أنقذت مفاوضات "أخيرة" الشاب أحمد عبدالله البحراني من القصاص بحد السيف ظهر أمس في جزيرة تاروت (محافظة القطيف)، وعلى رغم وقوف الجميع في الساحة التي كان من المفترض أن ينفذ فيها حكم القصاص على البحراني الذي قتل ابن خالته رائد درويش قبل نحو خمسة أعوام، إلا أن عفو أولياء الدم عن القاتل جاء في اللحظة الأخيرة بعد تدخل شخصيات دينية واجتماعية حضرت الموقع ووضعت تسوية مرضية لذوي القتيل. واستطاع الشيخ محمد الشبيري، وأحمد منصور الصادق اقناع أم القتيل، وهي خالة القاتل، إذ تمت التسوية بعد أن قبلت دية مادية تسلمتها بعد التوصل لاتفاق وصف ب"المرضي"، وقال الصادق: "كانت اللحظات الأخيرة عصيبة جداً على الجميع، إذ كان التوتر يهيمن على الجميع، خصوصاً أن تنفيذ حكم القصاص على وشك البدء.. ولكن ما شهدناه هو "العفو عند المقدرة"، موجهاً رسالته للجميع قائلاً: "ما حصل أمس في تاروت يعزز قيم التسامح والمحبة في مجتمعنا"، مستدركاً "صحيح ما فعله الشاب خطأ كبير يوجب القتل قصاصاً لكن العفو قد يجعل القاتل يصحح من مسار حياته على اعتبار أنه كتبت له حياة جديدة يجب أن تتسم بالصلاح". ورأى الصادق ان العفو قد يساهم لعودة العلاقة العائلية لمجراها الطبيعي، وقال: "ربما يعوض ابن الأخت على خالته ما فقدت من ابن، خصوصاً أن القتل حدث إثر مشاجرة بين القاتل والمقتول".وروى شهود عيان، تجمعوا في ساحة القصاص أن العفو لم يكن متوقعاً، وقال محمد علي الحماد: "شاهدنا المتوسطين في حل القضية يتحدثون مع أولياء الدم"، و"لم نكن نتوقع أنهم سينجحون، خصوصاً أنهم أطالوا في التفاوض حتى ظننا أن السيف سيكون على رقبة القاتل، وما أفرح الجميع هو التنازل".وفي تفاصيل قضية القتل التي وقعت قبل نحو خمسة أعوام تشاجر القاتل مع أخته التي كانت برفقة خطيبها في السيارة، فقام زوج أخته ليدافع عنها التي ضربت من قبل أخيها، فيما تدخل أخو الزوج الذي تلقى طعنة من قبل القاتل أدت لوفاته متأثراً بالطعنة التي وقعت في مكان مميت من جسم القتيل.