تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله افتتح وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري مساء أمس المؤتمر الثاني لتخطيط وتطوير التعليم والبحث العلمي في الدول العربية تحت عنوان "نحو بناء مجتمع معرفي" والذي تنظمه جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ويستمر لمدة ثلاثة ايام بمشاركة سبعة وزراء للتعليم العالي بالدول العربية. وكان حفل الافتتاح قد بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم.. بعد ذلك ألقى مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد بن صالح السلطان كلمة رحب فيها بالحضور معربا عن فخر الجامعة وتشرفها برعاية خادم الحرمين الشريفين لهذا المؤتمر والذي يمثل منطلقا للوصول إلى رؤى واساليب جديدة لتطوير التعليم والبحث في الدول العربية يؤكد المسؤولية الكبيرة التي تقع على كاهل الأكاديميين والباحثين وصانعي القرار المشاركين في المؤتمر للأخذ بزمام المنهج العلمي الجاد في طرح ومناقشة القضايا الملحة في التعليم والبحث العلمي ومتابعة ما يصدر عنه من نتائج مبتكرة بعيدا عن التوصيات التقليدية. وأبان مدير الجامعة أن الدول العربية حققت توسعا كبيرا في منظومة التعليم في ظل بقاء الحاجة لتعميق مردود التعليم من خلال الارتقاء بمستوى المخرجات واتاحة الفرصة للطلاب والطالبات لشحذ قدراتهم البحثية والتحليلية والابداعية مؤكدا ضرورة مضاعفة الجهود الرامية لتطوير البيئة التعليمية والرفع من الجودة وتعزيز القدرة على الابتكار والابداع وانتاج التقنية وتحسين المواءمة بين التأهيل واحتياجات سوق العمل وزيادة معدلات الانفاق على البحث والتطوير وشحذ الجامعات والمؤسسات التعليمية للمنافسة على المستوى العالمي خاصة في ظل مؤشرات التنمية البشرية وأضاف السلطان أن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عملت على بلورة منهج اكاديمي يتعامل مع الطالب على انه مركز العملية التعليمية ويوظف تقنيات الحاسب والاتصالات لتيسير عمليتي التعليم والتعلم ويجعل التدريب في مؤسسات انتاجية وخدمية ومكونا من مكونات التأهيل الشامل للطلاب موضحا أن الجامعة استثمرت طاقاتها البحثية في تأصيل علاقة شراكة تقنية مع مؤسسات الانتاج والخدمات وانتاج افكار ومعارف جديدة وبناء شبكة اتصالات قوية مع الجامعات ومراكز البحث العالمية وتوفير بدائل جديدة لتمويل التعليم العالي ومن نتائج هذه الجهود امثلة منها المجلس الاستشاري ومشروع وادي الظهران وصندوق دعم البحوث وبرنامج رائد ونوه مدير الجامعة بحرص اللجنة المنظمة للمؤتمر واللجان الفرعية المنبثقة عنها على استقطاب مجموعة متميزة من المتخصصين ذوي الاسهامات المرموقة دوليا وعربيا لاثراء اعمال المؤتمر واستنكر السلطان خلو قائمة الدول المتقدمة في علوم الرياضيات من أي دولة عربية وهذا ما يشحذ الجامعات والمؤسسات التعليمية للمنافسة على المستوى العالمي. وذكر رئيس شركة ارامكو السعودية وكبير إداريها عبد الله جمعة في كلمة الجهات الداعمة ان هناك تحديات تواجه التعليم وهي منافسة جوهر التعليم لكي يكون أساساً تعليمياً قوياً للتعليم المستمر، كذلك زيادة الحرص على تخريج الطلاب من الجامعات ليس بالكمية بقدر ما هو بالنوعية، ليتمكنوا من اجتذاب وإدارة دفة التقدم والتطور، مع استثمار الوقت لأن الجميع في سباق لا يرحم مع الدول الأخرى وشخص جمعة أسباب غياب التطور إلى ضعف التعليم، واضعاً سبعة محاور لضمان التطوير والتقدم منها: تطوير المناهج منها الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية، كذلك استقطاب أفضل الكفاءات العلمية، وتطوير الشراكة البحثية مع الجامعات الأخرى. فيما أكد وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري في كلمته أن التطوير في التعليم والبحث العلمي سيؤدي الى تقليل الفجوة مع الدول المتقدمة أكاديميا وإلي إيجاد جيل من العلماء القادرين على مواجهة التحديات وبين الدكتور العنقري أن انعقاد المؤتمر يأتي استجابة لتحديات قلة التعليم العالي في العالم المتمثلة في زيادة الحاجة للطاقة الاستيعابية للطلب المتنامي على التعليم العالي وتوظيف التقنيات واساليب التعليم الحديثة والقديمة، اضافة الى تحديات جودة ونوعية مخرجات التعليم والمهارات الاساسية التي يتطلبها سوق العمل وقطاع الاعمال وعدد الوزير العنقري عددا من المؤشرات التي تؤيد رأيه على علو مكانة التعليم العالي في المملكة مشيراً الى أن حكومة مملكتنا الرشيدة تولي اهتماماً كبيراً يشهد ما تم تخصيصه في الميزانية الجديدة والذي بلغ 105مليارات ريال للتعليم العام والعالي وتدريب القوى العاملة إضافة لتبرع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمبلغ 36مليون ريال لإنشاء وتجهيز معامل ومختبرات النانو في 3جامعات لحرصه الشديد على مواكبة التقدم التكنولوجي، وما تكريمه لأساتذة الجامعات بمنحهم وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى لحصولهم على براءات اختراع إلا خير دليل على حرصه الشديد لدفع عجلة التعليم وفي نهاية الحفل تم تكريم الجهات الداعمة. ثم افتتح الوزير العنقري الجناح الخاص بمشاريع وزارة التعليم العالي الذي يعد أول معرض يضم جميع المشاريع للجامعات و الكليات المستحدثة في المملكة كما يحوي جناحا خاصا ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.