أبت العارضة التي تصدت لتسديدة المدافع الشبابي صديق في الترجيحية الأخيرة للشباب إلا أن تجعل الإثارة والتشويق عنوانا للمباراة النهائية لكأس الأمير فيصل بن فهد.. ومن المؤكد أن الأفراح النصراوية (الطاغية) التي عقبت مباراته مع الشباب حركت الكثير من الحماسة واللهفة لدى المتابع الرياضي منتظرا ومترقبا صعودا نصراويا لسلم المنصات بعد زمن طويل إما (بطلا ) أو على الأقل (وصيفا ).. وبقدر الدهشة الكبيرة من تلك الأفراح النصراوية العارمة والتي ربما كان مبرر زيادتها عن المرات الماضية عندما يحقق الفريق فوزا دوريا هو وصوله هذه (المرة) لنهائي بطولة، بقدر ما أن هذه الأفراح ربما تكون (سلبية) جدا فيما لو تم اختزال النظرة النصراوية على المباراة النهائية (فقط) أو بالأصح على نتيجتها مما سيشكل ذلك منعطفا خطيرا على مسيرة النصر القادمة.. فإن (خسر) الفريق أمام الخصم القوي المتمرس الهلال لربما جلبت له تلك الخسارة ولإدارته الصداع والأوجاع وهوت به الى حيث الشتات وخاصة إذا ما كانت الهزيمة وخيمة ذات رقم كبير، وإن (فاز) الفريق وظفر بتلك البطولة فهي لا تعني أن النصر باتت هويته هوية (بطل) إطلاقا لا .. فالعقلاء والمتمرسون الخبراء يعرفون أن واقع الحال يقول أنها بطولة جاءت (خلال) مسيرة وهكذا يجب أن تكون وأن النصر يحتاج الى كثير من الجهد والعمل والتركيز وقبل ذلك (طول) النفس حتى تتم صناعته كفريق بطولات وصولات وجولات.. وأظنني هكذا سمعت الوليد بن طلال يشاركني الرأي ويقول ويصرح بعد تلك المباراة.. المهم يبرز ويبقى يقيني الكبير بأن لعودة النصر لساحة المنافسة (الحقيقية) أهمية كبرى لا يضاهيها أهمية.. أدلل على ذلك وأستشهد بوتيرة الشعور والإحساس الهلالي عندما أنتهت مباراة الهلال مع الأهلي ليتأهل الى النهائي (وتوقده) الى الأعالي بعد (ساعة) زمان فقط عندما أتى النصر ليكون طرفا مع شقيقه الهلال في المباراة النهائية، هذه حقيقة يجب أن تقال.. لكن ماذا لو كانت هذه المنافسة التي يستحضرها ويفرضها فقط (قمصان) الفريقين ماذا لو كانت موجودة وحاضرة على مستوى نجوم الفريقين، بمعنى ماذا لو كان النصر يملك نجوما تنافس أسماءً كياسر والتايب والشلهوب وتفاريس وعزيز وغيرهم ماذا لو كان..!! إن هذا ما يجعلنا حقيقة نتحدث عن (سر) هذا الهلال الذي لم ينقطع (سره) عن المنصات منذ 30سنة.. كيف دانت له البطولات وخنعت له الإنجازات.. ماذا يفعل وما يصنع أولئك الهلاليون في هلالهم حتى يظل ويصمد ويبرق ويتجدد ويسطع ويكتسح ويقدم وينثر المجد ويسطر المنجز الفاخر تلو الفاخر ولا يمل ولا يكل بسم الله ما شاء الله في تحطيم سجلاته الذهبية متجها الى الرقم الخمسين ومنه الى الستين وهكذا حتى بات لا ينافس الهلال إلا الهلال نفسه.. هذا (السر) الذي لا يعرفه إلا من يعرف (اللمة) الشرفية الهلالية وقوتها ولحمتها بمر السنين والسنين ولا يستوعبه إلا من يتمعن هذا الناشيء الهلالي الذي يترعرع على حب الكأس والمركز الأول فيتغذى على عشق البطولات منذ بداياته ويشب على ذلك ألا ترون الهلال ناشئين وشباب (حاليا) لتعرفوا وتتيقنوا عن ماذا نتحدث.. هذا السر الذي لا يفهمه الإ من يرى الرؤساء الهلاليين كابرا عن كابر وعبر التسلسل التاريخي عبدالرحمن بن سعيد وخالد بن محمد وبندر بن محمد وسعود بن تركي وعبدالله بن مساعد والآن الشاب محمد بن فيصل كيف هم (حاضرون) في جميع الإزمنة وجميع الأمكنة عطاء وتواصلاً وبذلاً وعملاً للهلال والهلال وحده.. فهلا (يصمد) الهلالييون ليحافظوا على (سر) انتصاراتهم وقوتهم..!!