اقامت جمعية اللهجات والتراث الشعبي مساء الاثنين الماضي على مسرح كلية الآداب بجامعة الملك سعود ندوة بعنوان "الموروث الشعبي الشفهي في الرواية المحلية" وذلك بحضور عدد من الأساتذة الأكاديميين والذين قدموا إنموذجاً رائعاً سواء من خلال المحاضرين أو المداخلات أثناء الندوة، وقد كانت الندوة في ثلاثة محاور: المحور الأول كان حول توظيف الموروث والمكان في الرواية الشعبية المحلية وتقديم كل الدكتور صالح زياد في رواية القرية عند عبدالعزيز مشري والدكتور عبدالله المعيقل في رواية غير وغير والدكتور ناصر الحجيلان في التصورات الشعبية في رواية سقيفة الصفا. أما المحور الثاني كان حول كوامن بناء الرواية في منطق المجتمع وتقديم كل من الدكتور أحمد صبرة في رواية الكنز التركي والدكتورة ميساء خواجا في رواية الآخرون وازدواج الضديات. والمحور الثالث حول استدعاء المبتذل وتوظيف الوجدان في الروايات النسائية الشعبية وتقديم كل من الدكتور صالح معيض في رواية بنات الرياض ودلالاتها والدكتور محمد رشيد في رواية بنات الرياض. وقد بدأت الندوة التي أدارها رئيس الجمعية الأستاذ الدكتور فالح بن شبيب العجمي وكان رائعاً في عملية الانتقال في تقديمه وفي إدارته لوقت الندوة وبدأت الندوة مع الدكتور صالح معيض في رواية بنات الرياض مبيناً الجوانب الشكلية ودلالاتها تطرق إلى إعادة بعض تفسير مظاهر التراث والموروث الشعبي في هذه الرواية وقد كانت المداخلة حول أنها قضية حيوية أو تنافس شهرة أو البحث عن شريحة واسعة من القراء. أما الدكتور عبدالله المعقيل فقد تطرق لرواية غير وغير في توظيف الشعبي في رواية سقيفة الصفا متطرقاً للاحتراف في هذه الرواية والطريقة العجيبة في منهج السخرية والنقد الشديد في هذه الرواية مشيداً بجريدة "الرياض" واستشهاداً ببعض مقالاتها مثل كاريكاتير الهليل وصفحة خزامى الصحارى، وأشعار لطلال حمزة منوهاً أن هذه الرواية لرجاء عالم. ثم قدم الدكتور صالح زياد ورقته حول موضوع التضاد في الموروث الشعبي مع الحداثة عند عبدالعزيز مشري في رواية القرية وذكر وجود التقليد والتكرار والاستمرار في الحكاية النادرة والقصيدة والعمارة والازدياد والأمثال الشعبية الدارجة وقد تغنى بعدد من الأبيات الشعبية في موال جميل مثل: حب الكدو ما لنا به ولا تبحثين عن عروق الطلح وقال إن الشعر لا يقدم ارتجالاً وإنما هو مغنى واقترن بأصحاب المهن وخاصة في منطقة الباحة. ثم قدم الدكتور أحمد حسن صبرة في التوازي بين المتخيل والواقعي في الرواية الشعبية الكنز التركي. ثم قدم الدكتور ناصر الحجيلان في ورقته عن رواية سقيفة الصفا لحمزة بوقري والتي تحاول التعرف على المكون الثقافي للشخصية باعتباره واحداً من العناصر التي تكون الشخصية الإنسانية إلى جانب مكونات أخرى. ومن ضمن مكونات الشخصية الثقافية التصورات الشعبية التي تبرز بشكل واضح في رواية سقيفة الصفا. وتتكون هذه الرواية من مقدمة نظرية تتناول الثقافة والشخصية وتعريف بعدد من المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في البحث مثل: "رؤية العالم" و"التصور" و"زاوية الرؤية" و"الرؤية الفردية" و"الرؤية الجماعية" و"النسق" و"النظام" و"التصورات" و"المعتقدات الشعبية" والعلاقة بينهما، وبيان التداخل والتمايز بين مفاهيم نفسية مثل: "الطبع" و"الجبلة" و"السلوك" و"الإرادة" و"التصرف" و"الدافع". ثم إعطاء نبذة عن رواية سقيفة الصفا ومؤلفها وشخصياتها. ثم مداخلات الحضور حول تحول الممارسات الحسية إلى درجة غير عادية في المعتقدات الشعبية وبعض المفاهيم الشعبية والمصطلحات الموروثية. ثم ختم الندوة الدكتور فالح العجمي بالاعتذار عن ضيق الوقت ومحاولة إعطاء مثل هذه الندوات الوقت الكافي في القادم بإذن الله. من الندوة: @ الحضور كان أقل من المتوقع وقد يعود ذلك لانحسار نشاط الجمعية في إطار ضيق وخاصة أروقة الجامعة بالإضافة إلى قلة الضوء الإعلامي. @ الندوة كانت في خصوصيتها الأكاديمية رهينة النقد والوقت. @ عبر الدائرة الصوتية كان للحضور النسائي دور فعال في المداخلات والنقاش البناء.