أكد رئيس الحكومة الجزائرية أن بلاده "غير معنية مباشرة" بقضية اختطاف الرعيتين النمساويتين "التي تبناها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي . وقال عبد العزيز بلخادم أمس السبت في تصريح للصحافة على هامش أشغال المؤتمر الرابع للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء بالعاصمة الجزائر إن "حدث الاختطاف وقع بأرض غير جزائرية" وإن المختطفين "يوجدان بأرض أخرى غير جزائرية". ودون أن يحدد مكان تواجد الرعيتين النمساويتين أندريا كلوبر ( 44سنة) ووولفغانغ إيبنر ( 51سنة)، اكتفى بلخادم بالقول إن معلومات تحصل عليها تفيد أن السائحين المختطفين "يوجدان حاليا في بلد ثان" مضيفا في رد على سؤال يستفسر حول ما إذا كانت هناك اتصالات بين الحكومتين النمساوية والجزائرية بالقول "نحن نتصل مع كل الدول في إطار مكافحة الإرهاب". ويتزامن تصريح رئيس الحكومة الجزائرية مع ما أوردته أمس صحيفة "النهار" على موقعها الإلكتروني وتأكيدها بناء على مصادر وصفتها ب "الأكيدة" أن الرعيتين النمساويتين يوجدان حاليا بمنطقة كيدال شمال المالي حيث المعقل الرئيسي لأمير منطقة الجنوب في تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" يحي أبو عمار وأنهم "تحصنوا في منطقة تخضع لسيطرة الطوارق العرب المعروفة باسم قبائل "البرابيش". وقالت الصحيفة إن اتصالات مع المختطفين "دخلت مرحلة التفاوض هاتفيا" انطلاقا من باماكو حيث تفتقد النمسا لممثلية دبلوماسية هناك . وأشارت النهار ساستنادا إلى مصادرها أن " مبعوثا كبيرا من الحكومة النمساوية وصل إلى باماكو وشرع فعلا في التفاوض مع الخاطفين"، هذا علما أن الناطق باسم الخارجية النمساوية عبر قبل يومين عن رفض بلاده "لأية فكرة للتفاوض مع فرع "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي" من اجل الإفراج عن الرهينتين، داعيا إلى إطلاق سراحهما فورا و"من دون شروط". وأرسل والدا كلويبر تسجيلاً مصوراً خلال الليل إلى قناة "الجزيرة" الفضائية يطلبان فيه الإفراج عن الرهينتين. ونقلت وكالة أنباء النمسا عن كريستين لينز والدة كلويبر قولها "لم نعد نعرف طعم النوم الآن. نعاني كثيراً. أرجوكم أطلقوا سراح ولدينا." وقال مصدر أمني كبير في مالي إنه من المحتمل أن يكون الخاطفون قد انتقلوا إلى بلدة تساليت الصحراوية التي يعتقد أن للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي كانت تعرف من قبل بالجماعة السلفية والدعوة والقتال قاعدة فيها. وكانت مصادر أمنية جزائرية قد كشفت أن السلطات الأمنية المختصة تواصل تنسيقها الاستخبارتي الميداني بالتعاون مع محققين نمساويين لتجنب خيار إراقة الدماء الذي يهدد به تنظيم القاعدة في بلاد المغرب في حال انقضت مهلة الثلاثة أيام التي وضعها التنظيم ولم تستجب السلطات النمساوية لشروطه المتمثلة في إطلاق سراح بعض المعتقلين لدى الجزائر وتونس مقابل إخلاء سبيل الرهينتين مثلما جاء في آخر بيان للتنظيم يوم الخميس تحصلت سفارة النمسا بالجزائر على نسخة منه وبثته إحدى المواقع التابعة له على شبكة الأنترنت. واستبعدت المصادر أن تمارس النمسا ومن ورائها الإتحاد الأوروبي ضغوطا على الجزائر لإطلاق سراح قياديين في الجماعة السلفية تعتقلهم حاليا لتفادي تعرض الرهينتين النمساويتين للقتل، بالأخص وأن رئيس شرطة مكافحة الإرهاب لمنطقة سالزبورغ "بورخارد فوك" تحدث في تصريح لإذاعة "أو أر أف" (ORF) العمومية يوم الجمعة عما اسماه" "اتصالات تم القيام بها" مع المختطفين دون أن يكشف طبيعة هذه الاتصالات أو ما أسفرت عنه. وأشارت المصادر أن الجزائر ترفض الإذعان لشروط يمليها إرهابيون مهما كانت طبيعتها مادية أو معنوية.