لتسمح لي الدكتورة أميرة الزهراني الاستعانة بكلمتها التي وصفت من خلالها حال الفيلم السعودي وغياب المرأة فيه كممثلة عندما قالت ان الرجل والمرأة في الفيلم السعودي القصير كالإنس والجن لا يجتمعان في عالم الشهادة. وقد جاء تعليقها هذا ضمن المداخلات في أمسية قراءة الأفلام السعودية القصيرة التي أقامها النادي الأدبي بالرياض في لقاء نسائي يعتبر اللقاء الأول المتعلق بالسينما وبالفنون المرئية بشكل عام. وحقيقة كانت قراءات جيدة من حاضرات الأمسية السينمائية وقد لفت نظرهن غياب المرأة من الفيلم السعودي القصير، حتى انه في أحد الأفلام كان يتوجب حضور الزوجة المتوفاة في حادث سيارة كذكرى وخيال مثلما تحضر الطفلة إلا أن المخرج أحضر الطفلة فعلاً واستبدل حضور الزوجة - المرأة - بعلاّقات الملابس في دولابها!، فحضر طيف الطفلة وغاب طيف المرأة!. فتساءل الحضور عن سبب غيابها وهل هناك منع لتواجدها في هذه الأفلام؟ أظن أنها لم تحضر بسبب منع الرقيب الذي نعرفه وإنما بدافع ذاتي من منفذ العمل نفسه، ولا أعرف هل كان مقصوداً أو جاء هكذا بشكل عفوي!، وإن كان يغلب علي اعتقاد أن المرأة غيبت بقصد ولكنه ليس قصداً لعدم الاعتراف بأهمية وجودها بقدر ما هو محاولة للابتعاد عن أي منغصات وعرقلات من قبل بعض فئات المجتمع لاسيما وأن المنفذ يستهدف المجتمع السعودي بشكل خاص، فقد يكون عدم حضورها لمنع التعرض لأي إشكالات وقت التصوير خاصة أن الجهود فردية وليس هناك عمل مؤسسي يوفر تصاريح التصوير وخلافه، وقد تكون هناك اعتبارات أخرى، أو تلقائية التعامل مع المرأة وهو إبعادها عن كل عمل حتى لا يواجه بالرفض أو وضعه في الزاوية الحمراء. في المقابل نرى أفلام هيفاء المنصور على سبيل المثال تهتم بالدرجة الأولى بالمرأة وهو اهتمام جيد ولكن هل من الطبيعي أن الرجل يهتم بما يخص بني جنسه والمرأة نفس الحال؟!. الفن لا يقوم على هذه القاعدة أو النظرية التي سنتها وطبقتها تجاربنا السينمائية، الدراما حياة تختزل في وقت معين والحياة نوعان ذكر وأنثى!