عند النظر في أي برنامج ترفيهي عربي مثل (العرّاب) سنجد نفس الأسلوب البارد والسخيف في التقديم والتكرار الممل في كل حلقة رغم اختلاف الضيوف وقس على ذلك معظم برامجنا التلفزيونية، وفي المقابل نجد البرامج اليومية في التلفزيون الأمريكي مثل (أوبرا) أو (حاي لينو شو) أو (كونان أوبرايان شو) تتجدد في كل حلقة وتنضح بالحيوية في كل دقيقة من مدة العرض، ولو تمعنا ببساطة سنجد أن خلف مقدم البرنامج فريق كتابة محترف يمد الحلقة بالجديد من النكت والمثير من المواضيع. هذه الطريقة في صناعة البرامج معدومة تماماً في عالمنا الفضائي العربي فرغم أن بعض أفكار البرامج مميزة ويحظى مذيعوها بكاريزما كافية لجذب المشاهد إلا أنهم في الحقيقة يفقدون الألق سريعا مع ثالث أو رابع حلقة يبثونها مما يعني موت البرنامج في النهاية، لا تنصدم عزيزي القارئ حينما يطل علينا المذيع بابتسامته التي تخشبت مع الزمن في لحظة ترحيبه بالمشاهدين وهو يفكر في نفس الوقت بالأسئلة التي سيطرحها على الضيف، فعلى كلمة "إعداد" السلام فهي غائبة عن قاموسهم الإعلامي. بقي أن نعلم أن الجامعات الأمريكية والبريطانية لديها تخصصات أكاديمية في (الكتابة التلفزيونية) يبدأ فيها الطالب من أول يوم في دراسته حيث يكتب مئات بل آلاف الحلقات للمسلسلات والبرامج ويرسلها لشبكات التلفزيون الكبرى ومتى ما قبلت أفكاره في أي برنامج أو مسلسل أمريكي أو بريطاني فهو بمثابة شهادة التخرج له حتى لو حصل هذا في أول عام من انضمامه للكلية، هذه المعلومة تكشف لنا البون الشاسع والاختلاف الواسع بيننا وبينهم، ففي الغرب لا مجال للارتجال، إذ كل شيء مخطط له ومبني وفق دراسة منهجية، وأرجو ألا نيأس كثيراً فالخطوة الأولى للتخلص من المشكلة هي الاعتراف بالمشكلة ذاتها.