ما أجمل حياة الإنسان إن كان لديه غاية يريد أن يحققها. الحياة تتغير ويصبح لها طعم آخر عندما يشعر الإنسان أنه خلق لمهمة وأن وقته وجهده وماله وتفكيره مسخر لتحقيق هذه المهمة. انظر إلى التاريخ انظر إلى هؤلاء الرجال الذين كانت لهم بصمة في الحياة البشرية. أولهم الأنبياء والمرسلون ومن ثم العلماء والقادة. ولو لاحظنا ودققنا في حياتهم رأينا فيهم صفة مشتركة وهي السعي لغاية. هذه الصفة هي الفارق بين الناجح والفاشل، وبين المتميز والعادي، وبين القائد والتابع. الفرق بينهم ما بين السماء والأرض. فهؤلاء الناجحين حياتهم غير الحياة. فالحياة بالنسبة لهم ليست مجرد مأكل ومشرب وملبس وإشباع غريزة بل الأيام عندهم متجددة وعند غيرهم متكررة. فالأيام عندهم لا تتغير فقط بتغير حالة الطقس، فيكون حديثهم أن اليوم الجو بارد أو حار أو شديد المطر. كل يوم عندهم متجدد كلما رأوا الأهداف تقترب وكلما شعروا أنهم على الطريق المستقيم لتحقيق الغاية. ما أجمل الحياة في ظل وجود غاية واضحة رغم المتاعب والصعوبات. ما أجمل الحياة عندما يصل الإنسان إلى أرذل العمر فيلتفت وراءه فيجد الإنجازات الكثيرة التي حققها وفق خطة وخط مستقيم. بداية المحيطات قطرة وبداية الغابات بذرة وبداية الإنجازات فكرة. فكّر ما تريد أن تفعله لتكون حياتك مريحة سعيدة مفيدة؟ ثق بأن الحياة لها لون و طعم و رائحة لو كانت عندك غاية. هل تتخيل معي لو أن مدرسًا سأل أحمد ياسين وهو صغير ما هي غايتك ، ما سيكون رده؟ يكون رده " أن أحرّر فلسطين!". مهما كان عمرك فلم يفت الأوان فكم من علماء المسلمين بدأ دراسته في الأربعين وكم من الناس استيقظوا من سباتهم في الأربعين والخمسين والستين من أعمارهم ولكن فعلوا الإنجازات الكبيرة التي إن لم تكن تذكر في الدنيا فتذكر عند خالق الدنيا الله سبحانه. تمتع بحياتك وخط مسار حياتك وابدأ إنجازاتك بفكرة!