السفير عبدالغني عوض الكريم نائب السفير السوداني في تشاد تحدث عن تصعيد وتوتر العلاقات بين تشاد والسودان والاتهامات المتبادلة، مشيراً إلى أن العلاقات تمر بتوتر حالياً بسبب استمرار النزاعات رغم اتفاقيتي (الرياض وطرابلس)، ورغم اننا لجأنا إلى ليبيا واريتريا لايجاد مخارج اخرى، للاسف اللقاء الاخير غابت عنه تشاد ولم تحضر ولا شك ان هناك اتهامات متبادلة.واضاف السفير عبدالغني انه يوجد هناك معارضة سودانية في تشاد يتم استيعابهم، ولا نريد المواجهة الحربية بين بلدينا ففيها خسارة كبيرة للبلدين ولكن من حقنا الدفاع عن انفسنا، ونتمنى ان تحل المشاكل حيث عناصر التفاهم متوفرة. وعن قرب وصول القوات الاوروبية للعمل على الحدود بين البلدين قال ان هذه القوات إذا بقيت في الاراضي التشادية ولم تقترب من حدودنا فليس هناك اشكالية، اما بشأن دارفور وحسب اتفاق ابوجا فقد نفذنا اتفاقية المشاركة في الحكم والثروة والخطوة الثانية اكتمال ملفات السلام وتشكيل انتخابات ديمقراطية، وفي عام 2009م ستجرى الانتخابات وليس صحيحاً ان القوات السودانية تهاجم معسكرات اللاجئين والعاملين في المنظمات الدولية و"الهجين" انها معلومات غير صحيحة صيغت بعناية وتهدف لاستراتيجية معينة وهم الذين يحاولون التمييز بين العربي والافريقي واحب اطمئنكم ان الوضع الأمني في دارفور جيد لكن مفهوم التنمية غائب، وهذه المعلومات تصور النزاع بشكل مخل وتساعد على اذكاء العداء بين الاديان والاعراق ولا تتحدث عن المشاكل وبدلا من التحاور الايجابي تصوره بصيغة السيئ وتثير الصراع ونطالب باغاثة انسانية للمواطنين وتقديم المساعدات للهجين ولله الحمد تمكنا من انتاج البترول والاستغناء عن الاستيراد، واكرر النفي القاطع لوقوع اي حادثة بمعسكر للاجئين. ويختم نائب السفير السوداني في تشاد حديثه للوفد الصحفي بقوله انه كما في تشاد لاجئون من السودان ففي السودان ايضاً اربعة ملايين لاجيء وسوف تذهبون للمناطق الحدودية ومخيمات اللاجئين وستلتقونهم وتعرفون الاوضاع على حقيقتها وليس لدينا مانع من السماح لكم بزيارة مخيمات اللاجئين في دارفور متى اردتم. ضغط اللاجئين على تشاد من جانبه يرى المتحدث الرسمي لوزارة الاعلام التشادية آدم اوداعة ان الحرب اثرت على شرق البلاد واوقعت اكثر من 240الف لاجئ في تشاد تركوا بلادهم بسبب الحرب ومطاردتهم من قبل الجنجويد والمنظمات الدولية تقوم برعايتهم، ونتمنى ان ينتهي النزاع وتتوقف الحرب لان دارفور قريبة من الحدود التشادية وهناك تأثير على اقتصاد البلاد وعودة اللاجئين إلى مناطقهم وعودة الأمن إلى بلادنا مطلبنا ولقد رحبنا في تشاد باللاجئين وساعدناهم حتى وصول المنظمات العالمية. ويرى اوداعة ان الاعلام العربي قصّر في مشكلة اللاجئين والقوى الاوروبية ستحسن الوضع الأمني وتلك القوات ستأتي ليس لحماية النظام أو الحكومة ولكن لحماية اللاجئين والمنظمات الدولية، وكما تعلمون ان تشاد دولة ضعيفة الموارد وقليلة السكان ولدينا 240الف لاجئ من دارفور و 45ألف لاجيء من افريقيا الوسطى و 180الف تشادي نازحين بسبب مطاردة الجنجويد لهم وطردهم من ديارهم (أبشه) مقر المنظمات الدولية وحتى نذهب إلى الحدود التشادية - السودانية للوقوف على أحوال اللاجئين تم توفير طائرة مروحية سعة ثمانية ركاب وبقائد واحد فكانت محطتنا الأولى مدينة أبشه والتي تبعد ساعتين وثلاثين دقيقة بالطائرة عن العاصمة (نجامينا) ومنها يتم السماح لنا بالانتقال الى مخيمات اللاجئين بعد موافقة الشرطة المحلية لم نجد مسكنا للنوم جميعا فكان لزاماً علينا أن نتوزع في مبان مستأجرة كل اثنين في مبنى في الصباح لنغادر بالطائرة الى (جوزبيضة) على بعد ساعة بالطائرة والهدف الأساسي من الزيارة لوجود أكبر المخيمات للاجئين والنازحين فيها وتعتبر أبشه أخطر المدن التشادية لقربها من معسكرات المتمردين التشاديين الذين يتعرضون للمدينة كلما سنحت لهم الفرصة مما جعل الجيش التشادي يكثف جهوده فيها كما هو الحال في (جوز بيضة) التي تأوي آلاف الجنود وأغلبهم من صغار السن الذين تم تجنيدهم للدفاع عن المدينة ومخيمات اللاجئين من هجمات المنتمردين وفور وصولنا (جوز بيضة) حطت بنا