ارتفاع أسعار الذهب قليلًا    استشهاد 9 فلسطينيين في قصف إسرائيلي لمنزلين في بيت لاهيا والنصيرات    الكويت تدين تصريحات وزير حكومة الاحتلال بشأن فرض السيادة على الضفة الغربية    محمية جزر فرسان.. عودة الطبيعة في ربيع محميتها    الأمم المتحدة : ندعم جهود وقف إطلاق النار في فلسطين ولبنان وكافة مناطق النزاع    من أعلام جازان.. اللواء والأديب إبراهيم الحمزي "رحمه الله "    إطلاق 80 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الأمير محمد بن سلمان    انطلاق المؤتمر الدولي لأكاديميات الشرطة    السعودية الأولى خليجياً وعربياً في مؤشر الأداء الإحصائي    «الرابطة» تُرحِّب بقرارات القمّة العربية والإسلامية    رئيس بولندا يشكر خادم الحرمين وولي العهد    الفرج يقود الأخضر أمام «الكنغر»    «الجناح السعودي».. ينطلق في «الصين الدولي للطيران والفضاء»    إحالة ممارسين صحيين للجهات المختصة.. نشروا مقاطع منافية لأخلاقيات المهنة    إسناد التغذية والنقل ل«جودة الخدمات» بإدارات التعليم    «التقني»: إلغاء إجازة الشتاء وتقديم نهاية العام    وزير الداخلية يرعى حفل جامعة نايف وتخريج 259 طالباً وطالبة    وزير الحرس الوطني يفتتح قمة الرياض العالمية للتقنية الحيوية    في بيتنا شخص «حلاه زايد».. باقة حب صحية ل«أصدقاء السكري»    ماذا لو نقص الحديد في جسمك ؟    الأهلي يطرح تذاكر مواجهته أمام الوحدة في دوري روشن    أمير الرياض يستعرض إنجازات «صحية تطوع الزلفي»    الاتفاق يعلن اقالة المدير الرياضي ودين هولدين مساعد جيرارد    تطوير وتوحيد الأسماء الجغرافية في الوطن العربي    أمير القصيم يطلق مبادرة الاستزراع    سعود بن نايف يستقبل أمين «بر الشرقية»    «سامسونغ» تعتزم إطلاق خاتمها الذكي    الأخضر يحتاج إلى وقفة الجميع    رحب بتوقيع" وثيقة الآلية الثلاثية لدعم فلسطين".. مجلس الوزراء: القمة العربية والإسلامية تعزز العمل المشترك لوقف الحرب على غزة    فوبيا السيارات الكهربائية    «نأتي إليك» تقدم خدماتها ب20 موقعًا    المنتخب السوداني يسعى لحسم تأهله إلى أمم أفريقيا 2025    يأخذكم في رحلة من الملاعب إلى الكواليس.. نتفليكس تعلن عن المسلسل الوثائقي «الدوري السعودي»    "الحج المركزية" تناقش موسم العمرة وخطط الحج    «طريق البخور».. رحلة التجارة القديمة في العُلا    السِير الذاتية وتابوهات المجتمع    أحمد محمود الذي عركته الصحافة    وفاء الأهلي المصري    للإعلام واحة    إضطهاد المرأة في اليمن    يسمونه وسخًا ويأكلونه    نقلة نوعية غير مسبوقة في خدمة فحص المركبات    ولادة أول جراء من نمس مستنسخ    «الغذاء»: الكركم يخفف أعراض التهاب المفاصل    التحذير من تسرب الأدوية من الأوعية الدموية    الرهان السعودي.. خيار الأمتين العربية والإسلامية    أسبوع معارض الطيران    السعودية وقضايا العرب والمسلمين !    جمعية يبصرون للعيون بمكة المكرمة تطلق فعاليات اليوم العالمي للسكري    إطلاق 80 كائنا فطريا مهددا بالانقراض    نائب الرئيس الإيراني: العلاقات مع السعودية ضرورية ومهمة    أمير الجوف يرأس اجتماع اللجنة العليا لدعم ومساندة تنفيذ المشروعات بالمنطقة للربع الثالث 2024    التوقيع على وثيقة الآلية الثلاثية لدعم فلسطين بين منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي    الرئيس السوري: تحويل المبادئ حول الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان إلى واقع    الأمر بالمعروف بجازان تفعِّل المحتوي التوعوي "جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة التطرف والإرهاب" بمحافظة بيش    اطلع على مشاريع المياه.. الأمير سعود بن نايف يستقبل أعضاء الشورى المعينين حديثاً    أمير الرياض يطلع على جهود الأمر بالمعروف    مراسل الأخبار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك: العلاقات السعودية - المصرية ركيزة أساسية للعمل العربي
في حديث لرئيس التحرير غداة زيارته إلى المملكة ولقائه الملك عبدالله
نشر في الرياض يوم 24 - 02 - 2008

وصف الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية العلاقات المصرية - السعودية بأنها راسخة وتمثل ركيزة أساسية للعمل العربي المشترك.
