في العام الذي يليه الجديد والجديد من حسن إلى أحسن ومن عظمة إلى عظمة وعناية متتابعة.
فالله سبحانه وتعالى قيضهم لخدمة المدينتين المقدستين والحرمين الشريفين، بل خدمة المسلمين قاطبة في أنحاء العالم بما قدمته المملكة من جهود في دعم الاقليات الإسلامية في كل مكان، وبما تقدمه من جهود قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بنفسه باستضافة الفصائل الفلسطينية على ارض مكة من أجل أن يرأب الصدع ويجمع الكلمة ويوحد الصف وينبذ الخلاف من صفوفهم وكانت خطوة يجب أن تكلل بالنجاح من قبل الفصائل الاشقاء الذين ندعو الله تعالى ان يوحد صفوفهم وأن يجمع كلمتهم.
انني ارى في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز شهامة العربي ومروءة المسلم وعزة القائد الإسلامي الغيور على أمته ودينه، ارى فيه صورة صلاح الدين وارى فيه شهامة سلفنا فارجو الله تعالى أن يجمع على يديه كلمة الأمة الإسلامية منطلقاً برصيد عظيم من وطن الحرمين الشريفين الذي نكن له كل تقدير واجلال ومحبة.
اما عن توسعة المسعى وما أمر به خادم الحرمين الشريفين من خطوة مباركة في هذا المجال.
نعم توسعة المسعى الجديد بهرتني كما بهرت العالم كله وهي محل ترحيب وتقدير
العالم الإسلامي كله، كما بهرتني توسعة الجمرات التي كانت ضيقة ويموت فيها الناس، بل بعضهم لا يستطيعون أن يؤدوا مناسكهم كما ينبغي ومن يموتون بسبب الزحام فشاء الله أن تتم أكبر توسعة في تاريخ الجمرات على يدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أمد الله في عمره - أن تتسع ساحة الجمرات وأن يتم توسعة المسعى وفق الشريعة الإسلامية ليستوعب المكان أكبر قدر ممكن ولا تتكرر الأحداث المأساوية التي كانت تحدث ولا يشعر الحجاج والعتمرون بضيق ولا مشقة ولا عنت ولا تقع - بإذن الله - حوادث مميتة وفيه تيسير على قاصدي بيت الله الحرام.
فخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لما رأى هذا الضيق وهذا الحرج وهذه المشاكل سارع - جزاه الله خيراً - وأمر بالتوسعة.والناس في الواقع عندما يأتون إلى هذه البقاع الطاهرة يزتون بعاطفة دينية، عاطفة جياشة وحب جارف، إذ مهما أصيب الإنسان أو تعب فإنه يتحمل كل ذلك.
لكن عندما تكون هذه التوسعة التي نشاهدها فبلا شك أن هذا يزيد الإنسان إمكانية ويتيح له أن يؤدي الناسك في أحسن صورة ويشجعه على القدوم ويكون مرتاحاً آمناً ويدعو لمن كان وراء هذا العمل العظيم.
- إن أرض المشاعر المقدسة في الواقع بكل إماكنها في مكة والمدينة وفي عرفات وفي الصفا والمروة وفي أرض الجمرات والمزدلفة نرى ويرى كل منصف أنه قدبذلت فيها جهود عظيمة ومنجزات كبرى على يد القيادة السعودية - وفقها الله - وعلى يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
ونحن إذ نقدر جهود خادم الحرمين الشريفين، وجهود المملكة بصفة عامة، نقول إن الله تعالى وضع هذه الأمانة في أيد أمينة مخلصة صادقة في قولها وعملها تحملت المسؤولية أمام ربها وأخلصت ونصحت للأمة كان هدفه وهاجسه حفظه الله - خدمة الإسلام والمسلمين وخدمة الحجاج والزوار والمعتمرين ورفع المشقة والحرج عنهم ويمكنهم من أداء النسك بكل يسر وسهولة والقضاء على حوادث الموت.
فخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز انطلق من هذا العمل الصادق المخلص من نفس مسلم صادق غيور على دينه وعلى أمته ومن منطلقات شرعية واضحة لا لبس فيها يعضدها ويؤيدها كل مسلم، فأراد أن يقدم خدمة للإسلام والمسلمين وهي خدمة سيسجلها التاريخ في صفحاته البيضاء كما أن هذه التوسعة المباركة - كما أسلفت - تنطلق من منطلقات شرعية صحيحة يعضدها الشرع؛ لأن الإسلام دائماً وأبداً هو دين اليسر (وما جعل عليكم في الدين من حرج) "الحج: 78"، وقوله تعالى: (يُريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) "البقرة: 185).
