يبدو أن درجات ومعدلات الطلبة والطالبات لدينا أبت إلا أن تسير مع درجات الحرارة في التسعينات طبعاً بالمقياس الفهرنهايتي، سألت مرة طالباتي وكان عددهن قد تجاوز الخمسين طالبة. سألتهن: من منكن تقديرها أقل من 90%؟ ولم ترفع أي طالبة يدها. وهذا يدل على أن كل الطالبات ما نسبته 100% معدلهن في الثانوية العامة كان في التسعينات كيف يحصل ذلك؟ وعلى ماذا يدل؟ أكيد أن هناك إجابة إما أننا شعب فوق العادي ومتفوق جداً جداً. أو أن هناك تلاعباً في الدرجات وعدم دقة في نظامنا التربوي وطريقة التقييم، لدرجة أن ما قبل التسعين لا يدخل في حسابنا وقد اغفل وأهمل وتقلصت لدينا المائة إلى عشر درجات فقط. نقبل على أساسها الطلبة والطالبات في جميع التخصصات. في أيامنا كان من يحصل على 94% أو 96% يقبل في كليات الطب. والآن أقسام وتخصصات مثل علم النفس والتربية الخاصة ورياض الأطفال لا تقبل من يتقدم للالتحاق بها إلا بمعدل لا يقل عن 94% وطبعاً هذه أقل نسبة للقبول ولاحظوا معي أن الباقي على معدل 100% فقط 6% ينتشر في هذه الخانة الضيقة الطلبة والطالبات ممن هم في مستوى مقبول وجيد وجيد جداً وممتاز ممن كان المفروض أن يتوزعوا من الستينات وما فوق. لدرجة أن بعض المدارس الخاصة تنشر نتائج طلبتها وطالباتها وقد حققوا نسبة 100%. بل إن بعضاً من هذه المدارس تشترط على معلميها ومعلماتها أن ينجح جميع من يقومون بتدريسهم. على طريقة "ادفع نخدمك" .. إن تعويد بناتنا وأبنائنا على هذه المعدلات المرتفعة لا تضر مخرجات التعليم فقط، بل تؤثر في شخصياتهم. قبل يومين وقفت طالبتان على باب مكتبي اعطيت إحداهما تقدير جيد جداً مرتفع. والأخرى ممتاز ودار جدل بيني وبينهما حول نقص درجاتهما فمن حصلت على جيد جداً مرتفع تطالب بالحصول على تقدير ممتاز. ومن حصلت على ممتاز تريد ممتاز مرتفع. وحاولت اقناعهما بأن درجاتهما هي ما تستحقه كل واحدة منهما، ولكن دون جدوى، ولا عتب على بناتنا وأبنائنا ما دمنا قد قررنا إدخالهم في رفاهية وسخاء الدرجات. وللحديث بقية.