في محاولته لإعادة ترتيب المشاهد التراجيدية للعمل والعُمّال والبطالة وحكاية الاستقدام المُثيرة قدّم وزير العمل الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي يوم الأحد 17فبراير 2008م لحشدٍ من قيادات الصحافة وبعض مسؤولي الوزارة صورة إجماليّة قاتمة للمستقبل فيما لو استمر البعض في مقاومتهم غير الشريفة لبرامج السعودة وقتالهم من أجل فتح الأبواب على مصراعيها لتدفّق العمالة الوافدة حتى ولو لم يكن لهم احتياج وعمل فالأرقام تقول إن تعداد مواطني بلادنا بعد عشرين عاماً سيلامس سقف ال(35) مليون إنسان جلّهم من الشباب/الشابات فماذا سنعمل من أجلهم وكيف يُمكن توظيفهم وأرقام الوافدين تتصاعد سنة بعد أُخرى؟؟ لهذا كرر الوزير وطعم المرار يُشكّل مفرداته في ختام ورشة عمل تفعيل الشراكة بين وزارة العمل، ووسائل الإعلام أن قضايا السعودة والاستقدام وتدريب العناصر البشرية وتهيئتها لسوق العمل تتطلب إجماعاً وطنياً ساحقاً والوزارة تسعى بكل جهدها لتحقيق هذا الإجماع. أما لماذا قلت عنها بأنها مشاهد تراجيدية فتأملوا معي الأرقام التالية : @ بلغت نسبة البطالة للسعوديين من الذكور حتى منتصف عام 1428ه (8.30%) وعددهم يفوق (280) ألف عاطل فيما بلغت نسبة الإناث (24.70%)وعددهن أكثر من (165) ألف عاطلة إنما الأمر غير المعقول وجود ( 106) آلاف عاطلة يحملن درجة البكالوريوس..!! @ بلغ إجمالي عدد الوافدين العاملين في منشآت القطاع الخاص حتى نهاية عام 2007م خمسة ملايين و(826.856) وافداً. @ بلغ عدد تأشيرات الاستقدام الصادرة في عام 2007م مليوناً و(702.740) تأشيرة إنما الأمر المخيب للآمال أن هناك أكثر من (51) ألف تأشيرة استقدام من نصيب القطاع الحكومي..!!! أختم هذه السلسلة بنداء من الرجل الأول في الوزارة فاقدة الشعبيّة (حسب رؤيته) يقول فيه :- "إنه في كل مكان من العالم تجد ميكانيكياً شاباً وقد اقام ورشة للسيارات يخدم زبائنه فيها بنفسه ويصلّح سياراتهم بيديه أما في بلادنا العزيزة ففكرة الورشة مرتبطة ارتباطاً عضوياً كاثوليكيّاً بعمّال يستقدمون من الخارج دون أن يعرف مؤهلاتهم وخبراتهم ومعظمهم بلا مؤهلات ولا خبرات يتسلّمون مقاليد الورشة ومصائر سيارات العباد أما "المالك" السعيد فيكتفي بالجولة الشهريّة المعتادة للغرض المُعتاد" ومثله صاحب المطعم والبوفيه وورشة النجارة والبقالات وغيرها ثم يتمنى ويتوعّد بقوله "كل هذه الظواهر السلبيّة الاتكّاليّة يجب أن تختفي من مدننا وقرانا وقبل ذلك يجب أن تختفي من أذهاننا وأرواحنا ويجب أن تختفي تدريجيّاً وطوعاً .. أما إذا لم تنتهِ طوعاً فسوف يكون لنا مع أصحابها "كلام ثاني" أ.ه أقول مازلنا في انتظار ذلك الكلام الثاني و(الميدان ياحميدان)..!