شهدت أولى فعاليات مهرجان المسرح السعودي الرابع في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض حضوراً جماهيرياً لافتاً من الرجال والنساء المشغولين بالهمِّ المسرحي والذين أبدوا سعادتهم بمثل هذه المناشط الثقافية التي تحرك سكون العاصمة، وجاءت ندوة المهرجان الأولى مليئة بالمداخلات والنقاشات المثيرة التي تفاعل معها الجمهور، وكانت بعنوان "مصير المسرح في عالم الديجيتال؟" لكل من د.عبدالكريم برشيد من الجزائر ود.حبيب غلوم من الإمارات د.عبدالله العطاس من السعودية وإدارة الأستاذ سامي الجمعان. بدأ "برشيد" حديثه مبيناً الفرق الجوهري في تلقي المشاهد للعرض المسرحي وما بين تلقيه لأي عرض آخر، واصفاً المسرح "بالاحتفال الذي يقابله تلاقٍ من قبل الجمهور" عكس التلفزيون والسينما حيث يكون التلقي سالباً بدون تفاعل. وعبرت مداخلات الجمهور عن اعتراض على عنوان الندوة، الذي وصفه البعض بالفضفاض الشامل على محاور جانبيه كثيرة، بينما رأى البعض الآخر أن ليس هناك أي تهديد يواجه المسرح من قبل الديجيتال، بل على العكس من ذلك، فالمسرح بوسعه أن يحتضن تقنيات العرض الجديدة من دون أن تختل قيمته الذاتية. وقد اتفق غالبية المداخلين على أن الأوراق المقدمة لم تكن بالمستوى المطلوب. تلا الندوة مباشرة العرض المسرحي الأول في المهرجان والمقدم من جمعية الثقافة والفنون بالطائف بعنوان "حالة قلق" من تأليف فهد ردة الحارثي وإخراج أحمد الأحمري، وقد تم قبل بداية المسرحية تكريم الأستاذ عثمان الصيني وعبدالعزيز الرشيد وعبدالعزيز الصقعبي بدروع تكريمية. وحازت المسرحية على إعجاب الجمهور الذي جلس ليستمع إلى الجلسة النقدية التي تلت العرض مباشرة، والتي شهدت هي الأخرى العديد من المداخلات والآراء النقدية التي وإن كانت قاسية على مؤلف العمل الذي لم يتقبلها بصدر رحب إلا أنها كانت في مجملها تعبر عن مدى إيجابيه العمل، حيث قال الناقد المسرحي محمد العثيم بعد أن أشاد بمجمل العمل "كان رتم المسرحية بطيئاً مع انفصال بين النص والعرض حيث طرح الكثير من القضايا التي لم توصل بالشكل الجيد" بينما عبر أحد الحضور على أن المسرحية وإن عبرت عن القلق بشكل رائع إلا أن هذا جاء متأخراً، بينما امتدح نايف خلف المستوى اللغوي في العمل. وبعد انتهاء المداخلات عبر مؤلف المسرحية الأستاذ فهد ردة الحارثي عن استيائه من الموقف النقدي في المنطقة العربية بقوله "إن النقاد لدينا يطالبون الفنانين بكتابة ما يريده الناقد، قائلين أعمل كذا واترك كذا" وطالب الجمهور بقراءة العرض جيداً مبرراً التكرار الذي حملته المسرحية بالمقصود. هذا وشهد العرض امتلاء مقاعد الحضور حيث لجأ البعض إلى الجلوس في الممرات والخروج ومشاهدة العمل في مواقع أخرى مجهزة بشاشات عرض خاصة، وكان من بين الحضور العديد من السيدات حيث عبرت إحداهن عن سعادتها وهي تشاهد مثل هذا العرض المسرحي في مدينة الرياض.