نشعر كصحافيين متابعين ومهتمين ومطلعين بأن المملكة تعبر إلى مفاصل تاريخية كبيرة ومهمة، وتدخل مرحلة تحولات في الرؤية والأهداف والغايات والبرامج إن من ناحية اقتصادياتها ومواردها، وإن في نظام التربية والتعليم، وإن في مشاركة إنسانها في عملية النمو والتحديث والعبور إلى عوالم المستقبل وصناعة تاريخ نهضوي وتحديثي جديد يواكب ما وصلت إليه الأمم الحضارية إن لم يكن من طموحات هذا التاريخ ان يختصر الزمن ويتفوق في توجهاته وأنماطه ومضامينه على دول أخرى سبقتنا إلى مجالات ثورة التصنيع والتنوير والفعل المعرفي. يتاح لنا نحن الصحافيين توفّر معرفة ومعلومة قد لا تتاحان لغيرنا، ونطلع على برامج وورشات عمل، ورؤى وأفكار مذهلة إلى حد الدهشة، ونرى أمامنا صورة واضحة لمستقبلات الوطن لم يصنعها الخيال، بل صنعتها عقول مؤمنة بما يتوفر من إمكانات وقدرات وموارد نستطيع بها ان نعبر إلى أولويات الترتيب في الدول المنتجة والفاعلة في إثراء الإنسانية بالرخاء والسلام ومنجزات العقل وفكر الإنسان. إذن: نحن نؤمن إيماناً كبيراً بأن السنوات القادمة والقليلة جداً في عمر الشعوب هي محطات مفصلية ومهمة ومؤثرة في صياغة تحولات تاريخية في كل أنماط مساراتنا الحياتية، والثقافية، والصناعية والاقتصادية، والتعليمية، والتربوية. وفي كل فهمنا، ووعينا وطرائق تفكيرنا، وسلوكنا الحياتي، وأسلوب تعاطينا مع الحياة، والتاريخ وفعل الإنتاج. هذه حقائق الواقع، ومعطيات الرؤية من خلال ما شاهدناه وسمعناه، وقرأناه، واطلعنا عليه، وامتلكنا بعضاً من تفاصيله التي لم تزل بعيدة عن الرأي العام خلال زيارة قمنا بها بصحبة رئيس التحرير إلى الهيئة العامة للاستثمار. وهي من المؤسسات التي يفخر بجهودها وعملها المواطن السعودي أينما كان، وحيثما كان. هنا، وهنا فقط ترسخت القناعة عندي أكثر، وأكثر من ذي قبل بأننا نرتكب خطأ عندما يكون التهاون بالمرأة وإبعادها عن المشاركة في فعل صناعة التاريخ الحديث والمستقبلي لهذا الوطن .. وإذا كنت قد وعدت يوم الثلاثاء الماضي أن أعود إلى مشكلة بطالة المرأة حيث إن 64.5في المئة من السعوديات العاملات يحملن درجة البكالوريوس. فإن هذه الزيارة مع رئيس التحرير والزملاء حرضتني أكثر لنشتغل بهمّ المرأة كعنصر بشري مؤثر في نهضة وبناء الوطن. إن مجتمعاً لا تشارك المرأة في صناعة مستقبلاته، وصياغة طموحاته لهو مجتمع مشلول، يعمل نصفه، بينما نصفه الآخر في حالة من الضبابية، والإقصاء عن كل ما يحدث. إن المرأة رافد أساسي في تكوين المجتمع، وبالتالي الإسهام في تحولاته، ومستجداته، ووثباته، ولا يمكن أن نتجاهل، أو نهمش هذا الدور الطليعي. ونصر على حالة الضلع الأعوج..!! لنفتح الآفاق للمرأة، فالأوطان لا تصنع إلا من خلالها.