على خطى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وراعي التعليم العالي تسير جامعة الفيصل لتقام على أسس وطرق علمية تواكب أحدث ما وصلت إليه فروع العلم الحديث الذي يعتمد على التقنية والعلوم الحديثة بالتعاون مع (AMIDEAST) أمديست للخدمات التعليمية والتدريبية واختارت أن تكون بدايتها في مبان حديثة ملكاً لها، أنشئت وصممت لتحقق الغايات والأهداف التي وضعها القائمون عليها، ولتكون في عاصمة العرب التي وحد منها الملك عبدالعزيز مملكته المترامية، منطلقاً منها حاملاً معه مشعل العلم والنور، والانفتاح على كل مفيد من الجديد، ناقلاً التمدن إلى جميع مدن المملكة وقراها وهجرها. إن إطلاق اسم الملك فيصل على هذه الجامعة ليكون مسماها جامعة الفيصل تخليد جميل لمن عمل لأمته وليضاف هذا الصرح إلى ما سبق في مشروع لا يهدف إلى الربح، فالملك فيصل رحمه الله كان راعياً للتعليم الذي أشرف بنفسه على نشره في كل شبر من هذه البلاد. نستلهم من كلمات الفيصل يرحمه الله: (ليس فينا من ينكر أو يشك في أن العلم هو طريق النجاح، ولكن العلم وحده لا يكفي فهناك أسس إذا لم يرتكز عليها العلم فإنه يكون سلاحاً ذا حدين، هناك أساس العقيدة الصالحة، والتربية الصالحة، والأخلاق القويمة، فهذه من الأسس التي يجب أن يتحلى بها طالب العلم، وأن يركز اتجاهه عليها، حتى يكون علمه مفيداً ونافعاً لنفسه ولمجتمعه ولأمته) وهذا مما ستحرص عليه هذه الجامعة الفتية بإذن الله. لقد أظهر القطاع الخاص استجابة، وقدم مبادرات وطنية معقولة لدعم بعض المشروعات التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، ومنها هذا المشروع الذي أظهر عدداً من رجال الاعمال. إن مخرجات التعليم ككل والجامعي على وجه الخصوص تحتاج إلى تضافر الجهود لنستطيع أن نقدم خريجاً يتواكب مع تطلعات الحكومة تجاه مواطنيها، ولنواكب حاجات سوق العمل، ولعل التخصصات القائمة في هذه الجامعة تضاف إلى المخرجات الإيجابية التي يبحث عنها المستثمر ورجل الأعمال والسوق ككل، وهو ما تسعى إليه جامعتنا الوليدة هذه، باستخدامها أحدث ما وصل إليه العلم في أعرق الجامعات في العالم، فهي تؤهل الخريج باللغة الإنجليزية، وتكسبه المعرفة بالمختبرات العلمية وتضاعف من جهده في التحصيل العلمي ليكون مستعداً لما هو أكبر. لقد قال الملك فيصل يرحمه الله في حفل افتتاح: ليس مهماً أن نبني معاهد، ولا أن نحتفل بافتتاحها، ولكن المهم أن نسعى جهد طاقتنا في أن نستفيد منها. أسأل الله سبحانه وتعالى لجامعة الفيصل، أن تنطلق وتتواصل نجاحاتها، التي تظهر من خلال المؤشرات الأولى أنها ممتازة، في محاور التخطيط والدراسات والتنفيذ، وفي اختيار كوكبة راقية من الجهازين التعليمي والإداري، وفي تنفيذ المنشآت لتحقق مع منظومة الجامعات الأخرى في المملكة التي ساهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإصدار أوامره أن يكون في كل منطقة جامعة واحدة، على الأقل وهو ما تحقق الآن بالفعل وأصبح حقيقة ولله الحمد.