وقال الرئيس مبارك في حديث ل "الرياض" لمناسبة زيارته إلى المملكة اليوم (الأحد) إن هذه الزيارة تأتي في سياق التنسيق والتشاور بين القاهرة والرياض والجهود التي تبذلها قيادتا البلدين الشقيقين في هذه المرحلة الصعبة التي تشهدها المنطقة العربية.
وأعرب الرئيس مبارك عن تشاؤمه إزاء الوضع في الأراضي الفلسطينية حيث تتعمق الخلافات بين حركتي (فتح) و(حماس) مشيراً إلى أن أحداث غزة العام الماضي انعكست سلباً على وحدة الصف الفلسطيني ومعاناة شعب فلسطين وقضيته العادلة.
وفي هذا الصدد أكد الرئيس المصري على الدور الأميركي في دفع عملية التفاوض بين السلطة و(إسرائيل) لتحقيق رؤية الرئيس جورج بوش.
ودعا الرئيس مبارك إلى تعزيز التضامن العربي والالتزام بتحقيق توافق عربي حول قضايانا ومشكلاتنا بعيداً عن أي أجندات أو تدخلات تأتي من خارج منطقتنا العربية.
وتطرق الرئيس مبارك في حديثه ل "الرياض" الذي تنشره "الأهرام" اليوم بالتزامن إلى الواقع الاقتصادي في مصر مؤكداً على ضرورة تحرير الاقتصاد وتشجيع القطاع الخاص بعيداً عن معطيات ترجع إلى ستينات القرن الحادي والعشرين.
وقال إن مصر أصبحت الآن منطقة جاذبة للاستثمارات حيث تشهد الاستثمارات السعودية والكويتية والإماراتية ارتفاعاً مطرداً "ونحن نرحب بها ونقدم لها التسهيلات ونذلل ما تواجهه من عقبات.." وأعرب عن تفاؤله بانعقاد القمة الاقتصادية الأولى في الكويت الشقيق مطلع العام المقبل. وقال إن الطريق إلى السوق العربية المشتركة هو التدرج على نحو ما شهدته التجربة الأوروبية مشيداً بتجربة مجلس التعاون الخليجي في هذا المجال.
وقال الرئيس مبارك "إن المهم هو أن نعزز التجارة البينية بين الدول العربية ونفعل دور الجامعة العربية ومجلس الوحدة الاقتصادية".
وعن مكانة مصر العلمية قال الرئيس مبارك إن مصر تسعى الآن لمواءمة قاعدة التعليم والبحث العلمي في مصر مع المعايير العالمية للجودة.
وحول التجاوزات الإعلامية والضوابط لمنعها قال الرئيس مبارك إن الحرية حق والتزام ولا تعني التجريح أو التشهير ويبقى العنصر الأهم وهو ضمير الكاتب والإعلامي ومدى التزامه بأخلاقيات مهنة الصحافة والإعلام.
وهنا نص حديث الرئيس مبارك لرئيس التحرير:
علاقات راسخة
بين مصر والمملكة
@ سيادة الرئيس: ما أبعاد التنسيق السعودي المصري لمعالجة مشاكل المنطقة؟
- العلاقات المصرية السعودية علاقات راسخة وتمثل ركيزة أساسية للعمل العربي المشترك، وهناك حرص مشترك على مواصلة التشاور والتنسيق إزاء أزمات ومشاكل الشرق الأوسط - وما أكثرها - دفاعا عن قضايا ومصالح عالمنا العربي والإسلامي.
