@@ بفوز المنتخب المصري على "الكاميرون".. @@ وحصوله على البطولة الأفريقية السادسة.. @@ نجحت الكرة العربية.. نجاحاً كبيراً.. @@ في الذي فشلت فيه السياسة العربية.. فشلاً ذريعاً.. @@ فمنذ مدة طويلة.. والعرب منقسمون على أنفسهم.. متباعدون في مواقفهم.. ممزقون حتى في مشاعرهم.. @@ غير أن مكاسب المنتخب العربي (المصري) المتوالية في تصفيات البطولة الأفريقية وحدت الأمة.. وجمعت المشاعر.. ونظمت الصفوف.. وحققت الإجماع المفقود. @@ أتعرفون لماذا؟! @@ لأن الكرة لعبة شعبية.. @@ ولأن المصريين الذين تفوقوا.. جسدوا في هذه البطولة حقيقة شعوب هذه الأمة.. @@ ولأن كل عربي فينا.. وقف إلى جانب اخوته المصريين في هذه الدورة.. بكل مشاعره.. بكل تمنياته.. بكل دعواته بالنصر.. وبالتأهل أيضاً.. @@ فالشعوب العربية بوقوفها خلف المنتخب المصري.. كانت تعبر بذلك عن الانتماء العربي الصادق.. عن الإحساس العربي الموحد.. عن الإرادة العربية المشتركة.. عن الأخوة العربية الخالصة.. @@ لقد أثبتت الشعوب العربية باستمرار.. @@ انها أقوى من الخلافات العربية - العربية.. @@ وأنها أشد ما تكون تماسكاً حين تواجه سواها.. @@ وليس غريباً أن تكون الرياضة (هذه المرة) هي التي جمعت الشعوب.. ووحدت القلوب.. ونظمت المشاعر.. دعماً.. ومؤازرة.. وأفراحاً في كل مكان.. اثر كل انتصار.. @@ ذلك أن الرياضة.. تجسد كل معاني السمو.. والتوحد.. والالتفاف.. @@ ولست أدري إن كان الساسة قد انتبهوا لهذا الزخم العاطفي العربي.. وقد تفجر بقوة ليشكل أكبر تظاهرة حب.. قفزت فوق جميع الآلام والمصائب.. والأحزان.. @@ فقد كشف اللاعبون المصريون مدى تشوق الشعوب العربية إلى لحظات "الفرح" الغائب إلى الإحساس المقتول.. بروعة الانتصار.. والتفوق.. @@ فمنذ زمن والأمة لم تفرح.. @@ والشعوب تعاني من صدمات الهزائم والانكسارات.. وآلامها.. @@ شيء واحد أزعجني.. @@ وجرح شعوري.. المعتز بهذه الأمة.. @@ هذا الشيء هو: إلحاح البعض على إطلاق مسمى (الفراعنة) على لاعبي المنتخب المصري.. بقصد أو بدون وعي منه.. @@ وكم أتمنى ان نتنبه لمثل هذه الأخطاء الإعلامية.. حتى لا نقتل في نفوسنا الإحساس بعظمة التاريخ العربي.. في وقت تتطلع فيه شعوبنا إلى تكريسه.. إلى تعميقه.. @@ وبعيداً عن هذا الأمر.. @@ فإن علينا أن نعيش نشوة هذا الحب.. وندعو الشعوب إلى المزيد من الفرحة.. والتيه..