كشفت منظمة الصحة العالمية عن نتائج أكبر دراسة مسحية تُجرى بشأن توضيح درجة مقاومة السل للأدوية والذي قد بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق. ويستند تقرير "مقاومة السل للأدوية في العالم"، إلى معلومات جُمعت في الفترة بين عامي 2002و 2006من 90000مريض في 81بلداً، وخلص التقرير أيضاً إلى أنّ السل الشديد المقاومة للأدوية وهو شكل من أشكال المرض التنفسي يكاد يتعذّر علاجه وهومن الأمراض التي تم تسجيلها في 45بلداً كما خلص التقرير إلى وجود علاقة بين العدوى بفيروس الايدز والسل المقاوم للأدوية المتعدّدة ذلك أنّ الدراستين المسحيتين اللّتين أُجريتا خلصتا إلى أنّ مستوى انتشار ذلك الشكل المرضي بين مرضى السل من حملة فيروس الايدز يتجاوز مستوى انتشاره بين المرضى من غير الحملة بنسبة تناهز الضعف. وهناك نحو نصف مليون حالة جديدة من حالات السل المقاوم للأدوية المتعدّدة أي حوالي % 5من مجموع حالات السل الجديدة البالغ عددها تسعة ملايين حالة ، حيث تبيّن أنّ نحو ربع مجموع الحالات الجديدة المبلّغ عنها هي حالات من السل المقاوم للأدوية المتعدّدة. وقال الدكتور ماريو رافيليوني مدير إدارة دحر السل بمنظمة الصحة العالمية "إنّ مقاومة السل للأدوية من الظواهر التي يجب مواجهتها بحزم وإذا فشلت البلدان والأسرة الدولية في التصدي بضراوة لتلك المشكلة على الفور فإنّنا سنخسر هذه المعركة ، كما يجب على البرامج القائمة في شتى أنحاء العالم للتمكّن من مواجهة هذه الظاهرة وإنقاذ الأرواح للتعجيل بتحسين أدائها في مجال تشخيص جميع حالات السل بسرعة وعلاجها حتى تُشفى تماماً ، ممّا يمثّل أفضل السُبل لتوقي تطوّر مقاومة الأدوية. وتشمل الدراسة المسحية العالمية لأوّل مرّة جانباً يتعلّق بتحليل ظاهرة السل الشديد المقاومة للأدوية ، غير أنّ البيانات التي أُتيحت لهذا التقرير لم تكن كافية بسبب قلّة البلدان المُؤهّلة حالياً لتشخيص هذا الشكل من السل. وعلى الرغم من أنّ التقرير يسلّط الأضواء بوجه خاص على درجة مقاومة عصيات السل للأدوية ، فإنّه يتناول أيضاً بعض النجاحات التي تحقّقت في مجال مكافحة السل فهو يفيد بأنّ منظمة الصحة العالمية صنّفت إستونيا ولاتفيا قبل 13عاماً في خانة البلدان التي تمثّل "بؤر" السل المقاوم للأدوية. أمّا اليوم فقد مكّنت الاستثمارات الكبيرة وأنشطة المكافحة المستمرة من تثبيت معدلات السل المقاوم للأدوية وتخفيض معدلات حالات السل المبلّغ عنها في هذين البلدين الواقعين في منطقة بحر البلطيق. وفي هذا الصدد قال أيغيل رايت خبير السل بمنظمة الصحة العالمية "من الصعب دون هذه البيانات تقييم العبء الحقيقي للسل المقاوم للأدوية المتعدّدة والسل الشديد المقاومة للأدوية وتقييم اتجاهاتهما في الإقليم ومن المرجّح أنّ هناك فاشيات من السل المقاوم للأدوية ظهرت ولم يتفطّن إليها أحد". وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى ضرورة توفير 8ر 4مليار دولار أمريكي لتغطية تكاليف مجمل أنشطة مكافحة السل في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل في عام 2008، على أن يُوظّف مليار دولار من ذلك المبلغ لمكافحة السل المقاوم للأدوية المتعدّدة والسل الشديد المقاومة للأدوية. غير أنّه لا يزال هناك عجز مالي بقيمة 5ر 2مليار دولار أمريكي بما في ذلك عجز مالي قدره 500مليون دولار أمريكي لأغراض مكافحة السل المقاوم للأدوية المتعدّدة والسل الشديد المقاومة للأدوية. وقال الدكتور ماركوس إسبينال الأمين التنفيذي لشراكة دحر السل "إنّ الخطر الذي تطرحه ظاهرة مقاومة السل للأدوية يفرض علينا سدّ هذا العجز المالي على النحو المبيّن في الخطة العالمية لدحر السل التي ترسم معالم الحد من معدلات انتشار السل ووفياته بنسبة النصف بحلول عام 2015، مقارنة بالمستويات المُسجّلة في عام 1990.كما تدعو الخطة إلى توفير موارد البحث الكافية لاستحداث وسائل تشخيص وأدوية جديدة تضمن نجاح مكافحة السلالات المقاومة للأدوية فضلاً عن استحداث لقاح ناجع ضد المرض."