زيارتي المقبلة للمملكة تأتي في سياق هذا التشاور والتنسيق بين القاهرة والرياض، والجهود المشتركة التي أبذلها وأخي خادم الحرمين الشريفين في هذه المرحلة الصعبة التي تشهدها المنطقة العربية.. خاصة على الساحتين الفلسطينية واللبنانية.
حصار غزة
@ سيادة الرئيس: تحملتم وبصورة إنسانية حل مشكلة الحصار المفروض على غزة كيف يمكن تلافي تكرار ذلك؟
- اتصالات مصر لا تنقطع من أجل رفع الحصار وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، ونواصل جهودنا مع كافة الأطراف بما في ذلك اسرائيل والاتحاد الاوروبي والسلطة الفلسطينية للعودة الى اتفاق المعابر السابق التوصل اليه عام 2005، ونواصل جهودا مماثلة لوقف اجراءات العقاب الجماعي والممارسات الاسرائيلية في غزة والضفة الغربية التي تعاني هي الأخرى من سياسات الاغلاق والحواجز والاجتياح والاعتقالات.
هذه الجهود والاتصالات تستهدف وضع اسرائيل امام مسؤوليتها باعتبارها قوة الاحتلال، كما تستهدف وضعها وباقي اطراف الرباعي الدولية امام مسؤوليتهم في متابعة التفاوض مع السلطة الفلسطينية حول قضايا الوضع النهائي للتوصل لاتفاق سلام يحقق تطلع الشعب الفلسطيني لقيام دولته المستقلة.
الوضع الفلسطيني لا يدعو الى التفاؤل
@ سيادة الرئيس: عرضتم فرصة المصالحة بين (فتح) و(حماس)، الى أي مدى تعتقدون إمكانية إنجاح ذلك؟
- للأسف الوضع لا يدعو للكثير من التفاؤل.. فكلا الجانبين يتمسك بموقفه.. استيلاء حماس على غزة شهر يونيه الماضي أدى لتعميق الخلافات فيما بينهما.. مصر حاولت جمع شمل فتح وحماس وباقي الفصائل الفلسطينية عبر ثلاثة اجتماعات استضافتها القاهرة شهر مارس عام 2005، وبذل أخي خادم الحرمين جهوداً مماثلة أسفرت عن (اتفاق مكة)، ثم جاءت أحداث غزة العام الماضي على نحو يدعو للأسف نظراً لانعكاساتها السلبية على وحدة الصف الفلسطيني ومعاناة شعب فلسطين وقضيته العادلة.
المطلوب صدق الالتزام بقرارات القمة العربية
@ سيادة الرئيس: استضافت القاهرة أكثر من اجتماع عربي، وبالذات على مستوى وزراء الخارجية، لحل كثير من المشاكل خاصة الوضع في لبنان وفي فلسطين، ما هو تصوركم لدور التضامن العربي لحل هذه المشاكل؟
- الجامعة العربية هي مظلة العمل العربي المشترك، وليس امام العرب إلا تعزيز تضامنهم في مواجهة ما تشهده المنطقة من أزمات وتحديات.. ولن يكتمل تحقيق هذا التضامن سوى بالالتزام بتحقيق توافق عربي حول قضايانا ومشكلاتنا بعيدا عن أي أجندات او تدخلات تأتي من خارج منطقتنا العربية.. ينطبق ذلك على التطورات في لبنان وفلسطين وغيرهما مما تشهده المنطقة من أزمات.. المطلوب ايضاً هو صدق الالتزام بتنفيذ ما نخلص اليه من قرارات في إطار العمل العربي المشترك.. وزراء الخارجية العرب اتفقوا على مبادرة عربية حول الاستحقاق الرئاسي في لبنان.. باتت هي المبادرة الوحيدة المطروحة بعد فشل العديد من المبادرات التي جاءت من خارج المنطقة.. وبدلاً من المضي في تنفيذها ضاع الكثير من الوقت في محاولة تفسيرها وتحميلها بأكثر مما تطيق.
