لشخصية "أبو عصام" في مسلسل باب الحارة وهج وبريق لا يستطيع أحد أن ينكره، ويعود الفضل للفنان السوري عباس النوري بسبب أدائه الرشيق والقوي لهذه الشخصية، والذي كان له دور أساسي في ملء الفراغ الذي تركه زميله الفنان بسام كوسا بشخصيته الشهيرة (الإدعشري) في الجزء الأول من المسلسل. الآن سمعنا وقرأنا أخباراً تؤكد أن "أبا عصام" سيغادرنا كما غادرنا الإدعشري، لكن الفرق أن الثاني مات في الجزء الأول وعندما جاءت أخبار عن نية مخرج العمل بتصوير جزء ثان لم يتصور الجمهور أن يتم من دون الإدعشري، ومسألة إحيائه بالطبع هي أمر مستبعد بالتأكيد، لكن العمل تم إنجازه وعرض في رمضان الماضي بنجاح كبير وبنسب مشاهدة أعلى من السابق فتحت الشهية لإنتاج جزء ثالث، وهذا ما صار بالفعل. لكن هذه المرة مع خلافات حادة بين المخرج بسام الملا وعباس النوري جعلت "أبا عصام" المسكين يتأرجح بين الحياة والموت!. ولا ندري في الحقيقة من معه الحق المخرج أم الممثل؟ الأول يقول إن النوري يريد أن يتحكم بمسار الشخصية والثاني يقول إنه مستبعد بأمر من المخرج!. والمسألة غائمة لكن لو حللناها بمنطقية فإن المخرج بسام الملا معه حق لو كان صادقاً في كلامه لأن مسألة أن يقوم عباس النوري بقراءة النص وتحديد مسار الشخصية بناءً على رأيه الشخصي سيفتح الباب للجميع بأن يطالبوا بأن يكون لهم الخيار في تحديد سير شخصياتهم! وهذا ما سوف يحول العمل من مسمى (مسلسل) إلى (سمك لبن تمر هندي) أو أي مسمى آخر غير مسلسل!. لكن لو كان الحق مع عباس النوري فهذا ظلم كبير لا يقع عليه هو فقط، بل علينا نحن كمشاهدين!. وفي النهاية ليس بوسعنا إلا أن نطالب الطرفين بضبط النفس ومراعاة حق الجمهور الذي أحب هذا المسلسل وكل من قام عليه خلف وأمام الكواليس. رسالة أخيرة وخاصة إلى أبي عصام: "الحين صبرت على أم عصام صبر أيوب.. ما تقدر تصبر على (بسام الملا)! يا عيب الشوم!".