تتابع وسائل الإعلام الأجنبية باهتمام المدونات السعودية الموجودة على الإنترنت، أو ما يطلق عليها "البلوغرز"، لاعتبارها واحدة من أهم الوسائل التي وفرت منبراً لحرية تعبير الأفراد عن الرأي بعيداً عن الرقابة والخطوط الحمراء التي تفرض سواء من قبل وسائل الإعلام أو داخل مجتمع "متحفظ"، خاصة وأن اللغة الإنجليزية هي اللغة الأساسية المستخدمة في معظم هذه المدونات. وتحول بعض المدونين الذين يكتبون باستمرار في هذه المدونات - وأغلبيتهم بأسماء مستعارة - إلى مصادر لعدد من الأخبار والأحداث الدائرة داخل المجتمع، حيث ينظر إليهم بأنهم ناقلون أساسيون لنبض الشارع السعودي دون رتوش. كثيراً ما حاولت أن أشرح معنى "مدونة" لأي شخص يسألني عنها وعن ما إذا كانت تختلف عن المنتديات مثلاً أو القوائم البرية أو الشبكات الاجتماعية أو غيرها من وسائل النشر البديلة المتاحة على الإنترنت، إلا أنني أجد أنها جميعها تفضي إلى نفس المعنى، فهي قنوات لتنفيس الأفراد عن أنفسهم ونقل آرائهم وتجاربهم الشخصية عبر هذا الفضاء المفتوح. ولذا فمن الصعب اعتبار هذه المدونات تقدم ما تعجز عن تقديمه وسائل الإعلام الأخرى التي أصبحت تؤثر وتتأثر بكل ما ينشر ويكتب عبر النت، فسهولة وسرعة نشر المعلومة عبر التقنيات جعلتا الخطوط الحمراء تنهار تدريجياً، وفتحتا أبواباً من المنافسة بين جميع وسائل الإعلام لتداولها لكي لا تفقد هذه الوسائل مصداقيتها وبالتالي جمهورها.