بعد أكثر من 41سنة عن أول مسيرة شهدتها كبريات شوارع العاصمة الجزائر للتنديد بالإرهاب في 22مارس (آذار) 4991، انطلقت بالعاصمة الجزائر أشغال الملتقى الدولي الأول حول الإرهاب متزامنا مع تاريخ أول تحرك سجله المجتمع المدني للوقوف في وجه صعود التيار الإسلامي المتشدد الذي كان يمثله آنذاك "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" بعد فوزه الساحق في الدور الأول من الانتخابات التشريعية التعددية الأولى التي جرت يوم 62ديسمبر (كانون الأول) العام 1991.ويقف وراء تنظيم الملتقى الذي يرعاه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ويحضره خبراء دوليين وممثلين عن 21دولة من أفريقيا إلى جانب إيطاليا وفرنسا، المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب، إحدى أهم وأكبر منظمات المجتمع المدني التي تتكفل بانشغالات عائلات ضحايا الإرهاب وتدافع عن حقوق ما يسمى ب "ضحايا المأساة الوطنية"، والتي ترأسها واحدة من ضحايا الإرهاب ضحايا فاطمة الزهراء فليسي، أرملة الطبيب والكاتب العادي فليسي الذي اغتاله مسلحون بعيادته بقلب العاصمة الجزائر العام 3991.وفي تصريح ل "الرياض" قالت السبت الأمينة العامة للمنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب التي تحصي لوحدها ما يزيد عن 08ألف ضحية إرهاب، يعيش غالبيتهم اليوم على التعويضات التي أقرتها الحكومة الجزائر منذ أزيد من 7سنوات، أن الملتقى "يأتي وهو يتزامن مع تاريخ أول مسيرة شهدها الشارع الجزائري لناهضة الإرهاب، لتخليد ذكرى واحد من ضحايا جماعات الموت، عبدالحق بن حمودة، الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين، أحد مؤسسي لجنة إنقاذ الجزائر" التي رفضت المشروع الأصولي، ونجحت في تحريك الشارع ضده العام 4991عبر المسيرة التي كان عبدالحق بن حمودة أحد مهندسيها والمتصدر لصفوفها الأولى قبل أن يقع ضحية هذا التيار "في إشارة إلى الاغتيال الذي استهدفه في 82كانون الثاني 7991بالجزائر العاصمة بعد أشهر فقط من إعلان نيته التخلي عن العمل النقابي وتأسيس حزب سياسي. ويعد الملتقى الدولي حول الإرهاب الثالث من نوعه تحتضنه الجزائر في ظرف أقل من خمس سنوات بعد الملتقى الاقليمى الأفريقي الأول حول الإرهاب والجريمة المنظمة الذي انتظم في 81سبتمبر 3002تحت رعاية المنظمة الدولية للشرطة الجنائية. وأفادت مصادر أمنية حضرت الاجتماع أمس ل "الرياض" أن أحد أهم أهداف الملتقى الدولي للإرهاب، الذي أوكلت مهمة تنظميه وتنسيق العمل فيه إلى جمعية من جمعيات المجتمع المدني، هو الاستماع إلى آراء الخبراء ونشطاء العمل الجمعوي لفهم الأسباب التي تدفع شباب في مقتبل العمر إلى تفجير أنفسهم في عمليات انتحارية استعراضية والارتماء في حضن جماعات الموت وشبكات الجريمة المنظمة، وهي آراء تساعد الحكومة على وضع الخطط الإستراتجية التي تستهدف شريحة الشباب بالدرجة الأولى، وهو نفس ما أشارت إليه كلمة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة التي قرأها نيابة عنه الأمين العام للرئاسة السيد العقبي حبة عندما أشار أن الملتقى من شأنه "إعطاء نفس جديد في مجال الوقاية ومكافحة الإرهاب" وأن العمل الجمعوي والتضامني "بات أكثر من ضرورة من اجل احتواء الإرهاب والقضاء عليه" داعيا المجتمع المدني الى "تحسين وسائل عمله وتكييفها مع أهداف المجموعة الدولية من أجل تحقيق نجاعة في مكافحة الإرهاب" مؤكدا في الختام أن "استئصال الإرهاب قضية مجتمع".