تجربة بسيطة التي أمضاها مؤلف هذا الكتاب الصحفي سعيد الأبيض في ردهات الصحافة، إلا أنها كانت ثرية وعميقة وقلقة في نفس الوقت.. فدونها من خلال كتابه الجديد "السلطة والملائكة الصغار" الصادر عن دار شادي للنشر والتوزيع. الكتاب حمل هموم ومتاعب عشاق الصحافة والمشتغلين في بلاطها وذكرياته التي قد تجلب له شيئاً من الخسائر مع زملائه فجسَّد واقع حال الصحفي الذي ذرف من أجل عينيها الكثير من العرق والحبر وسارداً للعديد من المواقف التي عايشها وأثارت شجونه، محاولاً أن يعلو صوته بما آمن به حول رقي مهنة الإعلام في المجتمع وضرورة حمايتها من الدخلاء. ولم يغب عن ذاكرة الأبيض تدوينه لبعض المواقف والتغييرات الوجدانية التي مر بها منذ طفولته ومروراً بمقاعد الدراسة حتى دخوله إلى بلاط صاحبة الجلالة وكيف شاهد ولامس الصراع حين شق طريقه نحو السلطة الرابعة. كما دون التجارب المريرة التي عاشها الكاتب لعدد من الزملاء من واقع العمل الصحفي اليومي مع صناع القرار في الصحيفة، ثم أورد الزميل الأبيض بعضاً من قصص ومواقف الزملاء في الحقل الصحفي ونقل معاناتهم بين صفحات الكتاب. كما لم يغفل المؤلف أن يؤكد للمتلقي في وصفه للصحفيين بأنهم قليلو السعادة وكثيرو القلق، وذلك لوقوعهم بين مطرقة الإدارة الصحفية التي لم تشعرهم بالأمان الوظيفي وبين سندان الخوف من المجهول في مهنة محفوفة بالمخاطر وفي ظل غياب آليات الحماية الكافية. يذكر ان الزميل الأبيض عرف بتحقيقاته الصحفية الجريئة وقدرته السريعة في الحصول على الخبر وتغطياته الصحفية في كل المناشط والفعاليات. وقد عمل الأبيض في كل من صحيفة البلاد ثم صحيفة المدينة ومنها لصحيفة الاقتصادية وصحيفة شمس وأخيراً في صحيفة عرب نيوز.