من خلال تجولك في الأسواق يلفت انتباهك أطفال صغار تتراوح أعمارهم من 8سنوات إلى 13سنة يملكون هواتف خاصة بهم يلاحظ ذلك أيضاً في الأماكن العامة والملاهي وقصور الأفراح وما يثير الاستغراب أنهم يمتلكون أجهزة محظورة قد يستخدمها الطفل في تصوير العوائل فضولاً منه، ليس لهدف في نفسه كما أن أضرارها الصحية على الأطفال كبيرة جداً وهم يحملونها ويعتبرونها نوعاً من الترف وسط تشجيع أولياء الأمور الذين وفروا لهم الجهاز وشريحة الاتصال وقد يكون ضررها أكثر من نفعها صحيا واجتماعياً "الرياض" تسلط الضوء على الظاهرة التي تنامت بشكل خطير والتقت الأطراف المعنية بذلك من الصغار وأولياء أمورهم في عدد من مناطق ومحافظات المملكة أثناء الإجازة الصيفية. الشاب شجاع الهذيلي يبلغ 14عاماً من الرياض يحمل بيده جوال بكاميرا و قال: امتلك جوالاً منذ ثلاث سنوات ولا يمكن أن استغني عنه إطلاقا لأنه يعتبر جسر التواصل بيني وبين أفراد أسرتي أثناء ذهابي للمدرسة والرحلات مع الزملاء أو تجولي في السوق حيث يطمئن علي والدي ووالدتي عند تحديدهم لموقعي. وبسؤاله عن استخدامه لكاميرا التصوير في الجوال قال نعم استخدمه في بعض الصور التذكارية في مواقع الملاهي والرحلات. من جانبه، قال: عزام مشعل العاكور من جدة وعمره 13عاماً لا يمكن بأي حال أن استغني عن الجوال بعد أن قدمه لي والدي كهدية لنجاحي من الابتدائية حيث أقوم بالاتصال على أصدقائي والتواصل معهم ومعرفة أماكن تواجدهم ووالداي مرتاحان من امتلاكي للجوال كونهما يتصلان علي ويعرفان أين أتواجد وعن سؤاله لماذا وقع اختيارك على هذه النوعية قال: أقوم بالتقاط الصور التذكارية والنادرة إضافة إلى أنه يستقبل الرسائل المصورة ومقاطع الفيديو حيث نتبادلها بيننا عن طريق البلوتوث الذي يوجد في هذا الجهاز. في حين قال: الطفلان حاتم البقمي وسلطان مشعل من الطائف اتفقا على أن الجوال من أهم عناصر التشخيص أسوة بابنا الجيران والزملاء في المدرسة، لم نستطيع الحصول عليه إلا بعد إلحاح كبير على الوالدين اللذين رضخا لمطالبنا وإقناعهما بذلك حتى يطمئنا علينا ويحددا أماكن تواجدنا كما أننا نستخدمه في الاتصال على الزملاء للحصول على الواجبات المدرسية. دور الأسرة في انتشار الظاهرة واستغرب عبدالله العقيل: عندما أشاهد بعض الأطفال والشباب المراهق يحملون الجوالات في أيديهم في الشوارع والمواقع العامة وفي الحفلات وسط تشجيع أولياء أمورهم الذين وفرو لهم ذلك دون اكتراث بعواقبه الصحية على الأطفال إضافة لما يسببه من مشاكل اجتماعية لاسيما الجوال الذي يوجد به كاميرا تصوير فكم من عائلة تضررت من ذلك بعد التقاط صور للعوائل في الأسواق وفي حفلات الزواج وهذا دليل على عدم وعي الوالدين بمخاطر الجوال على الطفل ومنه تجاه المجتمع. ويقول منصور محمد: يجب أن نوازن بين دور الجوال الإيجابي والسلبي مع الأطفال فلو نظرنا لإيجابياته لوجدنا أنها كثيرة جدا حيث يستطيع الأب متابعة ابنه في كل مكان أضافه لما يحتويه الجوال من ألعاب ومعلومات يستخدمها الطفل للتسلية وهي ذات مردود ممتاز على تنمية قدراته العقلية مع التسليم بوجد بعض الأضرار الصحية التي قد يسببها الجوال على سمع الطفل الاستغلال غير الأمثل للمحمول في أمور منافية للأدب، وعلى ولي أمر الطفل مراقبة ابنة ومايتم تخزينه في ذاكرة الجوال حتى يكون استخدامه مثالي. وتؤكد أم فهد ربة منزل متعلمة: أن الجوال أصبح من الضروريات المهمة التي تدخل الطمأنينة إلى قلبي حيث استطاعت أن تحدد الموقع طوال الوقت مما يجعلني أشعر انه موجود معي إضافة إلى أنني تعرف مع من يلعب ومع من يمشي في الحي كما انه يخدمنا في الكثير من الأشياء كطلبات المنزل دون عناء. من جهتها قالت ام هدى معلمة : ان وجود الجوال مع الأطفال الصغار من اكبر الأخطاء الجسيمة التي يرتكبها الوالدين لماله من أضرار كثيرة ويمكن للجميع أن يطمئنوا على أبنائهم دون اللجوء لتمليكه جوالاً قد يتسبب في إذائه وإذاء الآخرين وإزعاجهم بالمكالمات دون مبرر كما يحدث الآن من بعض الأطفال الذين يتصلون على بعض الأرقام دون داعٍ وإنما بسبب الفضول الذي يتميز به الطفل في مثل هذه المرحلة من العمر إضافة إلى مايتم تبادله من رسائل مخلة بالأدب والذوق العام بين الأطفال والشباب الأكبر مهم سنا. دور التربية والتعليم في التوعية بخطورة الجوال في مثل هذه المرحلة: وعن نظرة رجال التربية والتعليم تجاه الظاهرة تحدث مشرف الرياضيات بإدارة التربية والتعليم في الطائف الأستاذ عبدالله ناجي: السبب في انتشار الجوال بهذه الطريقة يعود في الدرجة الأولى لولي الأمر الذي يلبي رغبة الطفل على حساب صحته دون معرفته بما قد يسببه الجوال من أمراض خطيرة على ابنه إضافة إلى أن بعض الأسر تعتبره احد صور التقدم ومواكبة العصر مع العلم أن الجوال يستخدم في الأمور الهامة وليس للاستعراض والتفاخر كما نشاهده الآن وشددت وزارة التربية والتعليم على منع حمل الطلاب للجوال واستخدامه في مدارسها مع قيام قسم النشاط في الإدارة بالتوعية والتثقيف بأضرار الجوال على الطفل من خلال الأنشطة المدرسية التي تقام في المدارس والتي لاتتوقف على الضرر الصحي بل يتجاوز ذلك لاكتساب الطفل بعض العادات والسلوك السيئ أثناء تبادل الرسايل في الجوال مع من يكبرونه في السن خاصة المراهقين. التأثيرات الصحية التي يسببه الجوال للطفل "الرياض" التقت الدكتور عبدالله بن فايز الطيار أخصائي المخ والأعصاب في الطائف وسألناه: عن المخاطر التي قد يتعرض لها الطفل أثناء حمله للجوال واستخدامه وقال: أثبتت الدراسات التي أجريت في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا على مجموعات مختلفة من الأطفال أن الموجات الكهرومغناطيسية التي تستخدم في ذبذبات الجوال تؤثر على خلايا المخ لاسيما في هذه المرحلة التي تكون فيها الخلايا في مرحلة النمو مشيراً إلى تأثير الذبذبات الكهرومغناطيسية على أنسجة وخلايا الجسم بشكل عام، لأن الهاتف النقال يعتبر جهازاً صغير يستخدمه الإنسان بكثرة و يرسل ويستقبل ذبذبات إضافة إلى انه أداة يتأثر بها الجهاز السمعي الداخلي لوجود العصبين العصب السابع والعصب الثامن وهما قريبان جداً من الأذن التي يكون المحمول ملاصقاً لها تماماً مما يتسبب في إيذاء الدماغ مباشرة لأن الدماغ جهاز حساس جدا ويحوي مجموعة من الأنسجة الدماغية و الألياف والأعصاب الحساسة خاصة لدى الأطفال فالمتحدث حين يقرب هذا الجهاز من الجسم سوف يستقبل ويرسل ذبذبات إلى جسمه مما يتسبب في إعطاب الجهاز العصبي ويؤدي في أبسط الأحوال إلى صداع شديد لدى الطفل وصداع لدى الشباب وثبت أن بعض أنسجة الدماغ بدأت تتحسس وتتغير وظائفها وقد تحدث بعض الأورام. لذلك يجب عدم ترك الأطفال والمراهقين يستخدمون الجوال لسرعة تأثرهم بالاشعاعات الكهرومغناطيسية حفاظا على سلامتهم.