والله تعالى خلق عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس حببهم في الخير وحبب الخير إليهم، أولئك الآمنون من عذاب الله، الذين اختارهم الله عزَّ وجلَّ أن يكونوا أولياء على مقدساته، وهم في رباط إلى يوم الدين، والله عزَّ وجل يحفظهم ويحفظ ما بين يديهم وهم على خير.
وقلل الدكتور عمر من شأن الرأي الآخر الذي لا يعضد هذه التوسعة وقال إنها آراء لا تستند إلى دليل شرعي، واصفاً إياها - التوسعة - بالضروري من الدين، فنحن نعلم دائماً من خادم الحرمين الشريفين انشغاله الدائم بالحرم والإضافة إليه خدمة لضيوف هذا البيت، وهذه خدمة عظيمة للمسلمين جميعاً.
وأكد الدكتور عمر هاشم أن هذه التوسعة مقصود منها إرضاء الله عزَّ وجلَّ والتخفيف على الحجاج والمعتمرين بتخفيف الزحام الذي صار أمراً صعباً في موسم الحج وأيام شهر رمضان المبارك.
واعتبر خطوة التوسعة عملاً لا بد أن يستكمله خادم الحرمين في إطار خدماته تجاه الحرمين وبيته المحرم، موجهاً الدعوة إلى كل الذين لهم رأي مخالف في مسعى خادم الحرمين في توسعة المسعى أن يطلقوا العنان لأذهانهم كي يقوموا بأعمال أخرى تخدم الإسلام والمسلمين ومن شأنها التفريج على ضيوف الرحمن والتخفيف فهذا هو الإسلام. دين السماحة واليسر وليس دين التشدد والتعنت. إن المطلوب هو التيسير على المسلمين لا التضييق عليهم، المطلوب هو رفع الحرج والمشقة والعنت وليس تلمس ما يوجب المشقة والضيق والحرج.
هذا هو الإسلام.
د. نصر فريد واصل:
التوسعة أمر ملح لتلافي الأخطار
وطالب مفتي جمهورية مصر العربية السابق فضيلة الشيخ الدكتور نصر فريد واصل علماء الأمة الإسلامية بتوحيد آرائهم وترك الخلافات وبالذات حول القضايا المهمة وذات الحساسية، وقال: ليس من حق أحد أن يخالف توجه الأمة ورأي جمهور العلماء، وهو الرأي الذي يرى ضرورة توسعة المسعى وأنه فرض عين على ولي أمر المسلمين وقد قام ولي أمر المسلمين بما فرضه الله عليه.
وقال إن توسعة المسعى التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لا شيء فيها من الناحية الشرعية، وهي فرض على ولي الأمر، لأسباب كثيرة أنه يقصد منها التخفيف على المسلمين خاصة وأن زحام الحجاج والمعتمرين قد تسبب كثيراً في موت العجائز والمرضى أو المسنين ممن لا يقدرون على الحركة ولأسباب تحقيق المصالح الشرعية المعروفة.. وقد قام ولي أمر المسلمين بما فرضه الله عليه تجاه أمته.
ومن هذا المنطلق فالضرورة ملحة لأن يكون هناك شكل مختلف لتلافي خطر الموت عند أداء هذه الفرائض، ولا أظن أن هناك آلية لتلافي ذلك إلا من خلال ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - من توسعة للمسعى وتوسعة للجمرات وهي أعمال هدفها خدمة المسلمين ورفع المشقة والحرج عنهم.
وطالب الدكتور واصل علماء المسلمين بالتوحد حول هدف واحد ألا وهو خدمة ضيوف الرحمن والتخلي عن الآراء التي تبدو مخالفة لجمهور العلماء والعاملين في الحقل الإسلامي وبخاصة العاملين على رعاية مثل هذه الأراضي المقدسة.
وأنهى واصل كلامه بأن توسعة المسعى لم يكن بها أي حرج شرعي ولم تكن مخالفة لنص ديني، ومن مصلحة المسلمين أن يتم على هذا الشكل فكيف يكون الخلاف على مصلحة الأمة ورفع المشقة والحرج عنها؟
د. جمال المراكبي: التوسعة الجديدة إجراء شرعي صحيح
ومن جانبه قال فضيلة الشيخ جمال المراكبي رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر ان المسعى والمطاف مع تكاثر وتزايد أعداد الحجاج والمعتمرين أصبح ضيقاً ولابد من توسعتهما، وهذا من الحكمة وقال ان القاعدة الشرعية التي يوفرها كل فقيه ان المسجد (أي مسجد) اذا ضاق بسكانه فإن امتداد المسجد مسجد حتى لو صلى الناس في الطرقات.
وقال ان السعي غير مرتبط بالبقعة الموجودة حالياً بل ان المسعى ممتداً فأين الدليل الشرعي للمخالفين.. وأضاف إنني لا أعلم دليلاً واحداً للمخالفين أبداً.