الدور الأميركي مهم لدفع
مفاوضات السلام
@ سيادة الرئيس: توقيع مصر معاهدة سلام مع اسرائيل لم يقلل من دورها في رعاية الفلسطينيين والسعي نحو حل نهائي.. في الجانب الآخر هل تتوقعون موقفا غربيا وأمريكيا بالذات يدفع بإسرائيل نحو سلام شامل؟
- موقف مصر من قضية فلسطين والشعب الفلسطيني لا يحتمل المزايدة.. أما عن جهود السلام فإن الأقوال تصدقها الأفعال.. وأنا أتمنى مخلصا ان يتوصل الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي لاتفاق سلام في غضون العام الحالي كما وعد بذلك الرئيس الامريكي بوش خلال جولته الأخيرة بالمنطقة.. لكن الأمر يقتضي انخراطا جادا من الولايات المتحدة وباقي اطراف الرباعية الدولية في عملية التفاوض الصعبة حول قضايا الوضع النهائي.. هناك مؤشرات على تحقيق تقدم بطئ بين فريقي التفاوض لكن المتابعة - خاصة من الجانب الامريكي - هامة وضرورية لتذليل ما يتعرض المفاوضات من صعاب. الإصلاح الاقتصادي في مصر
@ سيادة الرئيس: ما هي أبعاد الاستراتيجية المصرية لتحقيق مستويات أفضل للواقع الاقتصادي في مصر خصوصاً أن هناك مؤشرات جيدة؟
- تتمثل استراتيجية مصر في مواصلة تحرير الاقتصاد واستكمال مقومات انفتاحه على الاقتصاد العالمي وتعزيز قدرته على المنافسة في الأسواق الدولية.. تحرير الاقتصاد وتشجيع القطاع الخاص واعادة تعريف دور الدولة صار توجها عالميا حقق الكثير من الإنجازات لدول عديدة.. لا يمكننا التعامل مع معطيات القرن الحادي والعشرين بنظريات وأفكار ترجع إلى ستينيات القرن الماضي تخلى عنها من طرحوها وروجوا لها على اتساع العالم. سياسات وبرامج الإصلاح الاقتصادي طالت قطاعات الضرائب والجمارك والقطاع المصرفي، وتحديث وتطوير قطاعات الإنتاج والخدمات والبنية الأساسية.. هذه السياسات أسفرت عن تحسن ملموس في المناخ الجاذب للاستثمار المصري والعربي والأجنبي، وعن معدلات مرتفعة للنمو الاقتصادي.. التركيز الآن ينصرف للمحافظة على هذه المعدلات المرتفعة للاستثمار والنمو وإتاحة فرص العمل، مع تركيز خاص على الأبعاد الاجتماعية تحقيقاً للعدل الاجتماعي في توزيع ثمار النمو والتنمية على محافظات مصر وبين أبنائها.
نواجه الإرهاب بمجتمع متماسك
@ سيادة الرئيس: حافظت مصر على سلامة وحدة مجتمعها، لكن الإرهاب ظاهرة عالمية وهو في مصر أقل خطراً.. كيف هي سيطرة الدولة هنا على خروقات التطرف؟
- مصر تعرضت لمخاطر الإرهاب قبل غيرها وقبل أن يتحول لظاهرة عالمية لم يعد أحد محصنا من مخاطرها.. عندما دعوت في الثمانينيات لمؤتمر دولي حول التصدي للإرهاب اعتبرت بعض الدوائر الدولية أن هذه الدعوة تعكس انشغالاً مصرياً بمخاطر لا تمثل هاجساً أمنياً لهذه الدول.. فكيف الحال الآن وقد أصبح الإرهاب خطراً على الجميع؟
تعامل مصر الحازم مع مخاطر الإرهاب يعكس الاقتناع بأن الاستقرار هو متطلب لا غنى عنه لمواصلة جهود التنمية من أجل مستقبل أفضل.. ونحن في ذلك مثل غيرنا من دول العالمين المتقدم والنامي على السواء.. ونرى حولنا أمثلة عديدة في منطقتنا وخارجها لما يمكن أن يؤدي إليه الاضطراب وزعزعة الاستقرار من مخاطر وأزمات واستنزاف للأرواح والثروات.
