الملاحظ انه خلال السنوات والأشهر الماضية برزت في مجتمعنا ظواهر وأزمات متباينة ومتعددة في كل المواقع في بعض المجالات تقريباً. هذه الظواهر وهذه الأزمات لم تكن مألوفة قبل ذلك لاسيما بتلك الدرجة التي كان عليها معظمها.. والمزعج أن درجات بعض هذه الظواهر وهذه الأزمات وصلت إلى درجة مقلقة لكثير من شرائح المجتمع لاسيما في ظل تتالي تساؤلات دون إجابات حاسمة ومقنعة لكل التساؤلات!!.. وهي أزمات وظواهر أخذت بعداً إعلاميا من الطرح والكتابة في كل وسائل الإعلام تقريباً كأخبار وتحقيقات صحفية تجد قبولاً ومتابعة من القراء كونها تمس حيزاً مهماً من المشاكل المختلفة التي أصبح المجتمع يعاني منها ويتأمل يوماً بعد آخر في علاجها!! لكن الملاحظ والمؤسف أن جميع هذه الطروحات الإعلامية لكل تلك القضايا والأزمات لم ترتق في طرحها إلى بحث ودراسة عميقة لكل مسببات هذه الأزمات ودوافعها الحقيقية والفعلية.. حتى تقدم لنا رؤية علمية واقتصادية واجتماعية لعلاج هذه الأزمات أو على الأقل الحد من خطورتها وآثارها النفسية والاجتماعية والمالية على المواطن وعلى المجتمع ككل.. لكن السؤال التلقائي الذي يبرز في هذه الظروف هل هذه الأزمات هي ناتج طبيعي وفعلي لخلل في أداء وفي خطط الجهات الرسمية؟؟ أم هل هذه الأزمات المتتالية هي نتاج طبيعي لقصور في أداء عملي للجهات المعنية أوصل المجتمع إلى هذه الأزمات!! أم هل السبب يعود إلى خلل إداري أفرز نتيجة طبيعية وقع ضحيتها المجتمع؟؟ أم هل هذه الأزمات وهذه الظواهر التي حلت بالمجتمع فجأة هي انعكاس للوضع الاقتصادي العالمي الخارج والمحيط بنا وبالتالي يمكن القول إنه وضع ألقى بظلاله السلبية على المجتمع المحلي فبرزت بالتالي مثل هذه الأزمات وهذه الظواهر السلبية؟! الوضع ككل مهم. وصعب جدا.. ويستوجب حلولاً وتضحيات قد يكون بعضها مكلفاً وصعباً ولكنها حلول قد تجنب المجتمع مشاكل وظواهر وأزمات قادمة ومجهولة اكثر صعوبة!! لذلك فان القناعة التامة أولا بهذه الظواهر وهذه الأزمات وحجمها وآثارها على المواطن ومن ثم البحث عن حلولها فان ذلك أولى الخطوات العملية الجادة في طريق إنقاذ ما يمكن انقاذه. لست بالمتشائم بالأسوأ لا قدر الله.. بل إنها نظرة متواضعة جداً تعكس مطلباً اجتماعياً لكل مسؤولي الجهات المعنية لكي يبذلوا جهودهم وان يعملوا أكثر وأكثر من اجل ان يوفروا للمجتمع ما يستحقه من كل شيء وبأعلى ما يمكن!! ومن أجل تجنب المجتمع المزيد من الأزمات؟!!