هذا التقدير - الشعبي - العربي - الإسلامي - الذي حظي به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في الاستفتاء الأخير الذي أجراه مركز أبحاث «بيو» الأميركي، يعبر عن صدق مشاعر الشعوب العربية والإسلامية، وثقتهم بقدرته «حفظه الله» على اتخاذ القرارات والخطوات السليمة بشأن القضايا العالمية. لقد جاء اختيار الملك الإنسان والقائد الملهم والزعيم العربي الكبير، ليكون أكثر الزعماء شعبية في العالم الإسلامي، الذي تثق الشعوب العربية والإسلامية بحكمته ورؤيته وبعد نظره وإخلاصه لأمته. إن القيادة عند -عبدالله بن عبدالعزيز- هي مسؤولية، «وهمّ أمة»، وقد أثبت الملك المخلص، أنه وإن كان خادماً للحرمين الشريفين، وملكاً لهذه الأرض الطيبة، فهو حكيم الأمة العربية. كم هي كثيرة تلك المواقف الخالدة التي أطلقها ملكنا المحبوب من أجل أن تبقى أمتنا العربية -أمة واحدة- كما أراد لها الخالق سبحانه وتعالى أن تكون، وكم من المبادرات التي عزز فيها موقف العالم الإسلامي. إن خادم الحرمين الشريفين، ببساطته وسماحته وقوته في الحق، لم يبحث عن الألقاب -فليس هناك شرف أو لقب أغلى من أن يكون خادماً للبيتين-، ولم يسع للفوز باستفتاءات الرأي، إنما هي التي تبحث عنه، وهو جدير بها. وكما أننا -وطن ومواطنون- نشعر بالفخر والسعادة والزهو لهذا الحب الفياض الذي تحدثت به قلوب أبناء الأمتين العربية والإسلامية، قبل ألسنتهم تجاه زعيم عربي كبير، قلّ أن تجود الأمة بمثله. فإننا في الوقت نفسه، نجد أنفسنا كمواطنين سعوديين، بدأنا نشعر بالغيرة، كوننا لم نعد وحدنا الذين «نحب والدنا الكبير»، فهناك من أصبح يشاركنا، ويقاسمنا هذا الحب لهذا الملك العادل. لكننا نقول لإخواننا في بلداننا العربية والإسلامية الشقيقة، إن عبدالله بن عبدالعزيز، ليس لنا وحدنا، وهذا هو نهجه، وهذه هي سيرته، وهذه هي طبيعته، وهذا ما أراده لنفسه الطيبة التي تقوده إلى الخير، وخدمة الإنسانية. حتى في عز ضخامة المسؤولية، وتوالي الأحداث، لم ينس -سيدي-، أن يهنئ أخاه الرئيس المصري محمد حسني مبارك بفوز منتخب مصر بكأس بطولة الأمم الافريقية للمرة الثالثة على التوالي والسابعة في تاريخها. تلك هي القيادة التي يراها عبدالله بن عبدالعزيز، وهي التي لا تفصل بين العمل الرسمي، والمسؤولية السياسية الجسيمة، ومشاركة الأمة والشعوب العربية والإسلامية أفراحها، وانتصاراتها الرياضية. هنا -في المملكة- قامت النهضة المباركة، وانطلقت مشاريع الخير الرياضية، وكان آخرها اعتماد إنشاء مدينة الملك عبدالله الرياضية في مدينة جدة، كإحدى أكبر وأضخم المدن الرياضية العالمية.ليس ذلك فحسب، فقد وافق «حفظه الله» على تقديم جائزة التفوق الرياضي لكل ناد سعودي يحقق ثلاث بطولات خارجية، وهذا تكريم وتشجيع أبوي، ينطلق من رؤيته في أن الرياضة عنصر مهم في نهضة الدول. ذلكم هو خادم الحرمين الشريفين، الملك الصادق، النقي، المخلص، دمت لنا قائداً عظيماً، وأباً حنوناً، وإنساناً يصعب أمام تدفّق حنانه وبياض قلبه، حصر مكارمه وعطاياه التي غمر بها شعبه. [email protected]