كشف استشاري ورئيس قسم جراحة القلب بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض الدكتور هاني نجم عن عدم تناسب الكثافة السكانية مع توزيع مراكز القلب بالمملكة، في وقت أكد فيه أن الخدمات القلبية المقدمة للمرضى على درجة عالية من النوعية. وقال تركيز المراكز حالياً لا يتبع الكثافة السكانية، مما يستوجب نقل المرضى من مناطق المملكة للعلاج بالرياض لوجود تلك المراكز المتخصصة بكثرة، ولدينا 25مركز قلب، والمراكز التي يجرى بها عمليات قلب وقساطر تداخلية تبلغ 17مركزاً، وبحسب الإحصائيات العالمية فإنها تشير إلى أن كل 2إلى 3ملايين نسمة تحتاج إلى مركز قلب واحد متخصص، ولذا نحن بحاجة إلى 12مركز قلب كبيراً موزعة بطريقة علمية مدروسة، أو إعادة توزيع القائم منها الآن ودعمها. جاء ذلك في حوار أجرته "الرياض" معه بمناسبة تنظيم الشؤون الصحية بالحرس الوطني غداً الاثنين المؤتمر العلمي التاسع عشر للجمعية السعودية للقلب والمؤتمر العالمي لمركز الملك عبد العزيز لطب وجراحة القلب والاجتماع العلمي السابع للجمعية العربية لأمراض وجراحة قلب الأطفال وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض، وبرعاية "الرياض" إعلاميا. وأوضح الدكتور نجم أن إنتاجية مراكز القلب ونوعية خدماتها ترتكز بشكل كبير على الأرقام، مشيراً إلى أن المركز إذا كان يجري 100عملية بالعام يعتبر ضعيفاً والنتائج يحتمل أن تكون ضعيفة، مطالباً بمزيد من الشفافية في إنتاجية تلك المراكز. وفيما يلي نص اللقاء @ نأمل في البداية إعطاءنا لمحة سريعة عن مؤتمر القلب ال 19؟ - يعتبر أكبر مؤتمر طبي للقلب على مستوى الشرق الأوسط، ويستمر 4أيام ويضم 300محاضرة من 250محاضراً يمثلون 26دولة مختلفة من العالم، وهو المؤتمر العلمي التاسع عشر للجمعية السعودية للقلب والمؤتمر العالمي لمركز الملك عبد العزيز لطب وجراحة القلب بالحرس الوطني والاجتماع العلمي السابع للجمعية العربية لأمراض وجراحة قلب الأطفال وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض، وخلال أيام المؤتمر هناك طرح لمحاضرات متخصصة بالأبحاث وطب القلب للكبار والأطفال، وجراحة القلب، وتصوير القلب المغناطيسي والصوتية والمقطعية، ومحاضرات لكهرباء القلب، وتمريض القلب، والعناية التمريضية للقلب ومحاضرات تعنى بأجهزة القلب الصناعي، ويليها في المساء ورش عمل متخصصة في مواضيع محددة لمناقشة بعض الحالات لمشاكل القلب. @ ماذا عن المدعوين للمؤتمر؟ - هناك مدعوون من كبار وابرز الأطباء الجراحين بالعالم بالإضافة إلى وجود نخبة كبيرة من الأطباء السعوديين البارزين ومن الدول العربية، وخلال المؤتمر هناك محاضرات متوازية في حدود 5صالات بنفس الوقت، وتم تحديث شبكة الانترنت ليتم بث المحاضرات الرئيسية على الانترنت في نفس الوقت وتصويرها بالفيديو للاستفادة منها بعد المؤتمر. وفي صباح يوم الخميس هناك بث مباشر عن طريق الأقمار الصناعية من مركز الملك عبد العزيز بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض إلى قاعة الملك فيصل بفندق الانتر كونتنتتال، يليها بث من مدينة تلوذ في فرنسا إلى قاعة الملك فيصل وخلال البث سيتم إجراء عمليات لحالات قساطر في هذه المراكز وتبث حية وسيكون هناك الاتصال مباشر بالصورة والصوت لمناقشة هذه الحالات المعقدة، وهناك محاضرات متخصصة فقط في تقنية وعمل عمليات جراحة القلب وذلك بعرض فيديو مسجل مسبق لعمليات معقدة لكي يستفيد منها الجراحون الحاضرون. @ كم عدد الحضور المتوقع للمؤتمر؟ - متوقع حضور ما يفوق 1500شخص حيث تم تسجيل ألف شخص حتى الآن، ويصاحبه معرض طبي يشارك به 27شركة في مجال طب وجراحة القلب وعلم التروية، وسيتم عرض آخر ما توصلت له التكنولوجيا من أجهزة في هذا المؤتمر. @ ما الهدف الرئيسي من إقامة هذا المؤتمر؟ - الهدف منه هو مناقشة وعرض آخر ما توصلت له علوم طب وجراحة القلب وكذلك نقاش الأبحاث المحلية التي أجريت في المملكة من قبل الباحثين السعوديين، وقد تقدم نحو 120بحثاً محلياً وقبل منهم 65بحثاً كانت على مستوى عال من القوة العلمية وسوف يناقشون في هذا المؤتمر، وإيصال آخر ما توصل له العلم للأطباء المتدربين والناشئين في المملكة لهذه المعلومات من أساتذة بارزين. @ ذكرت بان هناك نقلاً حياً ومباشراً من فرنسا للرياض لمناقشة بعض الحالات المعقدة، كيف سيتم ذلك؟ - نعم سيكون هناك نقل من فرنسا إلى الرياض ومن الرياضلفرنسا حيث عمليات قسطرة لحالات صعبة وغير عادية، لحالات قساطر لإدخال داعمات للشرايين بطريقة صعبة ومعقد، والدكتور فاجا دي معروف كونه ابرز الأطباء في العالم في القسطرة التداخلية، وهي حالات مباشرة، حيث سيكون من حالتين إلى 3حالات خلال ساعتين من فرنسا الى الرياض ومن مركز الملك عبد العزيز إلى قاعة الملك فيصل للمؤتمرات، للأطفال والكبار. @ كيف ترى أهمية هذا المؤتمر في هذا الوقت؟ - هناك تطورات وعلاجات وعمليات جديدة وعمليات تداخلية جديدة ولا بد ان يكون هناك تواكب ومعرفة حول ما يحصل بالعالم للرقي بالمعلومات العالمية وجلبها للمملكة. @ كونك طبيب قلب، كيف تنظر لأمراض القلب بالمملكة؟ - لدينا مشكلة كبيرة بأمراض القلب بالمملكة، والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي المعلومات الصحية لصحة القلب لدى الشعب السعودي، والواقع أن المعلومات متفاوتة ما بين طبقات الشعب ولكن ليست بالقوية، ولدينا مشكلة أخرى وهو وجود مرض السكر المنتشر بين واحد إلى أربعة أشخاص بالمملكة وله علاقة مباشرة بمرض القلب، وزيادة بالأوزان وقلة بممارسة الرياضة وانتشار التدخين بين الشباب، والناس ترى علاج الضغط انه وقتي وليس مستمراً، وكل هذه الأسباب يمكن أن تؤثر على وجود أمراض القلب، واعتقد أن المشكلة ستظهر بعد من 10إلى 20سنة القادمة فهذا الجيل الشاب ليس لديه الصحة القلبية الجيدة فعند وصوله لعمر 45وال 50تبدأ لدية الأمراض القلبية، وما يفاقم المشكلة هو أن معظم مرضى الأمراض المزمنة لا يتابعون علاجهم بشكل جيد والعناية الأولية من طبيب العائلة قليلة، وسنرى مشاكل قلب بالمستقبل أكثر من الآن، لسبب عدم السيطرة على العوامل المؤدية لأمراض القلب، هناك قلة من الوعي الصحي، وعدم الالتزام بنصائح الأطباء للصحة القلبية. @ وما هو دوركم في جمعية القلب السعودية وأنت احد أعضائها؟ - نعم في جمعية القلب مقصرون في هذا الجانب ومن دورنا إيصال معلومة صحة القلب للناس، ولهذا سيلي المؤتمر يوم 17و 1918فبراير محاضرات توعوية إرشادية ومنتدى تثقيفي للكبار والصغار في مركز الأمير سلمان الاجتماعي من 6إلى 10مساء، وتليها مناقشات ونسعى بجدولة محاضرات وإعداد منشورات لصحة القلب للجميع. @ كم تصل معدلات إصابة المجتمع السعودي بأمراض القلب؟ - في الحقيقة لا يوجد إحصائيات دقيقة وكافية، ومرضى القلب متشعبون ولا تحضرني الآن الإحصائيات، ومرضى القلب يمكن يكون طفلاً مولوداً بتشوه خلقي أو مريضاً كبيراً ولدية مشكلة في كهرباء القلب أو بالشرايين أو بالمصممات وعضلة القلب أو مشكله بالغشاء المغلف القلب، ومعظم الفهم العادي لمرض القلب هو أمراض الشرايين وهي ليست جميع أمراض القلب، وأكثر مرض منتشر هو انسداد الشرايين وهو شئ مكتسب، وبنسبة 70% للكبار يشكله من مجمل الأمراض تشكل 30% فيه الصمامات والكهرباء وغيرها. @ وكيف تقيم واقع المراكز القلبية ومستوى خدماتها بشكل عام؟ - إذا نظرنا إلى نوعية الخدمات المقدمة بالمملكة فهي على درجة عالية من النوعية، فهناك أناس مختصون ومراكز متخصصة ودعم مادي. @ وهل العدد الحالي من تلك المراكز يكفي لرعاية المرضى؟ - الجواب صعب ومعقد، ولكن احتمال كفايتها بشرط استخدام كامل الطاقة الاستيعابية الكاملة، ولكن هناك شيء كبير جدا هو توزيع المراكز بالمملكة، فهناك عدم تناسب عدد السكان وتوزيع مراكز القلب وهناك مشكلة نعاني منها الآن والمستقبل أكثر وهي "مرضى القلب" الذين لديهم "هبوط قلبي مزمن" بمعنى أن عضلة القلب ضعيفة ولا يمكن لهم تدخل جراحي أو قسطرة وهم مجموعة من المرضى يتكاثرون بطريقة ضخمة، وكل مراكز القلب إذا فتحت فقط لهؤلاء المرضى سيملأونها، والهدف من مراكز القلب ليس لهؤلاء المرضى، وإنما للجراحة والقسطرة التداخلية، وبالتالي السؤال معقد ولا بد تشريحه ودراسته بطريقة دقيقة جداً، والسؤال ليس سهلاً، وقد أعدت دراسة على عدد المراكز بالمملكة واستيعابها ووجدت أن كل المراكز بالعاصمة والمنطقة الوسطى، وهذه مشكلة بحد ذاتها فوجدت أن توزيع المراكز لا يتبع الكثافة السكانية، ولذا لا بد من نقل المرضى للرياض للعلاج. @ وما هي عواقب قلة المراكز القلبية المتخصصة بأطراف المملكة؟ - يحتاج بعض المرضى خدمة اسعافية عاجلة وقد لا تكون موجودة لديه فبعض المرضى قد يحتاج قسطرة خلال 6ساعات لإنقاذه من جلطه وبالتالي يحتاج للنقل وهو ما سيؤخر علاج المريض ويشكل خطوة عليه. @ ولكن من المستحيل إنشاء مركز للقلب متخصص في كل مكان؟ - صحيح، مستحيل ولكن لا بد من وجود ثلاثة مستويات من مراكز القلب، مراكز لاستقبال الحالات الاسعافية وتحولها ومراكز متخصصة لإجراء بعض العلاجات وعمل بعض القساطر والدرجة الثالثة هي المتخصصة والتي تقوم بعلاج جميع الإمراض. @ كم عدد المراكز الموجودة حاليا؟ وماذا عن الاحتياج؟ - عدد المراكز الحالي تقريبا 25مركزاً، ولكن مراكز العمليات القلب وقساطر تداخلية فهي اقل من 17مركزاً، ويجب ذكر جانب مهم وهو أن مراكز القلب وإنتاجيتها ونوعية الخدمة ترتكز بشكل كبير على الأرقام بمعنى على الكم، فإذا كان المركز يجري 100عملية بالسنة يعتبر ضعيفاً والنتائج يحتمل تكون ضعيفة، والدراسات العالمية تقول انه عندما تقل العمليات بالمركز فهناك قلة بالنوعية وضعف بالنتائج، وبالتالي كل ما زادت العمليات زادت النوعية والنتائج أفضل، وبالنسبة للاحتياج وحسب الإحصائيات العالمية كل مليونين ونصف المليون نسمة إلى 3ملايين نسمة تحتاج مركز قلب واحداً، ولدينا بالمملكة 25مليون نسمة فنحتاج مراكز كبيرة ما يزيد عن 12مركزاً موزعة بطريقة مدروسة ومدعومة، ولا بد من دعم المراكز ال