ما بين ردود أفعالنا كمسلمين والدعوة إلى المقاطعة إثر إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الدنمارك ثم إعلان عرض فيلم الفتنة الذي قيل إنه يصف القرآن الكريم بأنه كتاب فاشي ويتضمن انتقادات حادة للإسلام من قبل زعيم حزب الحرية خيرت فيلدوز في هولندا والمسيء بجدارة مضمونا وعنوانا ومشاعر المسلمين اجمع تتحرق شوقا للدفاع عن الإسلام وعن رسول البشرية ونصرته. فأي الأساليب هي أكثر تأثيرا وتفعيلا لقضيتنا أمام هذه الهجمة الشرسة لديننا وهويتنا الاسلامية ؟ أي اللغات والعرض الصحيح تقنيا وإعلاميا لإظهار نصاعة هذا الدين وسماحته وروائعه في قيم الحياة والتعايش مع الآخر هي الأجدر في المثول أمام العالم؟ أليس من حقنا أن نتمتع بحق حماية الأديان رغم كل ما يقال بتكرار مبتذل عن حرية التعبير في أوروبا وكأن حرية وأسلوب التعبير لا تستقيم إلا بالتعرض للدين الإسلامي وانتهاك رمزه العظيم. أسئلة كثيرة تتنامى وتتباين في سياق تفاعلنا الإنساني شدتني فيها المتابعة كغيري من المتفاعلين ربما لان الجميع في خاطره شيء يقوله أو يشعره ويقدمه حتى ولو كان من خلال الدعاء كي نتجاوز هذا التحدي العنصري غير المسبوق. ومتى ما تجاوزنا حالة الغضب ورد الفعل فإن خيار الحلول للمواجهة كما تأتي بها التحليلات وأفكار العلماء من كل صوب تحتم علينا التوحد كأمة في شرح رسالة الدين العظيم وحمايته من كل أذى ورغم ما نشر بلسان رئيس وزراء هولندا ووزير خارجيته في بيانهما المنشور في الصحف من ان هولندا هي ضمان الحرية والاحترام ويجب احترام الناس فيما يتعلق بمعتقداتهم وهويتهم فقد تبرأ من مسئولية فيلم الفتنة الذي قوبل بانتقادات شديدة تضامنت فيها الكنيسة ومؤسسات يهودية احتجاجا على إساءته للإسلام ويذكرالبيان الرسمي منتج الفيلم بعواقب فعله على المستوى الخطورة على اعتبار بأن هناك مخاطر شديدة من الممكن أن تتعرض لها المصالح الهولندية في دول عديدة وردود أفعال بأمن المواطنين والشركات الهولندية. أما وعلى مستوى المواجهة المعالجة فقد لفتت نظري ثلاثة محاور من رؤى مختلفة يبدو أنها ستكون فعالة معا. أولها ما جاء في اقتراح كلمة "الرياض" يوم الجمعة الماضي من أن الرد لا يكون بتصفية المتسببين أو مقاطعة بعض البضائع لأن هذه الافعال يبقى تأثيرها نسبيا وإنما من خلال تكوين لجنة تشكل من رابطة العالم الإسلامي والمراكز والهيئات والجامعات المختصة بالعقيدة وسفراء الدول الاسلامية وتضع قوائم لمجالس ادارات الصحف المسيئة أو الشركات المعلنة فيها والداعمين للأفلام ودور العرض وناشري الإعلانات وتعميم تلك القوائم علي العالم الإسلامي بتبني خط المقاطعة الشامل فإننا عندها سنرى التأثير أكبر وأخطر، ثانيا المشاركة في مواقع الانترنت الخاصة بالبحوث والجوائز أو المساهمة في كل عمل يبرز منظومة قيم الخير والمحبة والعدالة في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم مثل جائزة الأمير نايف التقديرية لخدمة السنة النبوية وعلومها للتعريف بسنة الرسول الكريم ومهرجان محبة الرسول في أبو ظبي كما طرأت دعوة الداعية الإسلامي المصري عمرو خالد للمسلمين في برنامج الطبعة الأولى بقناة دريم وضح فيها بأن اعادة نشر الرسوم المسيئة جاءت في شكل متعمد لاجبار المسلمين في اوروبا وعددهم بالمناسة 30مليوناً على ردود أفعال عنيفة مثل تفجيرات وغيرها من أشكال التطرف لتأكيد سمة التطرف عند المسلمين ومن ثم تكبر مساحة العداوات حتى يرحل المسلمون عن أوروبا. الحل في رؤيته بأن يتغلغل المسلمون في المجتمعات الأوروبية أكثر لإثبات بأنهم جديرون بالاحترام كونهم سفراء الإسلام وينجحون ويقدمون أعمالهم في كل مواقع العمل والأندية الراضية بشكل حضاري يتيح لهم الاندماج الحسن لتحسين صورة الإسلام مع الاعتزاز والافتخار بهويتهم الإنسانية.