وأثنى على دور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خدمة المشاعر المقدسة وخدمة الحجاج والمعتمرين والسعي بتيسير عليهم وفيما يلي نص حديثه:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد: فالحقيقة ان المسجد الحرام مع سهولة وسائل الاتصال أصبح يضيق سكانه، والقاعدة الشرعية المتفق عليها عند أهل العلم أن المسجد اذا ضاق بسكانه فإن امتداد المسجد مسجد حتى لو صلى الناس في الطرقات فإن هذا من المسجد ما دامت الصفوف متصلة هذا في الصلاة لعل البعض يسأل عن الطواف والسعي؟
البعض يظن ويعتقد أن الطواف مرتبط ببقعة صغيرة ولاشك ان بقعة الطواف الآن "صحن المسجد" مع أنهم قاموا بتوسعته وأزالوا البناء الذي كان على زمزم وهذا لا شك يسر أمر الطواف.
لكن الطواف ليس مرتبطاً بهذه البقعة، بل إنه يجوز شرعاً وعقلاً ان يطوف الناس حتى من خارج المسجد. المهم ان يبدأ طوافه من الحجر وأن ينتهي عند الحجر.
اما بالنسبة للسعي فهو مرتبط بجبلين: الجبل الأول بالناحية الشرقية، التوسعة من ناحية الشرق وهذان الجبلان لاشك أنهما جبلان كبيران والتوسعات المختلفة للمسجد الحرام أتت على الكثير من معالم هذين الجبلين. ولا يتصور عاقل أن مساحة الجبل هي مساحة المسعى - ولا شك أن مساحة الجبل كانت أكبر وأعرض. لكننا الآن لأننا لا نرى الجبل فنعتقد هذا، ثم ان المسعى ضاق بالناس كما ضاق الصحن وضاق المطاف ومن التيسير على الناس كان لابد من التوسعة والتوسعة التي رأيتها عبارة عن إضافة حارة جديدة للمسعى، وهذه الحارة الجديدة ملتصقة بالحارة الأولى وإنما هي امتداد للمسعى، يعلوهما حارة واحدة، ولو حبسنا الحوائط والفواصل فقد قمنا بشيء طيب ولا شيء فيه على الاطلاق.
ولا أعلم دليلاً لمن يقول انه لا يجوز، لأن هذا المكان الجديد متصل بالقديم وكلاهما موصول بأصل الجبلين، ولا شك ان بطن الوادي بين الجبلين لم يكن هذا الممر الضيق، بطن الوادي نحن لا نتصور كيف كان حاله حينما سعت السيدة هاجر. لاشك أن بطن الوادي (سهل بين جبلين مكان متسع والجبل كلما علا يضيق - والجبل في القاعدة يتسع لأن الجبل فيه الشكل الهرمي اذا ساغ التمثيل والتوصيف، فبالتالي قاعدة الجبل تتسع لممر ثاني بل وثالث.
فأنا لا أرى بأساً في توسعة المسعى فهذا جائز شرعاً، وان قلنا ان الضرورة اقتضت هذه التوسعة (فالضرورات تبيح المحظورات). حتى لو فرض جدلاً ان هذه التوسعة ليست في المسعى وانما أَيفت الى المسعى فرضاً، هذا فإن الضرورة تبيح المحظور فكيف وانا أرى أن هذه القاعدة سواء في الدور الأول او الثاني وانا اعتقد أن المسعى سيكون له دور ثالث ايضاً، كل هذا إنما يفعل للتيسير والتخفيف على الحجيج والمعتمرين وهذا أمر حسن.
وان الله عز وجل أمرنا وأمر ولاة الأمر ان ييسروا للناس سبل أداء المناسك "رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ييسر للناس أمر إقامة الصلاة فقد بنى المسجد قبل أن يبني بيته وداره في المدينة". فكذلك المسجد الحرام لابد للحكومات القائمة عليه ان تيسر أمر الطواف والسعي وكذلك أمر مناسك الحج في المشاعر الأخرى بالنسبة للحجيج والمعتمرين والزائرين هذا من الواجبات الموكولة بهم. وعليه فإنني أرى أن هذه التوسعة توسعة شرعية صحيحة لا لبس فيها ونشكر خادم الحرمين الشريفين على هذه الخطوة وعلى هذا العمل الجليل الذي سيبقى في سجله حفظه الله وهي خطوة رائدة تهدف لخدمة الإسلام والمسلمين. لا نملك معها الا الدعاء الصادق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سائلين الله تعالى أن يوفقه ويسدد ويطيل في عمره في طاعة الله على هذا العمل الجليل المبارك وعلى ما يقدم وما قدم من أعمال خالدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.