في لقاء فضائي هذا الأسبوع بدأ السيناريست "أسامة أنور عكاشة" محقوناً بالغضب وهو يتحدث عن الأعمال الدرامية المصرية التي باعت نفسها لمال الإنتاج الخليجي الذي غزاهم في عقر دارهم.. وفي المقابل اعترف بكل صراحة أن الدراما السورية تزايد مدها الناجح لدرجة أنها سحبت البساط من تحت الدراما المصرية . وفي ندوة سابقة بُثت في الفضائية السورية رأيت بعض الفنانين السوريين معترضين على استيلاء مال الإنتاج الخاص - وأهمه الخليجي - على أعمالهم الدرامية، ورفضوا الاعتراف بتلك الأعمال تحت مسمى "أعمال سورية" - رغم نجاحها - لأنها ممولة من مال خارجي وليس سورياً ! إذاً.. الهَمّ واحد.. الكل معترض وليس راضياً.. والمتهم الأول والأخير هو "مال الإنتاج الخليجي" ! والسؤال هو: مادام هذا المال "دخيل وغير مرغوب" فلماذا يلهثون خلفه؟.. لماذا يتعاونون معه؟.. ولماذا تزيد نسبة نجاح أعمالهم الممولة بهذه الأموال بينما تنخفض نسبة نجاح الأعمال التي تمولها أموال الحكومة لديهم؟ ليضع كل منهم الأجوبة التي ترضيه.. لكن أجوبتنا نحن كمشاهدين تصرّح وتعترف بأن مال الإنتاج الخاص - وتحديداً الخليجي - رفع سقف حرية التعبير لدى المسلسلات السورية والمصرية.. ولو بقيت كلها تحت رحمة مال الإنتاج الحكومي، كما كانت سابقاً، لطالتها رقابته المشددة التي خنقته أعواماً طويلة.. ومازالت ! من المعروف أن كل الحكومات العربية لا تموّل عملاً فنياً لديها ما لم يخضع لشروطها الرقابية الصارمة.. وبدلاً من أن يبدي أولئك الفنانون امتنانهم ليد الإنتاج الخاص التي أنقذت أعمالهم من مقص الرقابة القاتل، وصرفت بسخاء عليها لتؤمّن لها السقف الصحي الملائم للإبداع والنجاح، نراهم يهاجمونها ويمتعضون من "تدخلها" و"استيلائها على أعمالهم" !! [email protected]