الطائرة في مطار ترابي صغير تحيط به الأشجار الكثيفة وتفاجأنا بأن الطيار عاود الصعود بعد أن قارب على الهبوط وبسؤاله أفاد بأنه يجب أن يتأكد من صلاحية المدرج الترابي للهبوط وليتأكد أيضاً أن المطار مهيأ أمنياً وليس مطارا وهميا للمتمردين، وعند نزولنا استقبلنا عدد من السيارات التابعة لمفوضية اللاجئين تحت حماية مشددة حتى وصلنا إلى مدينة (جوزبيضة) على بعد 15كم عن المطار ولعدم وجود فنادق تم إسكاننا في مقر برنامج الغذاء العالمي أما وجبات الطعام الثلاث علينا أن نذهب لتناولها في مبنى مفوضية اللاجئين. سلطان جوزبيضة وسبب استقالته توجهنا الى منزل سلطان (جوزبيضة) سابقاً الشيخ سعيد ابراهيم والذي قدم استقالته ليحل بديلاً عنه ابنه ابراهيم ومنصبه شرفي من قبل الدولة وله مكانته السلطوية المدنية والذي رحب بي وزميليّ من جريدة الحياة اللندنية وجريدة الرأي الكويتية قائلاً أنتم أول صحفيين عرب يزورون مدينتنا ونحن فرحين بمجيئكم ونأسف أن مجيئكم جاء بعد أربع سنوات من وصول اللاجئين الى بلادنا ولم نجد اخواننا العرب والمسلمين في منطقتنا لرؤية الحالة الصعبة التي نعيشها لقد تأخرتم كثيراً علينا لماذا؟ ندين بدين الإسلام ولدينا ثقافة عربية وحضارة عربية ومع ذلك غابت منظمات الإغاثة العربية والإسلامية وتركت للمنظمات الأجنبية الفرصة وأتاحت لهم عمليات التنصير في ظل غياب إسلامي لما يهدد بمخاطر التنصير تحت غطاء المساعدات ويضيف قائلاً: تنازلت عن سلطة إقليم دارسيرا والذي يضم 9مراكز إدارية وخمس محافظات هي جوزبيضة وأدي كولوي ومقرورو وبحر أزون وقونقروتيسي ويبلغ سكانها 300ألف نسمة وعاصمة الاقليم جوزبيضة وحدودنا مع السودان تتراوح ما بين 30- 80كم وسبب تنازلي عن سلطان الإقليم يعود لتدخل السياسة في الشؤون القبلية وقبل عامين أحرق الجنجويد القرى وقتلوا الأطفال ونهبوا مال الأهالي وسببوا النزوح. ويعترف السلطان بوجود مشاكل بين النازحين واللاجئين لكن يقول نحن تربينا مع العرب ولدينا احد عشر من مشايخ العرب موجودون مع قبيلتنا وعلاقاتنا من مئات السنين ولكن الأمور السياسية بين البلدين هي سبب المشاكل ولم يعد المشايخ قادرين على حلها لأنها أصبحت مشكلة سياسية وليست مشكلة تقليدية كما كان يحصل في السابق ونقوم بحلها وهذا سبب استقالتي لأننا جيران ونحن مع بعضنا منذ مئات السنين ونتحول إلى حروب ولا يوجد اتصال بين الجماعات وكسلطان ليس لدي القدرة وتمنينا أن يكون اللقاء القبلي هنا ولست خائفاً من القبائل السودانية ولدينا علاقات وصداقة ونسب وأصبحنا مكتوفي الأيدي كيف يحصل القتال بيننا؟!! ويرى أن الحل ممكن بالحلول التقليدية التي أصبحت صعبة بدخول دول أخرى وتصعيدهم للوضع بين البلدين وللأسف السودان يصدر مشاكله إلى تشاد وكذلك تشاد تصدر مشاكلها إلى السودان والأهالي هم الضحية وتدفع قبائل الداجو والمساليت الضريبة والمساعدات العالمية للاجئين والنازحين لا تكفي وحقيقة لا يوجد لدينا أحد سواء من تشاد أو من السودان والقوات الأوروبية مفيدة للسكان ليشعروا بالأمن فليس لدى تشاد القوة التي تستطيع حماية حدودها. ويضيف بالرغم من القسم أمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في اتفاق الرياض إلا أننا لم نر تطبيقاً لقرارات الاتفاق؟ كذلك لماذا الحكومة التشادية تستهدف قبائل الداجو وهذا سبب آخر استقلت لدحر الظلم الذي رأيته حتى الحكومة التشادية كانت تثير الفتنة بين القبائل والمتمردين من جميع القبائل ،وكانوا سيطروا على جوزبيضة قبل شهر رمضان ولم يفعلوا بالسكان شيئاً ولم يهاجموا أحداً فقط دخلوها وخرجوا في نفس اليوم وللأسف المنظمات الدولية لم تعمل طرقا أو بنية تحتية أو مستشفيات فقط الصرف على مخيمات اللاجئين ونحن الآن نعيش الوضع الذي يعيشه الدارفوريون من حيث الأمن ولدينا أقارب في دارفور صعب التواصل بيننا حتى القوات الأوروبية ستجد صعوبة في توفير المياه والتهديدات من المتمردين من البلدين ونناشد اخواننا العرب بالتدخل ومساعدتنا.. نحن ندين بالإسلام ونتكلم العربية وعاداتنا عادات عربية. غداً.. الحلقة الثالثة "الرياض" تنقل معاناة اللاجئين والنازحين ومناشدتهم المنظمات العربية بمساعدته