قرر مؤتمر محيطات وبحار العالم الذي عقد في المملكة العربية السعودية في نهاية العام الماضي 2007م ان يكون العام 2008م العام العالمي للشعاب وذلك بهدف زيادة الفهم والوعي بالشعاب المرجانية وإلى زيادة جهود الحفاظ وإدارة تلك الشعاب المرجانية القيمة والنظم البيئية المرتبطة بها. ويهدف العام العالمي للشعاب المرجانية إلى رفع الوعي بشأن القيمة البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعاب المرجانية ورفع مستوى الفهم بالأخطار الحرجة التي تهدد الشعاب وابتكار حلول عملية وخلاقة للحد من تلك الأخطار، واتخاذ خطوات عاجلة لتطوير وتطبيق استراتيجيات إدارة فعالة للمحافظة عليها والاستغلال المستدام لتلك النظم البيئية. حملة للحفاظ على الشعاب المرجانية طوال العام سيكون العام العالمي للشعاب المرجانية 2008م عبارة عن حملة على مدار العام تحتوي على سلسلة من الأنشطة والفعاليات والمبادرات التي تعقد تحت رعاية المنظمات الحكومية وغير الحكومية حول العالم مع دعم المجتمع الدولي لها بكل فئاته لتعزيز الأنشطة وتقوية الإجراءات طويلة الأمد للمحافظة على الشعاب المرجانية. الهيئة الاقليمية للمحافظة على بيئة البحرالأحمر وخليج عدن والعام العالمي للشعاب المرجانية تضطلع الهيئة الاقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن بدور كبير من أجل حماية البيئة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن من أي أضرار وقد نفذت الهيئة الكثير من البرامج والنشاطات والدراسات لتحقيق الحماية المستمرة للبيئة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن والهيئة في هيئة حكومية تأسست تحت مظلة جامعة الدول العربية عام 1982م.. ومقرها جدة.. وتضم في عضويتها كل من المملكة العربية السعودية والأردن ومصر والسودان وجيبوتي والصومال واليمن. يتحدث البروفيسور زياد أبو غرارة الأمين العام للهيئة الاقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن عن الشعاب المرجانية يقوله: تعتبر الشعاب المرجانية من أهم البيئات البحرية التي يشتهر بها البحر الأحمر، وتم تكونها نتيجة لأنشطة بيولوجية بحتة.. وهي بيئة غنية من حيث التنوع البيولوجي. والشعب المرجانية تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي الشعاب الهدبية والشعاب الحاجزة والشعاب المستديرة ومعظم هذه الشعاب المختلفة عبارة عن تلال مغمورة من الهياكل المتحجرة لأجيال من المرجان. وهناك عوامل تؤثر في انتشار الشعاب المرجانية وهي درجات الحرارة والعمق، حيث لا تنمو الشعاب المرجانية في أعماق أكثر من (70- 100متر)، وكذلك الضوء، حيث يساعد في عملية التمثيل الضوئي للطحالب التكافلية الموجودة داخل الشعاب المرجانية.. ودرجات الملوحة بين 32و 35درجة في الألف.. وعلى هذا الأساس نجد ان البحر الأحمر يمثل البيئة المثلى لنمو الشعاب المرجانية. وتكتسب الشعاب المرجانية أهمية كبيرة لأنها مصدر للغذاء إذ تحتوي أحياء بحرية كثيرة تمثل غذاء للأسماك والكائنات البحرية ومصدر للدواء وحماية للمدن الساحلية من الأمواج. الوضع الراهن للشعاب المرجانية ويطمئن الدكتور أبو غرارة بأن الشعاب المرجانية في حالة صحية جيدة بشكل عام في كافة انحاء البحر الأحمر وخليج عدن بنسبة 30إلى 50% تغطية للمرجان