لست ممن يخرجون من البيت كثيرا (ولدي سيارة لم يتجاوز عدادها منذ عامين 0006كيلومتر).. لهذا السبب تتراكم لدي المهام (التي ينبغي انجازها خارج المنزل) بحيث أضطر لتخصيص "يوم" لقضائها مجتمعة.. وحين تتراكم علي بهذه الطريقة يصبح همها ك"جبل أحد" وأتساءل ان كان الوقت يكفي لتنفيذها.. ولكن؛ مرة بعد أخرى اكتشفت أنه كلما كانت المهام واضحة (ومرتبة في رأسي كقائمة) كلما سهل تنفيذها والانتهاء منها في وقت قياسي (وحينها أدرك أن همها كان أكبر من تنفيذها).. وعكس ذلك يحدث حين تكون غامضة أو مبهمة أو غير مرتبة في ذهني، وبالتالي ينتهي يومي ولم أنجز أي مهمة منها على الوجة المطلوب!! ... وهذا في الحقيقة مجرد نموذج (قصير المدى) يوضح أهمية وضع قائمة مسبقة لما ننوي عمله وانجازه.. وهذه القائمة قد تكون يومية، أو أسبوعية، أو شهرية؛ أو تمتد على مدى الحياة.. ولا يجب أن نستهين أبدا بمسألة كتابتها على ورقة أو وضعها في جدول لأن مجرد كتابتها يجعلها أكثر وضوحا ورسوخا وتحديدا في "الرأس".. فالمشكلة أن "عقولنا" تعجز عن التركيز على مواضيع محددة لفترة طويلة أو رؤية أبعد من خطوتين أو ثلاثة.. أضف لهذا عجزها عن ترتيبها كأولويات أو الانتقال من "الأكثر" الى "الأقل" أهمية، بينما تتكفل بذلك الورقة والقلم! وهذه النقيصة هي ما يسبب شعورنا بالضياع وتراكم المهام ومرور الأيام بدون انجاز شيء.. وهي مشكلة شائعة لا تعود الى الانشغال وضيق الوقت (كما ندعي كلنا) بل إلى عدم وجود أهداف واضحة وقائمة أولويات في رؤوسنا.. ولو سألت معظم الناس "ماذا تتمنى في دنياك" سيجيبك بكلمات فضفاضة مثل "السعادة" و"الثراء" و"حسن الخاتمة". ولكن هذه كلها كلمات عامة ومطاطة لا تتضمن خطوات تشرح كيفية تنفيذها (وبالتالي تضيع أعمارنا في البحث عنها).. ولو نظرت حولك لوجدت أشخاصاً على قدر كبير من العلم والذكاء والثقة بالنفس؛ ومع ذلك يفشلون في حياتهم لعدم وجود أهداف واضحة ومرتبة في رؤوسهم.. وفي المقابل تجد أشخاصا أقل منهم بكثير ومع هذا يحققون النجاح والثراء لامتلاكهم هدفاً رئيسياً مبكراً في حياتهم (مهما كان مغرقا في البساطة كممارسة حرفة أو تجارة معينة).. ولو تحدثت اليوم مع العاطلين عن العمل لأكتشفت أن مشكلتهم الأساسية هي عدم وجود فكرة واضحة لما يريدون فعله في الحياة / وفي حال وجودها لا يملكون خطة واضحة لكيفية تنفيذها (في حين لو ركز أحدهم هدفه على سوق الخضار أو حراج السيارات لحقق نجاحا كبيرا)! ... لهذا السبب يجب أن ندرك أهمية وضع قوائم دورية لحياتنا تتضمن أهدافا رئيسية / وكيفية تنفيذها بطريقة مرتبة ومتوالية.. وقائمة كهذه قد تكون حقيقية تكتبها في ورقة أو جدول أو مجازية تترتب في رأسك كأوليات دائمة.. وسواء كانت قصيرة أو طويلة (المهم) أن تملك دائما خطة عمل واضحة وطريقاً مستقيماً ينتهي لهدف معروف (أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)!! ... وقبل أن أنسى... هل تعلم ماذا كان عنوان المقال قبل تغييره واختصاره: "إن لم تعلم أين تذهب، فجميع الطرق تنتهي للاشيء"