هل تعرف كيف تشم أنوفنا الروائح !؟ .. يمكن تعريف "الرائحة" بأنها جسيمات كيميائية دقيقية لاتراها العين تبقى عالقة في الهواء لفترة . وحين "تشفطها" أنوفنا تلتقطها أهداب صغيرة ترسلها عبر العصب الأنفي إلى الدماغ فيصنفها كرائحة ياسمين أو بيض فاسد !! وقد نجح العلماء في اختراع "أنوف الكترونية" قادرة على شم مواد محدده من خلال تفاعلها مع جزيئاتها الطائرة في الهواء ؛ فهناك مثلا أنف الكتروني لتمييز جزيئات الكحول المنبعثة من أفواه الشاربين، وآخر لتمييز المخدرات المخبأة بين الحقائب، وثالث لتمييز الروائح الحادة والمميزة لبعض الأمراض ... والاختراع الأخير (شم الأمراض) يعد تطويراً لطريقة صينية قديمة في التشخيص والعلاج؛ فقبل ألفي عام اعتمد الأطباء في الصين على شم المريض لتشخيص المرض ؛ فقد ثبت لهم أن مريض الطاعون تنبعث من ابطه رائحة العسل الأسود، ومريض التيفوئيد رائحة الخبز الطازج، ومريض السكر رائحة الثوم، ومريض الكبد رائحة الكبريت التي تنبعث أيضا من مرضى الأسنان واللثة ! ومؤخرا ابتكر العلماء في مستشفى فوريانيني بروما أنفاً الكترونياً يشم رائحة سرطان الرئة ؛ كما نجح الأطباء في كلية "أمبريال كولج" في تطوير أنف الكتروني يتعرف على العديد من الأمراض التي تعمل على تغيير رائحة الفم ؛ فما أن يتنفس المريض في قربة حتى يتعرف الجهاز على مرض الربو وقصور الكبد وفشل الكلى ومرض السكر والتهابات الرئة .. كما يستطيع الجهاز تحديد الفرق بين أمراض الفيروسات والبكتيريا والتفريق بين السلالات المختلفة لنزلات البرد ( حسب الشرق الأوسط 7228) على أي حال ؛ طالما ثبت ان لبعض الأمراض روائح مميزة فليس أفضل من تدريب الكلاب على كشفها. فالكلاب عرفت منذ القدم بحاسة شمها القوية وقدرتها على تتبع أضعف الروائح بعد أيام من حدوثها . وهذه القدرة العجيبة جعلت منها أفضل سلاح يستعين به رجال الجمارك لكشف المخدرات ورجال الشرطة لمطاردة الهاربين . أما في عالم الطب فلم يفكر أحد بالاستعانه بها حتى لاحظ أحد الأطباء (من جامعة ماريلاند) أن كلبه يهرب من العيادة كلما دخل عليه مريض بالسرطان . ورغم اعترافه بصعوبة وجود "روائح" للأورام السرطانية الا انه اختبر موهبة الكلاب في هذا المجال فخرج بنسبة نجاح كبيرة خصوصا مع سرطانات الجلد ... ! والأغرب من هذا كله اكتشاف وجود علاقة بين رائحة القدمين والحالة النفسية للإنسان ؛ فالاكتئاب المرضي مثلا يجعل القدمين تفوحان برائحة الليمون الحادة، والقلق المستمر برائحة تشبه البقدونس، والانطواء له رائحة ضعيفة تشبة جبنة التشدر ... وقد ألف كتابا عن هذا الموضوع دعاه (التنفس بين الأصابع) قال فيه إن رائحة الإنسان مجرد إفراز للعوامل الصحية والنفسية التي تعمل بداخله وإن القدم من الأعضاء التي تعبر بأمانة عن حالة الإنسان النفسية !! .. أعترف شخصيا أن الفكرة برمتها غريبة (ومطاطة) بعض الشيء ؛ ولكن ان فتحت منخريك جيدا ستكتشف أنك تخرج دائما برائحة مميزة بعد كل خلاف مع المدام ... !!