عبر الديموقراطيان باراك اوباما وهيلاري كلينتون اللذان يتنافسان على ترشيح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الاميركية في مناظرة تلفزيون مساء الثلاثاء عن خلافات واضحة بشأن كل القضايا. ولم يصعد اي من المرشحين لهجته خلال المناظرة الاخيرة قبل الانتخابات التمهيدية في ولايتي اوها وتكساس، لكن التوتر كان واضحا بينهما في لقائهما العشرين على شاشة التلفزيون خلال عشرة اشهر. وفي المناظرة الاولى التي جرت في نيسان/ابريل 2007، كانت استطلاعات الرأي ترى في كلينتون الاوفر حظا للفوز بترشيح الحزب. لكن في هذه المناظرة العشرين، يحتل اوباما المرتبة الاولى بعد سلسلة العمليات الانتخابية التي جرت. وعبر اوباما وكلينتون عن اختلاف في وجهات نظر حول التأمين الصحي واتفاق التبادل الحر بين الولاياتالمتحدة والمكسيك وكندا والحرب في العراق. كما تبادلا الاتهامات بتشويه تصريحاتهما ان لم يكن تزويرها. وقالت كلينتون ان "السناتور اوباما يؤكد باستمرار انني قلت انني ساجبر الناس على الحصول على تأمين صحي سواء كانوا يستطيعون ذلك او لا يستطيعون. وهذا غير صحيح". ورد اوباما ان "السناتور كلينتون اكدت ان خطتي حول التأمين الصحي ستستبعد 15مليون شخص. اعترض على ذلك واعتقد ان لا اساس له من الصحة". كما تبادل اوباما وكلينتون الاتهامات بشأن السياسة الخارجية. وقالت هيلاري كلينتون ان "اوباما هدد الصيف الماضي بقصف باكستان ولا اعتقد انه قرار حكيم". ونفى اوباما ذلك مذكرا بضرورة قصف مواقع تنظيم القاعدة في باكستان حتى بدون موافقة إسلام اباد. واضافت "انني لا اوافقه الرأي عندما يدعو الى لقاء اسوأ المستبدين في العالم بدون شروط مسبقة". وتابعت "اذا اصبحت منافسة جون ماكين (المرشح المرجح للحزب الجمهوري)، فستكون حججي اقوى". واكد اوباما "بشأن اهم قرار في السياسة الخارجية في السنوات الاخيرة وهو الذهاب او عدم الذهاب الى العراق، قلت بشكل واضح جدا انه ما كان يجب علينا الدخول في هذه الحرب". واضاف "في المواضيع الحساسة، حكمي ارفع بكثير من حكم كلينتون او ماكين". وتابع ان "السيدة كلينتون قالت انها ستكون مستعدة (لممارسة السلطة) من اليوم الاول (في البيت الابيض) لكن الوقائع اثبتت انها ستكون مستعدة للخضوع لجورج بوش من اليوم الاول في قضية حساسة"، ملمحا بذلك الى تأييد هيلاري كلينتون في 2002لشن الحرب على العراق. من جهة اخرى، قدم اوباما نفسه على انه "صديق اسرائيل" وحرص على التقليل من اهمية الدعم الذي تلقاه من لويس فرقان زعيم منظمة امة الإسلام. واكد السناتور عن ايلينوي انه لم يسع للحصول على هذا الدعم وانه يدينه. وحتى حول هذه القضية لم يتفق المرشحان. وذكرت كلينتون بانها رفضت خلال حملتها لانتخابات مجلس الشيوخ في العام 2000دعم مجموعة معادية للسامية. وقالت "رفضت هذا الدعم"، موضحة ان "الرفض يختلف عن الادانة". ورد اوباما "اذا كانت كلمة +رفض+ اقوى من كلمة +ادانة+ في نظر السيدة كلينتون، فانني اقول انني ارفض وادين" هذا التأييد. وكانت هذه المناظرة الاخيرة قبل الانتخابات التمهيدية التي ستجرى الثلاثاء المقبل في اربع ولايات بينها تكساس واوهايو. وتحتاج كلينتون بعد احدى عشرة هزيمة متتالية امام خصمها، الى الفوز في هذه العمليات الانتخابية لتتمكن من مواصلة حملتها. وتشير استطلاعات الرأي الى تعادل اوباما وكلينتون في اوهايو وتكساس، مع تقدم طفيف لاوباما في تكساس.