(شينج باو سينج) طفل صيني في الثالثة من عمره طاردته الكلاب حتى أجبرته على دخول حظيرة دجاج فاختبأ فيها . وبسبب وجود الكلاب في الخارج - والدجاج في الداخل - أخذ يصرخ بصوت هستيري حاد لدرجة وفاة معظم الدجاج !! هذه الحادثة الغريبة - التي بثتها وكالة الأنباء الصينية قبل فترة - توضح إمكانية وفاة المخلوقات نتيجة للصوت العالي والصراخ المفاجئ .. فالصوت الحاد - أو المفاجئ - يمكنه التسبب بصدمة عصبية عنيفة قد تنتهي بالوفاة (كما حدث للدجاج المسكين) أو نتيجة لقدرة الذبذبات الصوتية على تدمير جزيئات الجسم من الداخل .. فالصوت كما نعرف عبارة عن اهتزازات فيزيائية يصدرها جسم ما (كالحنجرة أو الطائرة النفاثة) فتنتقل عبر وسط ما (كالهواء أو الأثير) .. وفي حالات معينة قد تتحرك بتردد هائل وسريع بحيث تدمر المنشآت وتحطم البيوت وتفتت الأنسجة الداخلية للجسم (وهذا بالطبع يتجاوز قدرة أي كائن حي على توليده) ... واليوم أكتشف العلماء أن للصوت قدرة على النفاذ والتدمير عند تردد معلوم - لاتسمعه الأذن بالضرورة - . فهناك مثلا الموجات فوق الصوتية - التي لا يسمعها البشر - ولكنها تستعمل في تنظيف الآلات واختبار المعادن (ورؤية) الجنين داخل الرحم . والموجات فوق الصوتية تستطيع عند تردد معين كسر الزجاج وتفكيك المعادن وخلخلة الاعضاء الداخلية للمخلوقات (ويوجد حاليا في الأسواق الأمريكية جهاز يقتل الصراصير من خلال تدمير أنسجتها الداخلية باستعمال ترددات لها القدرة على النفاذ خلف الجدران والخزائن)!! ورغم وجود تقارير عسكرية تتحدث عن استعمال الألمان لأسلحة صوتية خلال الحرب العالمية الثانية ؛ إلا أن أول تقرير مؤكد أتى من حرب الخليج الثانية حين شوهدت سيارات "همر" مجهزة بسماعات ضخمة (لا تصدر صوتا) موجهة ضد الجنود العراقيين . وخلال قصف أفغانستان قال البنتاغون إنه سيلجأ لكل وسيلة متوفرة لإخراج أفراد القاعدة من الكهوف الجبلية بما في ذلك استعمال "الموجات فوق الصوتية العميقة"!! .. والعجيب أكثر أن الأصوات (ذات التردد المنخفض) قد تضر الإنسان أكثر من الأصوات ذات التردد المرتفع ؛ وأول إثبات لهذه الحقيقة أتى من وكالة ناسا حين قامت - في الستينيات - بدراسة تأثير الضجيج الذي تصدره الصواريخ على الرواد . وكانت المفاجأة ان أجساد الرواد لم تتأثر بضجيج الصواريخ نفسها بل بالترددات الصوتية المنخفضة التي يولدها انسياب الوقود في أنابيب الدفع . واتضح في النهاية أن أخطر الترددات الصوتية تلك التي تتراوح بين 3إلى 8هرتز حيث تؤثر في الدماغ وتصيبه باسترخاء واضح (كونها تساوي موجات ألفا الدماغية وتتداخل معها) !! ... وفي جميع الأحوال لا ننسى أن الصوت - أو الصيحة - من وسائل العقاب التي اختص بها الله بعض الأمم الماضية (إنا ارسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر) .. كما لا ننسى (نفخة الصور) التي تصعق كافة البشر في آخر الزمان وبينت الآيات القرآنية أنها نفختان (الاولى) تقع في نهاية الزمان وتسبب موت الخلائق (والثانية) قبل يوم القيامة وتعمل على إحياء الاموات (ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الارض الا من شاء اللّه ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون) . وحسب كتاب مقاييس اللغة تأتي كلمة "صعق" بمعنى "الصوت الشديد"، أما في لسان العرب فتأتي بمعنى الاغماء وشل العقل إثر سماع الصوت الشديد وهو ما يوحي بتأثير الصدمة العصبية التي ثبتت حقيقتها هذه الأيام ...