تعتزم ست جامعات سعودية خلال الأيام المقبلة توقيع ما يفوق ثلاثين عقد خدمات مع يُقارب عشرين مؤسسة تعليمية وبحثية في فرنسا من جامعات ومراكز وكليات كبرى، يتم بموجبها خلق جسور التعاون العلمي والبحثي بين مؤسسات التعليم العالي في البلدين، وتأتي هذه الخطوة الأولى من نوعها في تاريخ التعاون العلمي والبحثي بين المملكة وفرنسا تنفيذاً للاتفاقية في التعاون العلمي والبحثي، والمبرمة بين البلدين في 13يناير 2008م وذلك أثناء زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للمملكة. وكان قد وصل في مطلع هذا الأسبوع وفد كبير من وزارة التعليم العالي في المملكة برئاسة وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري ويُرافقه مديرو جامعات الملك سعود والملك عبدالعزيز وحائل والباحة ونجران وتبوك، ووكيلة جامعة الرياض للبنات وأستاذات وأساتذة من الجامعات السعودية وفي مختلف التخصصات. يُذكر أن هذه الزيارة عملت على إعدادها الملحقية الثقافية منذ ستة أشهر مضت قامت خلالها بجهود كبيرة للتنسيق مع المؤسسات ووزارة التعليم العالي الفرنسية ودراسة عقود الشراكات المتعددة في أكثر من أربعة عشر مجالاً، وشملت هذه العقود التخصصات العلمية مثل الهندسة وعلومها (النانوتكنولوجي والبيوتكنولوجي، الكيمياء والأحياء وعلوم الجينيات)، وكذلك الطب والعلوم الطبية كجراحة التجميل، والتعليم الإلكتروني، وكذلك العلوم الإنسانية ومنها القانون والتجارة والاقتصاد واللغة والسياحة والآثار والعلاقات الدولية. والجدير بالذكر أن ما يُميز هذه الشراكة هو الرغبة الحقيقية لدى الجانبين السعودي والفرنسي في تفعيل الاتفاقية الموقعة بينهما حديثاً، وإرساء التعاون العلمي والثقافي مركزاً للعلاقات الأخرى بين البلدين، وهذا ما حدا بوزارة التعليم العالي في المملكة ممثلة بالملحقية الثقافية السعودية في باريس إلى العمل، وبصفة عاجلة، على قيام هذه الشركات والإعداد وعلى أعلى المستويات، إيماناً منها بأهمية ذلك وانعكاسه الإيجابي على العملية التعليمية والبحثية في مؤسسات التعليم العالي السعودية. وقد بدأ العمل بفرق مكونة من الأساتذة الجامعيين كل حسب مجاله العلمي، لإعداد مشاريع شراكة محددة مسبقاً قبل الزيارة. ومن قبيل هذه المشاريع أيضاً إقامة تعاون علمي وإعداد أبحاث مشتركة في مجالات اللغة الفرنسية، وتشجيع زيارات الأساتذة والباحثين بين مؤسسات التعليم العالي في البلدين، أو تنظيم دورات تدريبية لهم، إضافة إلى التنظيم المشترك للندوات والمؤتمرات وحلقات البحث. كما سيعمل الوفد على إبرام عدة اتفاقيات خاصة بالبحث العلمي وتطوير مناهجه ومقوماته وذلك ببرمجة وإقامة مشاريع البحث المشتركة مع المؤسسات الفرنسية المتقدمة في هذا المجال؛ ووفقاً للتخصصات التي تخدم العملية التنموية في المملكة، وتشجيع تبادل المعلومات الأكاديمية والعلمية للمؤسسات الصناعية في القطاع الخاص والوكالات الحكومية، وتنظيم البرامج التدريبية وحلقات البحث، والإشراف العلمي المشترك. ومن الأعمال التي سيتم الاتفاق عليها بين الجانب السعودي ممثلاً بمديري الجامعات ونظرائهم في الجانب الفرنسي، المشاريع التعليمية والبحثية المشتركة، وكذلك في المشاريع الدولية للتعاون بين المؤسسات، وتنظيم لقاءات علمية، وحلقات بحث ودروس، ومجالات التعاون في الهندسة التربوية، وتبادل المعلومات والوثائق والأبحاث العلمية المنشورة، وتبادل الطلاب والموظفين، واستقبال طلاب عن كليات اللغات والترجمة في الجامعات السعودية لقضاء فترة إقامة علمية مدتها عام جامعي واحد في الجامعات الفرنسية، يُمكن في إطار هذه الإقامة حضور دروس في اللغة الفرنسية وعلم اللغويات الفرنسي في كليات الآداب، كما سيتسنى لهم أيضاً متابعة دروس فهم اللغة المسموعة والتعبير الشفهي والتحريري، والبرامج المكثفة في المركز الدولي للدراسات الفرنسية (CIFF)، وستحدد طرق تقييم هذا التدريب بشكل مشترك بين الطرفين، وستحتسب نتائج هؤلاء الطلاب لهم من قبل جامعتهم الأصلية، كما هو الحال أيضاً في قبول عدد من الطلاب لمتابعة الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) في علوم اللغة وعلم اللغويات، كما سيجري في هذا الإطار إعداد برنامج في جامعة السوربون باريس 2في فرنسا للطلاب السعوديين ليكملوا فيها تعليمهم اللغة الفرنسية لمدة عام جامعي واحد، مع متابعتهم أكاديمياً وموافاة الجامعات السعودية بتقارير أولية عن مستواهم الأكاديمي، وكذا إقامة تعاون علمي وإعداد أبحاث مشتركة في جميع جوانب اللغة الفرنسية، وتشجيع زيارات الأساتذة والباحثين والمدرسين بين مؤسسات التعليم العالي في البلدين، أو تنظيم دورات تدريبية لهم، إضافة إلى التنظيم المشترك للندوات والمؤتمرات وحلقات البحث، والإشراف على أي أعمال بحث مهما كان نوعها يقوم بها الطلاب. وهنا معلومات عن أهم تلك المؤسسات: مدرسة الدراسات العليا للتجارة في باريس، مؤتمر رؤساء الجامعات، معهد العلوم السياسية في باريس، كلية المجتمع في مدينة روان، جامعة روان، المعهد الأوروبي لإدارة الأعمال، مفوضية الطاقة الذرية، مدرسة المناجم في باريس، جامعة بانتيون سوربون باريس 1، كلية المجتمع في مدنية كاشان، جامعة باريس ديكارت - باريس 5، وكالة التقييم والبحث والتعليم العالي (AERES)، مؤتمر مديري مدارس الهندسة الفرنسية، جامعة فرساي - سان كانتان، جامعة ليل 2للحقوق والصحة، جامعة ليل 1للعلوم والتكنولوجيا.