وصف الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحوار الأديان بالخطوة التاريخية، داعياً الى وجوب أخذ المبادرة مأخذ الجد من الجميع ليحقق الحوار الغاية منه، لافتاً إلى أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين هو الضمان لهذه التوقعات الكبيرة لدى الأمة الإسلامية. وتطرق أوغلي في حديثه ل "الرياض" إلى الهجمة الغربية تجاه الإسلام، مشيراً إلى أن القوى المهاجمة التي تقف في وجه الإسلام متكاتفة بشكل كبير الأمر الذي يتطلب عملاً متواصلاً وإرادة سياسية على أعلى مستوى لتثمر الجهود الإسلامية. وأشار أوغلي إلى أن المواقف المتباينة في القمة الإسلامية أجلت من دعوة كوسوفا كضيف على القمة فإلى نص الحوار: @ أسألكم في البداية عن مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار الأديان، كيف ترون أبعادها والتوقيت الذي أطلقت فيه؟ - أعتقد أنها أتت في وقتها وهي خطوة تاريخية لأننا في أمس الحاجة للحوار الجاد بين أصحاب الأديان المختلفة في هذا الجو الذي يشوبه التوتر وتشوبه حملات ضد الإسلام من بعض الذين يسيئون فيهم الإسلام ويتعمدون الإساءة إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وإلى القيم الإسلامية، وأعتقد أن المبادرة على هذا المستوى الأرفع في العالم الإسلامي يجب أن تؤخذ مأخذ الجد من الجميع ويجب أن يكون لهذا الحوار أجندة واضحة المعالم وأن يكون لها غايات تحقق أهداف ملموسة نسعى إليها جميعاً، ولاشك أن الاهتمام الذي أولاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو الضمان لهذه التوقعات الكبيرة لدى الأمة الإسلامية في هذه الفترة الحرجة. @ لو حدثتمونا عن الجولة الأوروبية التي قمتم بها في الفترة الأخيرة وقابلتم فيها المسؤولين الأوروبيين؟ - منذ أن انتخبت أميناً عاماً للمنظمة قبل ثلاث سنوات وأنا أعنى بهذا الموضوع وقد قابلت عددا من رؤساء الدول الأوروبية والحكومات ووزراء الخارجية وفي شهر ديسمبر الماضي قمت بجولة في بروكسل وجنيف ولوبيانا والتقيت مع كثير من زعماء الاتحاد الأوروبي ووزراء الخارجية والمسؤولين وتحدثنا عن عدة مواضيع متعلقة بالشأن الإسلامي، ووجدت أن هناك حاجة لعمل متواصل ومكثف يتطلب إرادة سياسية على أعلى مستوى حتى يمكن أن تثمر هذه الجهود لأن القوى التي تقف أمام الإسلام عن جهل أو سوء قصد يوجد بينها تكاتف كبير. @ تقولون إن هذه القوى إما أنها تقف أمام الإسلام عن جهل أو سوء قصد، ألا ترون أن الانفتاح العالمي والثورة الاتصالية تفند مسألة الجهل خاصة إذا ما علمنا أن الغرب اهتم بالشأن الإسلامي والاستشراق؟ - المشكلة ليست مع المستشرقين لأن المستشرقين هم علماء فيهم من يخطئ ومن يصيب ولكن المشكلة مع مجموعة هامشية من المثقفين الأوروبيين والرسامين وغيرهم من الذين جعلوا من ازدرائهم للإسلام وتطاولهم على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وسيلة لتأكيد معنى حرية التعبير عندهم وهذا هو الفهم السقيم الذي يجب أن يصحح فنحن نريد من الدول الأوروبية أن تتعاون معنا لتصحيح هذا الفهم السقيم للحرية لأن لا أحد يتحدى حرية الأوروبيين في التعبير ولا أحد يقبل أن تسيء استعمال هذه الحرية بهذا الشكل، ونحن جميعاً نؤمن ويجب أن نؤمن معنا الجميع أن كل حرية يجب أن تكون مرتبطة بنوع من الشعور بالمسؤولية ولا توجد حرية مطلقة والحرية لا تعني بأي حال من الأحوال شتيمة الآخرين أو سبهم. @ اعتذار الحكومات الأوروبية بعدم قدرتها على عمل شيء بحجة أن حرية التعبير لديها مكفولة، ألا ترى أن ذلك يتناقض مع ما قامت به فرنسا عندما حكمت بالسجن على أحد كتابها الذين شككوا في الهولوكوست؟ - هذه هي الازدواجية التي تشير إليها ونؤكد على عدم وجودها، ووجود معيار واحد ونحن نسعى من خلال الأممالمتحدة ومجلس حقوق الإنسان أن نضع هذه المعايير. @ اختتمت القمة الإسلامية مؤخراً في العاصمة السنغالية في داكار، وكانت هناك بعض الانتقادات الموجهة الى ضعف بعض القرارات الخاصة بالأزمة الفلسطينية؟ - القرارات لا يمكن اختزالها، فالقرارات إذا نظر إليها بشكل عام تحتوي على عدة مستويات منها المستوى السياسي الإسلامي والدولي والمستوى الإنساني الذي يعنى بإزالة مشاكل المسلمين وفك الحصار عنهم في غزة، والمنظمة تعمل على جميع المستويات سواء المستوى السياسي الإسلامي الذي ساهمنا فيه منذ عام 2006على ايجاد قنوات التفاهم بين حماس وفتح ومازلنا في هذا الخط، أو على المستوى السياسي الدولي عندما شاركنا في مؤتمر "آنا بوليس"، أما على المستوى الإنساني حيث نقوم بعمل جماعي بالتكاتف مع الجمعيات الخيرية الإسلامية وأصحاب الخير في إرسال الإمدادات الإنسانية والطبية الى غزة فالمنظمة تقوم بأعمال كبيرة وتحاول أن تقوم بكل شيء من الممكن أن تقوم به. @ لماذا لم تتم الموافقة على حضور كوسوفا كضيف في القمة الإسلامية الأخيرة بداكار إلا متأخراً؟ - كان هناك مواقف متباينة في هذا الأمر لكن أرجو أن تنظر إلى القرار الذي صدر فهو يشد من أهل كوسوفا في محنتهم من أجل تخفيف ويلات الحرب التي عانوها وأرى أن هنالك مستقبلا جيدا لتطوير العلاقات بين كوسوفا وبين العالم الإسلامي، فالأمور رهينة بأوقاتها.