في الشأن العراقي، كتب تولين دالوغلو مقالاً نشرته صحيفة واشنطن تايمز تحت عنوان "هجمات تركيا في العراق"، تحدث فيها عن هجوم القوات التركية على الشمال العراقي لمحاربة قوات حزب العمال الكردستاني الإرهابية، وهي المواجهة التي قد تؤدي إلى صدام بين قوات البشمرجة الكردية والقوات التركية. وقد صرح قادة القوات التركية بأن "الهجمات تستهدف المنظمة الإرهابية، لذا فليس من المتوقع أن تهاجمنا قوات البشمرجة"، وفي الوقت نفسه صرح مسعود برزاني، حاكم كردستان العراق، بأنه "إذا أضرت تلك المصادمات بأي من المواطنين الأكراد... فإن الأكراد مستعدون ولديهم توجيهات بالرد على هذه الاعتداءات". ورغم موافقة الإدارة الأمريكية على الهجوم التركي فقد شددت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس على أن تكون "مدة هذه العمليات العراقية قصيرة كيلا تهدد استقرار تلك المنطقة"، في الوقت الذي صرح فيه الجيش التركي بأن تلك العمليات ستستمر حتى إنجاز مهمتها بنجاح، لكن هذا لا يعني أن هناك توتراً في العلاقة بين الرئيس بوش ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي خابر الرئيس الأمريكي هاتفياً ليطلعه على تفاصيل العملية العسكرية التركية قبل الضلوع فيها، نظراً لاتفاق البلدين على خطورة حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية معادية لتركيا والعراق والولايات المتحدة، ومن ثم اتحادهما في الحرب على الإرهاب. ثم تنتقل الكاتبة إلى الموقف الأمريكي بالعراق حيث أن أمريكا قد لا تكون بصدد خسارة الحرب ولكنها في الوقت ذاته ليست بسبيلها إلى الفوز بها، في الوقت الذي تسعى فيه القوى الإقليمية إلى إقامة علاقات فيما بينها وبين إيران. ورغم أن إيران قد لا تستطيع توحيد شيعة العراق، فقد صاروا تابعين لها بالفعل بعد محاولات إيران عقد العديد من الشراكات في المنطقة، حتى لقد أصبحت اغلب القوى الإقليمية تلعب على الجانبين فتحتفظ بعلاقتها مع أمريكا وفي الوقت نفسه تسعى لعقد تحالفات فيما بينها. ثم تختتم الكاتبة مقالها بقولها إن أهمية الغزو التركي لشمال العراق تكمن فيما قد يعنيه وهو أن دعم أمريكا لهذه العملية سيعلي من شأن تركيا بالمنطقة ويخمد الشكوك حول قدرات الجيش التركي ثاني أقوى جيش في حلف شمال الأطلسي، كما قد يؤمن مخرجاً للقوات الأمريكية من العراق بعد انتهاء الحرب. (خدمة ACT خاص ب الرياض")