أكدت وكالة الفضاء الروسية على فشل محاولة وضع قمر صناعي أمريكي للاتصالات في مداره المحدد مسبقاً، مشيرةً إلى أن القمر الصناعي كان محمولاً على صاروخ من طراز "بروتون أم" وأن عملية الإطلاق كانت من مطار "بايكنور" الفضائي في كازاخستان والذي تستأجره روسيا لاتمام عمليات الإطلاق الفضائية . وقد أوضح المتحدث الرسمي باسم معهد "خرونتشيف" العلمي للأبحاث الفضائية أن هذا الخطأ جاء نتيجة للعطل الذي شاب جهاز التقوية من طراز "بريز إم" وذلك خلال المرحلة الثانية من تشغيله، حيث كان من المقرر أن يعمل على ثلاث مراحل حتى وضع القمر على مداره الصحيح والمخصص له. وكان القمر الصناعي " أ. أم. س- 14" قد تم وضعه في مدار ارتفاعه 28000كم بدلاً من 36000كم الأمر الذي يُضعِف من قدرة القمر على تغطية المناطق المقررة له بشكل صحيح وقوي خاصة في الولاياتالمتحدة، وأن مصير هذا القمر يتوقف على الشركة الأمريكية صاحبة طلب الإطلاق "أس.إي.أس أميركم" يُذكر أن هذا القمر قد تم تصميمه على النظام الفضائي الأمريكي، وكان مخصصا لنقل البث التلفزيوني لكامل القارة الأمريكية الشمالية ولمدة خمسة عشر عاماً. على صعيد متصل، تعكف الوكالة الفيدرالية للفضاء في روسيا على مناقشة العديد من الاقتراحات لتنمية صناعة الفضاء خلال العام الجاري 2008خاصة في مجال الصواريخ، حيث تناولت المناقشات الجارية حصيلة عمل وكالة الفضاء خلال الفترة السابقة وآفاق تنظيم النشاط الفضائي والمهام التي يمكن من خلالها تنفيذ خطة الدولة في هذا القطاع. ويشارك في هذه المناقشات نائب رئيس الحكومة الروسية والمسؤول عن عمل صناعة الفضاء "سيرجي ايفانوف"، حيث أشار إلى أن مجلس الأمن الروسي من المقرر أن يعقد جلسة خاصة خلال الفترة القادمة لبحث آفاق تنمية الصناعة الفضائية خلال الفترة الممتدة لغاية عام 2020وما بعدها. وقد أشار إلى أنه من المتوقع أن يتم زيادة تمويل هذا الفرع بنسبة 13بالمئة خلال العام الجاري وبعيداً عن برامج التسلح، على أن تباشر الوكالة تنفيذ بناء مطار فضائي جديد في الشرق الأقصى الروسي. مضيفاً أن 2008قد يصبح حاسما بالنسبة لآفاق تنمية الصناعة الفضائية، واعِداً بأن تولي هيئة رئاسة وكالة الفضاء ومجلس الأمن الروسي أهمية خاصة لمنظومة جلوناس ومجموعتها المدارية وكذلك ما يستخدمه المستهلكون من أجهزة أرضية والعمل على وضع خرائط مجسمة. وبينما طرح ايفانوف خلال الجلسة مهمة العمل من اجل أن يصبح المطار الفضائي الروسي الجديد "فوستوتشني" جاهزا لإطلاق كافة أنواع الصواريخ الفضائية بحلول عام 2016ولإطلاق المركبات الفضائية المأهولة في عام 2018، أكد رئيس الوكالة الفيدرالية للفضاء "اناتولي بيرمينوف" على مواصلة استخدام روسيا لمطار "بايكونور" والذي يُعد أهم منصة إطلاق خلال العقود الأخيرة، على أقل تقدير خلال المراحل الأولى من بداية عمل المطار الجديد. ويُذكر أنه يجري تشييد المطار الفضائي الجديد في محيط مدينة "اوجليجورسك" حيث يقع المطار الفضائي العسكري "سفوبودني" والذي أُغلق في فبراير الماضي بعد فترة عمل بلغت 12عاماً وكانت آخر عملية إطلاق منه في عام 2006.وقد طالب نائب رئيس الوزراء من كالة الفضاء بضرورة الاستفادة من تميز الصناعة الوطنية الروسية في قطاع تكنولوجيات الفضاء بهدف تسجيل حضور روسي متميز في الأسواق العالمية، مشيراً إلى أن روسيا قد تراكمت لديها خبرة علمية وتكنولوجية وإدارية جيدة مما يعطيها تفوقاً ملموساً خلال المنافسة الشديدة الجارية حالياً من اجل السيطرة على أسواق الخدمات الفضائية المتنامية. الجدير بالذكر أن روسيا تسعى إلى وضع برنامج طويل الأمد ربما يصل إلى عام 2040في مجال النشاط الفضائي، على أن تشمل كافة الجوانب والتي من أبرزها برامج التحليق للقمر والمريخ، وأن الدعم المالي قد يكون هو العائق الوحيد والذي يجري العمل على إزالته حالياً. وكما تعتزم وكالة الفضاء تنفيذ هذا البرنامج على ثلاث مراحل، الأولى تمتد حتى عام 2015وتهدف لمعالجة ثلاث مهام وهي الانتهاء من تجميع الوحدة الروسية من المحطة الفضائية الدولية ورفع مستوى فاعلية منظومة النقل وإرساء أساس علمي تقني يسمح بتحقيق المراحل التالية، ويقترح العمل في سياق المرحلة الأولى على صنع منظومات للنقل من جيل جديد ووسائل إطلاقها، كما وتقترح روسيا تمديد عمل المحطة الفضائية الدولية حتى عام 2020، ومن المتوقع أن يجري العمل في سياق المراحل الأخرى على ضمان التحليق المأهول للقمر والمريخ وكذلك العمل على صنع منظومة لحماية الأرض من خطر الكويكبات. هذا بالإضافة إلى أن روسيا تتوقع بأن ما بعد عام 2035قد يشهد أول رحلة مأهولة إلى الكوكب الأحمر "المريخ".