نحمد الله أن مصر تواجه الإرهاب بمجتمع متماسك، وبنهج يتجاوز الأبعاد الأمنية لمحاصرة الإرهاب إلى أبعاد أخرى عديدة تنشر الوعي بمخاطره، وتحاصر التطرف باعتباره الطريق الذي يؤدي إلى الإرهاب.
الاستثمار الخليجي في مصر
والسوق العربية المشتركة
@ سيادة الرئيس: لدى مصر قابلية كبيرة لاستيعاب رؤوس أموال الاستثمار العربي في مجالات عديدة أبرزها السياحية والمصرفية وإعمار المجتمعات والاستثمار العقاري والزراعي والصناعي.. إلى أي مدى توفر النجاح لتعزيز التعاون الاقتصادي العربي وصولاً إلى سوق عربية مشتركة؟
- مصر بحجمها السكاني تمثل سوقاً استهلاكياً كبيراً، كما أنها تمثل منفذاً لتصدير منتجات عديدة من خلال اتفاقات التجارة الحرة وما توفره من مزايا تفضيلية للسوق الأوروبية ومنطقة تجمع (كوميسا) في إفريقيا، ومع تركيا والولايات المتحدة.. كل ذلك يطرح مناخاً جاذباً للاستثمارات في مشروعات تتوجه منتجاتها للسوق المصرية والأسواق الخارجية، وقد أدى تحسن المناخ الجاذب للاستثمار لارتفاع تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية المباشرة من نحو 3مليارات دولار سنوياً منذ 5سنوات إلى أكثر من 11مليار دولار سنوياً في الوقت الحالي.. انظر الى الاستثمارات السعودية والإماراتية والكويتية - على سبيل المثال - وكيف تشهد زيادات مطردة نرحب بها ونقدم لها التسهيلات ونذلل ما تواجهه من عقبات.
أما عن السوق العربية المشتركة فإن الطريق إليها هو التدرج على نحو ما شهدته التجربة الأوروبية منذ الخمسينيات، وعلى نحو ما تشهده حاليا التجربة الناجحة بمجلس التعاون الخليجي.. نبدأ بمنطقة فاعلة للتجارة الحرة ثم نطورها إلى اتحاد جمركي ثم نرتقي بها لتصبح سوقاً مشتركة بحق.. المهم أن نعزز التجارة البينية فيما بين الدول العربية ونفعّل دور الجامعة العربية ومجلس الوحدة الاقتصادية.. وأنا متفائل بانعقاد القمة المصرية الاقتصادية الأولى بالكويت الشقيق مطلع العام المقبل.. وأثق أنها ستمثل خطوة واسعة على هذا الطريق.
مواءمة قاعدة التعليم
والبحث العلمي في مصر مع العصر
@ سيادة الرئيس: قمتم مؤخراً بتسليم جوائز تقدير علمية في تخصصات عديدة خلال احتفالكم بعيد العلم الماضي.. ومصر من الدول العربية ذات الاهتمام المبكر بدراسات العلوم.. كيف يمكن تعزيز قدرات مصر بهذا المجال؟
- العالم يشهد طفرة غير مسبوقة في العلوم والمعارف لابد أن نواكبها في مصر والعالم العربي.. لدينا في مصر قاعدة من الجامعات ومراكز الأبحاث وضعنا أسسها منذ مطلع القرن الماضي.. وثروة هائلة من العلماء والباحثين منذ الدكتور مصطفى مشرفة وحتى الدكتور أحمد زويل.. تغلبت اعتبارات التوسع في هذه القاعدة لسنوات طويلة لمواجهة الزيادة السكانية، ونحن الآن نسعى لمواءمة قاعدة التعليم والبحث العلمي في مصر مع المعايير العالمية للجودة.. واتخذنا تحقيقاً لذلك خطوات عديدة كان آخرها إنشاء (المجلس القومي للعلوم والتكنولوجيا) الذي يضم بعضاً من خيرة علماء مصر في الداخل والخارج، وبعضا من ممثلي رجال الأعمال والمجتمع المدني تأكيداً لدورهم في تطوير العلم والبحث العلمي.
