قبل ساعة من خطاب الملك في افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة الرابعة لمجلس الشورى هاتفتني إذاعة الرياض تسأل "ماالذي يهمّك في خطاب الملك"؟ قلتُ أولاً بصفتي مواطناً في هذا البلد عليّ الاستماع للتوجيه الأبوي الذي يُشعرني بالأمان ويعيد لي الثقة بأن مستقبل أولادي مأمون متى ما تم الاحتشاد حول تلك القيادة الواعية والسير في ذات الخطى والتماهي مع ذات الأفكار والمنهج، ثم ثانياً بصفتي كاتباً في الشأن المحلي أترقّب ما سيقوله القائد وأقرأ مضامين حديثه لمعرفة توجّه السفينة من تحديد اتجاه بوصلة الرُبّان ثم أُساهم مع غيري في الوسط الإعلامي لعرض تلك المضامين وخاصّة مايتعلّق منها من أمور تعني الشارع المحلّي بشكل مباشر .. وبالفعل فقد استهل خطابه حفظه الله على التأكيد بتلمّس احتياجات المواطنين والتصدي لأي مشكلة أو ظاهرة تبرز في المجتمع وهذا ما دعا إلى إنشاء عدد من الهيئات والإدارات الحكومية والجمعيات الأهليّة التي تُعنى بشؤون المواطنين ومصالحهم ومنها الهيئة الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد والهيئة العامة للإسكان وجمعية حماية المستهلك وغيرها مع وعد بالعمل على تحقيق النمو ورفع مستوى معيشة المواطن وتحسين نوعية حياته. حين يسمع المواطنون هذا الكلام ألا يشعرون بمزيدٍ من الاطمئنان بأن همومهم لم تكن غائبة في يومٍ من الأيام عن ذهن القائد الرحيم الذي قدّم درساً بليغاً في أداء الأمانة بقوله "يشهد الله تعالى أنني ماترددت يوماً في توجيه النقد الصادق لنفسي إلى حد القسوة المرهقة كل ذلك خشية من أمانة أحملها هي قدري وهي مسؤوليتي أمام الله جل جلاله ولكن رحمته تعالى واسعة فمنها أستمد العزم على رؤية نفسي وأعماقها، تلك النفس القادرة على توجية النقد العنيف الهادف قادرة أن تجعل من ذلك قوّة تُسقط باطلاً وتُعلي حقاً" أ.ه .. األيست تلك العبارات الصادقة قِوام خارطة طريق واضحة المعالم رسمها القائد لكل من ولي أمراً من أمور هذا الشعب الطيّب المُحب لوطنه ومليكه؟ إذاً لا عُذر بعد ذلك للمقصرين ولا المتقاعسين ولا أولئك الذين اعتقدوا باطلاً بأن الوظيفة حق مكتسب يجوز استغلالها لتحقيق المصالح الشخصيّة على حساب الوطن والمواطن خصوصاً وقد حذّر الملك الصالح بألاّ يكون بيننا ظالم ومظلوم وحارم ومحروم وقويّ ومستضعف.. هل عرفتم الآن لماذا علينا الاستماع للخطاب الملكي أهم حدث يجري في الساحة المحليّة على الإطلاق؟