تواصل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث استضافتها لمجموعات من طالبات السنة النهائية بجامعة زايد بأبوظبي لقضاء فترة تدريبية لعدة أشهر في أقسام إدارة التراث المعنوي المختلفة. ويأتي ذلك تنفيذاً للاتفاقية الموقعة في يوليو 2006بين سعادة محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وسعادة سليمان الجاسم نائب مدير جامعة زايد، تتيح بموجبها الهيئة للطالبات قضاء فترة تدريبية في إحدى إدارات الهيئة تحت إشراف أساتذة الجامعة، وفقاً لشروط صارمة يتوجب بناءً عليها معاملة الطالبات المتدربات وكأنهن موظفات عاديات في الهيئة، توكل لهن مهام محددة. وفي إطار تطبيق استراتيجية الحفاظ على تراث إمارة أبوظبي الثقافي وإدارته، والتوعية بأهمية العناية بكافة نواحي التراث الثقافي للإمارة بما فيها التراث الملموس وغير الملموس، فإن تدريب الجامعيين المواطنين يُعدُّ من أهم الاستثمارات المستقبلية لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث للنهوض بالإمكانات البشرية المتميزة لأبناء الإمارات. ولذلك تعمل الهيئة على إتاحة فرص التدريب للمواطنين والمواطنات من الخريجين الجامعيين لتحقيق أهداف الهيئة في مجال تأهيل الكوادر المواطنة الحريصة على تراثها وثقافتها، وتوفير مجالات تدريب واسعة تخدم عمليات الحفاظ على التراث لإمارة أبوظبي، وذلك عبر برنامج تدريبي شامل لرفع مستوى الوعي بأهمية التراث، وإيجاد بنية تحتية قادرة من الموادر البشرية المواطنة للحفاظ على التراث الثقافي وإدارته، وتفعيل جهود المجتمع المدني تجاه الحفاظ على التراث واتباع أسس التنمية المستدامة. وقد وقع اختيار إدارة الجامعة ممثلة في الدكتورة جين بريستول على اختيار إدارة التراث المعنوي مكاناً لتدريب طالبتين جديدتين هما حبتوتة محسن المزروعي، وخديجة عبدالله الحمومي، حيث سبق لهما الدراسة - ضمن تخصصات أخرى - للتراث الشعبي ومناهج البحث الاجتماعي، الأمر الذي أتاح لهما زيادة معرفتهما بثقافة وتراث مجتمع الإمارات لا سيما وأن إدارة التراث المعنوي تعمل في مجال جمع وحفظ وحماية وتوثيق ودراسة الثقافة التقليدية، وتاريخ وأسلوب حياة مواطني إمارة أبوظبي، والاحتفاء بكل ذلك وتطويره والترويج له، وذلك ضمن مشروع الهيئة الطموح الرامي لإجراء مسح ميداني شامل للتراث المعنوي بإمارة أبوظبي بغية جمع عناصر التراث وتصنيفها ودراستها وعرضها ضمن مشروع أطلس وموسوعة المأثورات الشعبية. كما تدربت الطالبات في قسم البحوث بإدارة التراث المعنوي على فنيات وأسس الجمع الميداني والمكتبي، وتم الاستعانة بهن في إكمال تصنيف وعرض المادة العلمية وحفظها وأرشفتها في أرشيف التراث الشعبي بالهيئة، والذي يضم مكتبة وتسجيلات صوتية وأفلاما تسجيلية ووثائقية من الإذاعة والتلفزيون ومجموعات من الصور القديمة والوثائق. وعن فترة تدريبها وطبيعة المهام التي قامت بها تقول المتدربة حبتوتة المزروعي: بدأت فترة تدريبنا في إدارة التراث المعنوي بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث في قسم السمعيات والبصريات ثم بعد ذلك انتقلنا إلى القسم الكتابي من الأرشيف حيث كانت تجربة مثمرة بالتعرف على ما يحويه الأرشيف من كتب ومطبوعات ودوريات، وتعرفنا كذلك على مناهج البحث المتبعة في تصنيف الكتب وطرق الاستعارة وإدراج أعداد وأنواع الكتب المتوفرة في نظام خاص بالحاسب الآلي، حيث يتسنى للباحث الحصول على المصادر والمعلومات بطريقة سهلة حيث قمنا بتصنيف بعض العناوين مثل الأدب الشعبي، العادات والتقاليد، المعتقدات والمعارف الشعبية وغيرها، لقد اكتسبت العديد من المهارات والخبرات في مجال جمع التراث وتوثيقه. وحول التراث المعنوي وأهميته تقول خديجة الحمومي: التراث الثقافي يضم ثقافة وحضارة شعب فيجب المحافظة عليه، وأشارت إلى أن من أهم ما يميز التراث المعنوي هو المثل الشعبي الذي يُعدُّ تاريخاً حقيقياً لحضارة الأمة، وأنا من عشاق الأمثال الشعبية الإماراتية. وتابعت مشددة على أهمية دراسة المثل الشعبي والتعمق فيه: إن المثل الشعبي الإماراتي هو مرآة شاملة تعرض لكل مناحي الحياة الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية. ودعت خديجة إلى العمل المتواصل والمشترك للحفاظ على التراث بكل الطرق الممكنة مشيرة إلى دور المؤسسات التعليمية في هذا الحفظ عبر تخصيص مساقات تتحدث عن التراث والمثل الشعي.