التجاوزات الإعلامية في عصر
السماوات المفتوحة
@ سيادة الرئيس: في مصر أجواء حرية واسعة تفردت بها بشكل ملحوظ، لكن ما هي ضوابط منع التجاوزات الإعلامية التي تؤثر سلباً في توجهات الرأي العام؟
- حرية الرأي والتعبير والصحافة مكفولة ولا رجوع عنها.. هناك أكثر من (500) مطبوعة تطرح بانتظام على القارئ المصري.. وهناك الصحف القومية والمستقلة والمعارضة.. وهناك العديد من الفضائيات في عصر السموات المفتوحة.. القارئ والمشاهد المصري ذكي ويعرف الفارق بين النقد الموضوعي والتجاوزات.. الحرية حق والتزام.. ولا تعني التجريح أو التشهير أو توجيه الاتهامات دون سند أو دليل.
هناك ضوابط تتمثل في ميثاق الشرف الصحفي والمجلس الأعلى للصحافة ونقابة الصحفيين.. وهناك اللجوء الى القضاء.. لكن العنصر الأهم يظل في النهاية هو ضمير الكاتب والإعلامي ومدى التزامه بأخلاقيات مهنة الصحافة والإعلام.
تحرير الاقتصاد وتشجيع
القطاع الخاص
@ سيادة الرئيس: ضمن معطيات هذا العصر هناك رؤية اقتصادية ترى أن أموال القطاع الخاص رافد مهم في دعم الاقتصاد الوطني، ومن ثم تتبنى سياسة إشراك هذا القطاع في مؤسسات الدولة، إلى أي مدى استطاعت مصر أن تدفع بالقطاع الخاص إلى مشاركة فاعلة؟
- الدولة والقطاع الخاص والمجتمع الأهلي هم أضلاع ثلاثة في الشراكة المطلوبة في أي مجتمع.. ولكل مسؤوليته ودوره في دفع المجتمع إلى الأمام.. سياسات الإصلاح الاقتصادي في مصر استهدفت تحرير الاقتصاد وتشجيع القطاع الخاص.. استثمارات القطاع الخاص باتت الآن تمثل الجانب الأكبر في تنفيذ مشروعات قطاعيء الإنتاج والخدمات.. التحسن الملموس والمطرد في مناخ الاستثمار ساهم في تحقيق ذلك.. هذه الاستثمارات والمشروعات تتيح المزيد من فرص العمل وتفتح أبواباً للرزق والحياة الكريمة.. نجاح أى مشروع لا يحقق مصالح المستثمر وحده وإنما مصالح كافة العاملين فيه من موظفين وعمال.. وبالإضافة لهذا الدور المهم للقطاع الخاص على الصعيد الاقتصادي.. هناك دور اجتماعي مواز للقطاع الخاص يتضافر مع دور الدولة ومنظمات المجتمع الأهلي للنهوض بالمجتمع وتعزيز الاهتمام بالأبعاد الاجتماعية للإصلاح والتنمية.. هذا الدور المهم كان من وراء إنشاء مؤسسات مصرية عريقة منذ بدايات القرن الماضي مثل (جامعة القاهرة) و(مبرة محمد علي) و(مستشفى المواساة).. وغيرها.
البرنامج النووي المصري
@ سيادة الرئيس: بدأت مصر في طرح مناقصة لبناء أول مفاعل نووي في مصر، وهي خطوة تعود بمردودها على الحياة الاقتصادية والعلمية داخل منظومة الدول العربية كلها، ما هو تصوركم لمستقبل هذا البرنامج؟
- مصر لها برنامجها للاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية منذ ستينيات القرن الماضي.. أوقفنا هذا البرنامج بعد حادث (شيرنوبل) وقررنا العودة إليه العام الماضي توفيراً للاحتياجات المتزايدة من الطاقة التي تتطلبها عملية التنمية، وحفاظاً على حق أجيال المستقبل في ثروتنا من مصادر الطاقة الناضبة المتمثلة في البترول والغاز.. وساعد على اتخاذ هذا القرار ما تحقق من تقدم في تكنولوجيا (الأمان النووي) منذ حادث شرنوبل في الثمانينيات.
أثق أن إحياء هذا البرنامج القومي سيمضي في مصر على الطريق الصحيح، كما أثق أن منظومة العمل العربي ستشهد تعاونا في هذا المجال المهم تنفيذاً للقرار الذي اعتمده الزعماء العرب في (قمة الرياض) العام الماضي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.