الحي في معظم المواقع واكثر من 50% من مجموع التغطية في المتوسط. ولكن هناك تأثيراً واضحاً الشعب المرجانية محلياً في المناطق الحضرية والصناعية من جراء عمليات الردم والتجريف وأنشطة الموانىء بسبب رسو السفن، وتصريف النفط والمياه المستعملة ومياه الصرف الصحي والملوثات الأخرى التي تسبب أمراضاً للشعاب المرجانية ومنع إنتاج اعداد جديدة منها.. بالإضافة إلى الاضرار الناتجة عن المراسي والغوص الترفيهي بإستخدام اجهزة التنفس تحت الماء.. كما دلت المسوحات على ان ثلث الشعاب المرجانية في الاقليم تم تدميرها.. أو تأثرت بظاهرة ابيضاض المرجان في عام 1998م، وكانت التأثيرات الأكثر كثافة في الوسط الشمالي للبحر الأحمر في السعودية خصوصا قرب رابغ، ومن اليمن في منطقة بلحاف وحضرموت ومجموعة جزر سومطرة.. وأدى ذلك إلى تغير كبير في تركيبة المجموعة المعتمدة على الشعاب المرجانية القريبة من المناطق الصناعية مثل العقبة وينبع. أهمية العام العالمي للشعاب الهيئة مهتمة بمعالجة جميع المشاكل التي تواجه البحر الاحمر وخليج عدن والمناطق الساحلية في الاقليم.. والتي تتمثل في الكثير من الجوانب المتعلقة بالكائنات البحرية وتناقص نباتات الشورى والتي دمر ثلاث أرباعها من جراء رعي الجمال وقطع الاشجار والنفايات الصلبة، ومياه الصرف الصحي. وهناك العديد من النشاطات والبرامج التي ستقوم بها الهيئة على مدى هذا العام من اجل التوعية بأهمية الشعاب المرجانية، وضرورة المحافظة عليها وحمايتها من جميع المخاطر التي قد تسبب تدميرها.. وقد شرعت الهيئة في إنشاء مرابط مائية للسفن لمنع تدهور الشعاب المرجانية في البحر الأحمر بسبب استعمال الغواصين والسفن الشعب لربط مراكبهم وانزال المراسي الى عمق البحر مما يسبب الاضرار بالشعاب وهذه المرابط المائية تهدف إلى حماية المرجان في البحر من اعتداء الغواصين.. واقامة ورش عمل للغواصين لتعريفهم بالاضرار التي قد يتسببون فيها للشعب المرجانية في البحر إذا لم يتبعوا الطرق السليمة في ممارسة هواياتهم.. وهذه الورشة ستبدأ خلال شهر. ويعتبر البحر الأحمر من اغنى بحار العالم بالشعب المرجانية، ويوجد به حوالي (260) نوعاً من الشعب المرجانية.. ومن خصائص الشعب المرجانية إنها لا تنمو اكثر من اسم خلال العام،ولهذا فإن أي ضرر يلحق بها قد يؤدي للكثير من الاضرار بالبيئة البحرية بشكل عام. كما سيتضمن اليوم العالمي للشعاب على مستوى الاقليم على العديد من النشاطات والاعمال المسحية والبرامج التوعية التي تهدف لتعريف الجميع بأهمية الشعاب المرجانية.. وضرورة تكاتف جميع الجهود من اجل حمايتها على مستوى دول البحر الأحمر وخليج عدن.. والحفاظ عليها من أثار النشاطات الاقتصادية والسياحية التي تقوم على السواحل البحرية.عام الشعاب المرجانية يفرض مراجعة ودراسة وتقصي لجميع المشاريع القائمة على شواطىء البحار - خاصة سواحلنا.. ومعرفة مدى الاضرار التي تلحقها بالشعاب المرجانية على سواحلنا والتي من المعروف انها تنمو متاخمة للشواطىء وتشكل سلاسل مرتبطة اشبه بسلاسل التلال تحت الماء بأعماق قريبة.. وهذه المراجعة والدراسة لحجم اضرار هذه المنشآت على الشعاب المرجانية يجب ان تضع إستراتيجية فاعلة لدرء هذه الاضرار وحماية الشعاب المرجانية منها على المدى القريب والبعيد.