ألقت شرطة منطقة الرياض القبض على وافد يمني شكل عصابة لاصطياد عملاء البنوك ونجح في سرقة أكثر من سبعمائة ألف ريال من حسابات مواطنين ومقيمين في أحياء مختلفة بالرياض وفي محافظة رماح التابعة لمنطقة الرياض. وأتبع اللص اليمني أسلوب تبديل بطاقات الصراف لضحاياه الذي يقوم برصدهم أثناء إجرائهم العمليات البنكية داخل الصرافات بعد أن يتعرف على الأرقام السرية للضحايا المستهدفين ويقوم بعملية سريعة لنشل بطاقة الضحية أو تبديلها بأخرى وخاصة لكبار السن الذين غالباً ما يطلبون من المتواجدين أحياناً بالقرب منهم إجراء عمليات لتسديد الفواتير مثلاً. وكشفت التحقيقات الأولية مع اللص والتي أجراءها قسم شرطة المنار بالرياض بإشراف ومتابعة من مدير المركز المقدم عبداللطيف الشثري وضابط التحقيق الملازم أول محمد آل رحمة وبمتابعة من مدير شرطة منطقة الرياض اللواء عبدالله الشهراني عن تورط اللص اليمني بسحب مبلغ أكثر من سبعمائة ألف ريال من تسعة ضحايا خلال ممارسته لهذا الأسلوب الإجرامي من بينها سحب مبلغ مائتين وستين ألف ريال من حساب أحد الضحايا عن طريق تنفيذ عمليات بنكية في الرياض وجازان واليمن، وكذلك سحب (140.000) مائة وأربعين ألف ريال من حساب ضحية أخرى وشراء مجوهرات وساعات ثمنية عن طريق نقاط البيع من حساب الضحية. وكانت مراكز الشرط في الرياض قد تلقت عدة بلاغات من مواطنين ومقيمين في وقت سابق عن تعرضهم لسحب مبالغ مالية من حساباتهم البنكية بعد تبديل بطاقاتهم واختفائها وارجاع الأسباب إلى موقف من شخص مجهول شاهدوه قبل تعرضهم لهذه المعاناة عند كبائن الصراف الآلي. وقامت شرطة منطقة الرياض برصد تحركات الجاني والبحث عنه وخلال قيامه بإحدى عمليات الاحتيال التي عادة ما يمارسها أمام مكائن الصرف في أحد البنوك وفور إحساس أحد الضحايا بأسلوبه الإجرامي قام بإبلاغ الجهات الأمنية العاملة في الميدان في نفس اللحظة عن خطف أحد الأشخاص لبطاقة الصراف الآلي الخاصة به وبعد ملاحقته وضبطه ومع استمرار التحقيق معه وبمقارنة بعض الصور والمعلومات التي كانت الأجهزة الأمنية قد رصدتها مسبقاً عن الأسلوب الإجرامي للجاني وبمواجهته في مركز شرطة المنار اعترف حتى إعداد هذا الخبر باختلاس أكثر من سبعمائه ألف ريال من حسابات ضحايا إما بالسحب النقدي أو عن طريق المشتريات مثل شراء الذهب وبعض المقتنيات الثمينة عن طريق بطاقات الضحايا التي سبق وأن قام بسرقتها منهم. كما كشفت التحقيقات الأولية أنه يحمل إثبات (بطاقة سعودي) مزورة ولا تزال التحقيقات جارية مع الجاني لمعرفة المزيد من ضحاياه. من جانب آخر التقت "الرياض" بعدد من ضحايا اللص اليمني لمعرفة أسلوبه الإجرامي وكيف استطاع التحايل عليهم والذين أبدوا أسفهم على ما تعرضوا له من هذا اللص والذي قام بسلبهم جميع ما يملكون من ثروة هي حصيلة (تعبهم وشقائهم) طوال سنوات مضت على حد تعبير أحد الضحايا والذي يبلغ من العمر تسعة وخمسين عاماً وهو أكثر المتضررين من هذا اللص حيث سحب الجاني من حسابه مبلغ (260.000) مائتين وستين ألف ريال في الرياض وجازان واليمن. يقول المواطن إبراهيم سليمان الشماسي وهو يعتصر ألماً مطالباً بتطبيق عقوبة سريعة بالجاني وإعادة حقه المسلوب. وعن حكايته وكيف نجح اللص في سرقته: كنت عند إحدى مكائن الصرف بحي الريان وكان هناك شخصان خلفي أثناء قيامي بعملية الصرف وبعد أن خرجت لحق بي أحدهما وقال لي هذه مائتا ريال وقعت منك؟؟ وربما وقعت منك أشياء أخرى وعند عودتي لمكينة الصراف وإعادة البطاقة قام بسحبها وأعطاني أخرى ولا أدري كيف تمت هذه العملية وغادر وحاولت أنا وأعتقدت أن رقم الحساب خاطئ وفي المساء رجعت لكبينة صراف أخرى لإجراء عملية حسابية وقامت مكينة الصرف بسحب البطاقة وبعد أيام قمت بمراجعة البنك وقالوا لي إن سبب سحب البطاقة هو عدم تحديث بياناتي الشخصية وهذا أزال الشك وقمت بتحديث البيانات لكني تفاجأت بأنه تم سحب جميع حسابي على مدار أسبوعين ولم أبلغ بذلك ولم يوقف البنك الحساب وهو يعلم أنه سحب بطاقتي وبعد فترة اكتشفت أن البطاقة التي سحبت لا تخصني وأن بطاقتي مسروقة وتستخدم طوال تلك الفترة. وحمَّل الشماسي البنك مسؤولية كبيرة في عملية عدم المحافظة على حماية عملائه. وطالب الشماسي بتطبيق عقوبة على الجاني وإعادة المسروقات لأنها تمثل كل ما يملك من ثروة. ولا تختلف حكاية المواطن الشماسي عن حكاية المواطن عبدالرحمن العبدالعزيز والذي كان هو الضحية الثانية للص اليمني حيث استطاع اللص بنفس الأسلوب الإجرامي سرقة (140.000) مائة وأربعين ألف ريال هي كل ما يملك. يقول عبدالرحمن بعد فقدان ثروته: كنت في مكينة للصرافة بحي الصناعية وكان هناك خمسة أشخاص يقفون أمامي تركوا لي الدور وعندما تقدمت وقمت بإجراء العملية كان أحدهم ملاصقاً لي وبعد ذلك عرفت السبب وهو معرفة الرقم السري ورمى بخمسمائة ريال تحتي وقال: هذه وقعت منك وعند أخذها سحب بطاقتي واستبدلها ببطاقة أخرى بحركة سريعة دون أن أشعر وخرجت وفي المساء ذهبت لأقوم بعملية السحب ولم استطع وذهبت للمنزل وسألت أحد أبنائي عن تاريخ البطاقة ولما شاهدها قال لي هذه البطاقة ليست لك وهي باسم م. العتيبي ذهبت فوراً للبنك وطلبت إيقاف الحساب. قالوا اذهب وقدم بلاغاً للشرطة ومع عملية البلاغ وعملية إرسال الخطابات ما بين البنك والشرطة كان اللص قد سحب جميع حسابي وهو مبلغ مائةوأربعين ألف ريال وهو كل ما أملك وحسبي الله ونعم الوكيل. وأبدى المواطن عبدالرحمن العبدالعزيز ارتياحه بعدما علم أن الشرطة قبضت على الجاني لكنه طالب بتسريع العقوبة عليه وإعادة أمواله المسلوبة. ولا تختلف حكاية المواطن العبدالعزيز عن حكاية المواطن عبدالرحمن الضبعان وهو ضحية أخرى لهذا الأسلوب الإجرامي حيث نجح اللص اليمني في تبديل بطاقته بخفة اليد ونجح في سرقة مبلغ (17.000) سبعة عشر ألف ريال من حسابه. وحمَّل المواطن عبدالرحمن الضبعان مسؤولية سرقة هذا المبلغ من حسابه بالدرجة الأولى البنك الذي تأخر في إيقاف الحساب وكثرة الزحام على الصرافات وكثرة الأعطال في الصرافات التابعة للبنوك والآلية التي تعمل بها. أما المواطن مشبب طريخم باتل العتيبي فلم تكلف اللص سرقته وقتاً كبيراً فقد طلب المواطن مشبب من اللص اليمني الذي كان يقف لاصطياد ضحاياه عند الصرافة أن يساعده في تسديد فاتورة الكهرباء وبعد أن قام اللص بسداد الفاتورة أعطاه بطاقة غير بطاقته وكان قد حفظ الرقم السري ولم يكتشف المواطن العتيبي سرقة بطاقته إلا بعد أن قام المواطن عبدالرحمن العبدالعزيز بالاتصال به واخباره أن بطاقة الصراف معه وعندما ذهب المواطن مشبب كان حسابه صفراً بعد أن سحب اللص اليمني مبلغ خمسة وعشرين ألف ريال هي كل ما يملك بعد شقاء وتقاعد من عمله. مركز شرطة المنار لا يزال يجري تحقيقات موسعة من اللص اليمني لمعرفة مدى تورطه في قضايا مماثلة ارتكبت في مناطق ومحافظات المملكة بعد أن اعترف حتى الآن بسرقة ما يزيد على سبعمائة ألف ريال من عملاء البنوك.