صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز باعتماد إنشاء مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض بتكلفة 430مليون ريال وبسعة 300سرير. هذا الأمر ليس مستغرباً منه حفظه الله وهو الحريص على دعم القطاع الصحي، حتى وصلت ميزانيته أرقاماً كبيرة تؤكد هذا المنحى. أمراض السرطان أخذة في الانتشار وحسب تصريحات مدير مؤسسة مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بمناسبة أمر خادم الحرمين الشريفين فإنه يسجل سنوياً أكثر من ثمانية آلاف حالة سرطان بالمملكة، وهو مايبرر ضرورة التوسع في إنشاء المراكز المتميزة القادرة على استيعاب التعامل مع هذه الحالات المتنوعة. ما لم يشرء إليه سعادة مدير مستشفى التخصصي هو مصدر هذه الحالات، فحسب إحصائيات السجل الوطني للأورام والذي يدار كبرنامج مشترك بين التخصصي ووزارة الصحة، كثير من تلك الحالات يأتي من مناطق المملكة المختلفة، بل إن سرطان الثدي وسرطان القولون على سبيل المثال سجلا اعلى معدلاتهما خارج منطقة الرياض. لقد أصبح ملحوظاً، ويكرره الأطباء المعنيون بالتعامل مع أمراض السرطان بأن جزءاً كبيراً من مشكلة مرضى السرطان بالمملكة، بما في ذلك حدوث بعض الوفيات هو تأخر التشخيص وتأخر التدخل المبكر وعدم وجود الفحوصات المبكرة الكافية. ماذا يعني ذلك؟ يعني أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ولكي ينجح بالتصدي لهذا الوباء المزعج، بحاجة إلى أكثر من مجرد توسعة في أسرّته، هو بحاجة إلى مراكز طرفية مساندة له، ليبقى هو المركز المتخصص في علاج الحالات المتقدمة سرطانياً. هذا يقودني إلى طرح فكرة مشروع الملك عبدالله لعلاج الأورام، الذي ألخص فكرته في إنشاء عدة مراكز متخصصة في مختلف المناطق، تحديداً أرى أن يشمل المشروع إنشاء عشرة (أو اقل أو أكثر حسب ما تحدده خارطة انتشار مرض السرطان) مراكز توزع على كافة أرجاء الوطن خلال الأربع سنوات القادمة. لست أتحدث عن نسخ مطابقة لتخصصي الرياض في الحجم ودقة التخصص، ولكن عن مراكز متوسطة تسهم بشكل رئيسي في الكشف والتدخل المبكر للحالات وتُربط بالمركز الرئيسي بالرياض بطريقة تقود إلى تسهيل وتقليص انتقال المرضى لتخصصي الرياض. مؤسسة مستشفى التخصصي أحد خياراتها الإستراتيجية هو التحول إلى مؤسسة معنية بمكافحة السرطان على المستوى الوطني، تتولى طرح مبادراتها في مختلف المناطق وتدعم بخبراتها إنشاء مراكز طرفية لها بجميع المناطق... مع دعائنا لخادم الحرمين الشريفين بأن يسبغ الله عليه ثوب الصحة والعافية نرجو أن نسمع في القريب عن مشروع الملك عبدالله الوطني لمكافحة وعلاج الأورام بإنشاء سلسلة المراكز المشار إليها أعلاه..