قد يكون للمتقاعد بعض الهوايات الجانبية التي عادة ما تمارس في أوقات الفراغ أثناء الوظيفة، وقد تتحول تلك الهواية لحرفة ومصدر رزق فيما بعد بل ووسيلة احتراف لجني المال ومساندة الراتب الأساسي الذي عادة ما يكون مثقلاً بالالتزامات فتكون الهواية الاحترافية والمفيدة داخل نطاق البيت وخارجه في الالتحام مع احتياجات المجتمع، وهذا يعني أن احتراف المتقاعد دعم اقتصادي وعمل ذو قيمة يشبع احتياجات المتقاعد ويعزز مكانته الاجتماعية من جديد مع المجتمع، فما هي الهوايات المختلفة التي تزاول بعد التقاعد لتتحول إلى حرف ومصدر رزق؟. الحرف المهنية أم عادل زوجة رجل متقاعد كان يمارس الأعمال الحرفية كهواية داخل نطاق البيت من نجارة والإصلاحات الكهربائية الخاصة بالبيت وبالسيارة وتضيف "وعندما أوشك على التقاعد أدخر جزءاً من مستحقاته كاستثمار في مشروع ورشة نجارة وأخرى كهرباء كشريك مع أصدقائه ممن يعملون في نفس المجال سابقا ولم يكتف بالشراكة المادية بل كان يقضي معظم وقته في العمل في الورشة ليس لأن ما يفعله مصدر رزق بل لأنه يحب هذه النوعية من الحرف وكان من الأشخاص الاجتماعيين مما زاد من حركة العمل في الورش واستفاد الشركاء منه كثيراً فاستغل صداقاته في العمل كدعاية أثمرت بالدخل الجيد على الجميع مما عزز من معنوياته فلم تكن فترة تقاعده كتلك الفترة الراكدة التي نسمع عنها عند البعض من المتقاعدين والذين يجترون ذكريات العمل وما فاتهم من طموحات لم يخدمهم الوقت والعمر في تنفيذها بل لقد شجع أحد أبنائنا للالتحاق بأحد المعاهد المهنية عندما وجد أن هذه النوعية من العمل رغم الجهد الكبير المبذول فيها إلا أن مردودها المادي والمعنوي والنشاط الحركي المصاحب لها أكبر وبذلك أشعر بأن زوجي قد تخطى مرحلة التقاعد بعمل جديد أصلاً كان هواية يزاولها ولعله أفضل من عمل المكاتب والذي أبرز الترهل مقارنه باللياقة الجسدية التي يحظى بها الآن. الأعمال اليدوية أم عبدالعزيز معلمة اقتصاد متقاعدة ترى بأنه من المفيد أن تحرص المرأة المتقاعدة على استثمار كافة هواياتها لتكون أبعد من شغل وقت الفراغ إلى تشكيل دعم اقتصادي لأسرتها فهناك معلمات متقاعدات في أكثر من فرع من فروع التدريس لعل أبرزهن معلمات الاقتصاد وتواصل "حيث إنني اضطررت بسبب ابني المعاق أن أقدم تقاعدا مبكرا بنصف الرتب لرعاية ابني وبسبب عدم الوثوق بخادمة تتولى رعاية هذه النوعية من الأطفال وطبعا راتب زوجي لا يكفي لتسديد قرض البنك ولإعالة أفراد الأسرة بسبب الالتزامات والاحتياجات المدرسية مما حدا بي إلى استثمار مهنتي كمعلمة متخصصة في التفصيل والخياطة والأعمال الفنية فجلبت الخامات المطلوبة وبالجملة وقمت بعمل جميع مستلزمات غرف النوم ومفارش السفرة وأغلفة الهدايا وتصميم السبتات وأطقم الستائر والخديدات والسلال وتغليف التحف والنحت والحفر على الخشب والنحاس وتطريز المفارش والصناديق المختلفة الأغراض والصواني وتزيين عربات الشاي وعلب الملكة وأواني الحفلات والأعراس وأطقم وستائر الحمام وقد حققت ولله الحمد ثروة وربما نية العناية بهذا الطفل المعاق فتحت أمامي المجال من أوسع أبوابه والآن لي عميلات كثيرات يتعاملن معني، فاستثمار المهنة والتعامل معها كهواية ومصدر رزق جعلني احترف العمل بشغف فاق احترافي الوظيفي السابق وهو ذكاء اقتصادي تتطلبه الحياة مع مراعاة الضمير في الكسب والربح بجانب شغل وقت الفراغ الذي قد يحدث بعد التقاعد والذي أرى آثاره السلبية على بعض صديقاتي المتقاعدات واللواتي تفرغن بداية للنوم ثم الكسل وما يخلقه من رتابة واكتئاب بينما وجدت ذاتي مرة أخرى وتعرفت على أناس لم أكن لأعرفهم في مجالي الوظيفي السابق. الرسم والتصميم من الهوايات التي فتح لها المجال عالمياً هي هواية الرسم أو ما يعبر عنه بالفن التشكيلي كما أن فن الخط من أبرز الفنون التي لم تمحها تقنيات الحاسب بل ساندت هذه النوعية من الخطوط وهند محبوب ربة بيت تجيد فن الرسم كهواية تمارسها أثناء الفراغ ولكن عندما أضطر زوجها لتقديم التقاعد بسبب آلام المفاصل مما تسبب في كثرة غيابه بسبب مواعيد المستشفيات فاضطرت إلى المساندة والدعم وتضيف "ولعل براعة زوجي في الخط كان بداية الطريق نحو الاستثمار الحقيقي للإنسان ليس فقط ليحقق ربحا مادياً ولكن ليحقق ربحاً فنياً فزوجي يمتاز بملكة الخط الجميل وكان يساهم في عمل لوحات الأبناء في المدارس وكتابة الآيات والأحاديث والإعلانات ويساهم في التخطيط على اللوحات الخشبية والورقية والنيون والفلين والقماش ويشارك في المناسبات الوطنية والعربية والأسابيع المختلفة.