عادت سناتور نيويورك هيلاري كلينتون بقوة إلى حلبة سباق الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بعد ثلاثة انتصارات حققتها في ولايتي أوهايو وتكساس الرئيسيتين بجانب ولاية رود آيلاند، لتوقف سلسلة الانتصارات المتتالية التي حققها غريمها سناتور إلينوي باراك أوباما منذ ما يعرف بليلة الثلاثاء الكبير. وعلى الجانب الجمهوري انتزع سناتور أريزونا جون ماكين فعليا بطاقة الترشيح عن الحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي بعدما اكتسح انتخابات الولايات الأربع التي جرت الثلاثاء، مما أجبر آخر منافسيه، حاكم أركانسو السابق مايك هاكابي على الإقرار بالهزيمة والتعهد بالعمل على توحيد صفوف الحزب خلف ماكين. وبعد فرز أكثر من 90% من الأصوات في أوهايو، حصلت هيلاري ( 60عاما) على 55% من الأصوات بينما لم ينل أوباما ( 46عاما) سوى 43% فحسب. أما في تكساس، فقد توقعت شبكات التليفزيون الرئيسية أن تحقق سناتور نيويورك الفوز بفارق ضئيل فبعد فرز 90% من الأصوات، فازت سناتور نيويورك ب 51%، في حين نال سناتور إلينوي 47% فقط. وتقاسم المتنافسان الديمقراطيان الفوز في الولايتين الصغيرتين، رود يلاند وفيرمونت، حيث فازت هيلاري بالأولى بينما حصل أوباما على غالبية الأصوات في الثانية. وقالت السيدة الأولى سابقا في الولاياتالمتحدة أمام حشود من مؤيديها المبتهجين في أوهايو : " تعلمون ما يقال اينما تذهب اوهايو، تذهب ورادها الأمة وكذلك هذه الحملة". وأضافت بالقول: "أوهايو كتبت فصلا جديدا في تاريخ هذه الحملة، ولا نزال في بدايته". وأنهت انتصارات هيلاري الثلاثة في انتخابات الثلاثاء سلسلة الانتصارات المتوالية ال 11التي حققها أوباما، والتي جعلته يتصدر السباق بداخل الحزب الديمقراطي، وأعطته تفوقا طفيفا ولكنه مهم على غريمته في ما يتعلق بعدد المندوبين المشاركين في المؤتمر العام للحزب المقرر عقده في آب/أغسطس، وهو ما أكسب حملته قوة دفع في مختلف أنحاء البلاد. وهنأ سناتور إلينوي منافسته على ما حققته من انتصارات ولكنه أكد أنه لا يزال في الصدارة بالنسبة لعدد المندوبين. وفي كلمة أمام أنصاره في تكساس، قال أوباما :" بغض النظر عما حدث الليلة، لا يزال الفارق الذي نتقدم به من حيث عدد المندوبين دون تغيير تقريبا، وإننا في سبيلنا للفوز بالترشيح". وعلى ما يبدو سيتقاسم الغريمان الديمقراطيان تقريبا مندوبي تكساس، حيث تقضي قواعد الحزب الديمقراطي في هذا الشأن بتوزيع ثلثي المندوبين بحسب نتائج الانتخابات التمهيدية، في حين يوزع الثلث المتبقي بحسب نتائج مجالس الناخبين التي عقدت في وقت متأخر من مساء الثلاثاء. وأشارت النتائج الأولية بعد فرز أصوات 34% من المشاركين في هذه المجالس إلى أن أوباما حصل على 55% فيما نالت هيلاري 45%. وقبيل جولة الانتخابات الأخيرة التي جرت الثلاثاء، كانت حملة هيلاري كلينتون تعاني من نقص التمويل وتكافح لتغيير الصورة التي بات غريمها يضفيها على نفسه من أنه صار بالفعل المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة. وحتى الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون قال إنه يتعين على قرينته الفوز في تكساس وأوهايو للإبقاء على آمالها في أن تصبح أول امرأة تتولى رئاسة الولاياتالمتحدة. ولكن بعض الديمقراطيين دعوا سناتور نيويورك إلى الانسحاب من السباق حتى يتسنى لمنافسها التركيز على مواجهة ماكين في انتخابات الرئاسة بدلا من أن يواصل تكريس جهوده لمواجهتها بداخل الحزب. أما ماكين ( 71عاما) ، والذي بات مرشحا فعليا عن الحزب الجمهوري للسباق الرئاسي، فأكد أمام أنصاره المبتهجين أن الانتخابات الرئاسية "بدأت الليلة". وقال ماكين وسط حشد من مؤيديه في دالاس: " أصدقائي، الآن بدأ الجزء الأهم من حملتنا". وفي تصريحاته الثلاثاء، عرض هذا الرجل الخطوط العريضة للاستراتيجية المستقبلية لحملته، متعهدا بإحراز النصر في العراق، وموبخا الديمقراطيين على تركيزهم على عملية الغزو عام 2003.من ناحية اخرى اتهم فريق حملة هيلاري كلينتون الانتخابية مساء الثلاثاء انصار خصمها للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي باراك اوباما باللجوء الى مناورات "مشينة" و"غير ديموقراطية" خلال الانتخابات الاولية في تكساس (جنوب). وقال ايس سميث، المسؤول عن حملة هيلاري كلينتون في تكساس، خلال مؤتمر بالفيديو "ما جرى هذا المساء هو بكل بساطة فضيحة حقيقية". ومن ناحيته، رد بيل بورتون المتحدث باسم اوباما ان هذه الاتهامات تمثل "محاولة شفافة ومثيرة للسخرية لتحويل الانظار عن النتائج (...)". واتهم فريق اوباما بالاستيلاء خلال النهار على وثائق حساسة تتعلق بالناخبين بعد اقفال مكاتب الاقتراع عند الساعة 2.00تغ.